في وقتٍ تعيش فيه اجزاء واسعة من ولاية الخرطوم معاناة غير مسبوقة مع إنقطاع الإمداد المائي في اوج فصل الصيف حيث يزيد إستهلاك المياه، ومع حالة الغضب علي هذا الوضع الذي تحول في عدد من المناطق والاحياء لتظاهرات، في هذا التوقيت اطلق احد موظفي مياه الخرطوم تبريراً غير مسبوق لإنقطاع المياه يتماشي في ذات سياق تبريرات مشابهة اطلقتها قيادات في المؤتمر الوطني والحكومة من قبل. فقد اتهم كبير مهندسي مياه الخرطوم الأسبق قاسم موسى جهات لم يسمها "بالوقوف وراء أزمة شح مياه الشرب في عدد من مناطق الولاية". وقال موسي في تصريحات صحفية إن هناك منتفعين يقومون ببيع المياه مستغلين ضائقة الشح. وأشار إلي انهم مستثمرون مقتدرون يمتلكون مصادر وأعداداً كبيرة من عربات الكارو". ودون ان يوضح المصدر الذي استقي منه معلوماته اتهم مهندس مياه الخرطوم قاسم موسي بعض العناصر التخريبية التي تهدف لإثارة المواطنين وإخراجهم للشارع العام بأنهم "يقومون بسد البلوفة الرئيسة، وبمحاولة تعطيل بعض مولدات الآبار التي تغذي الشبكة". ودعا السلطات الأمنية لمراقبة ومتابعة مثل هذه النشاطات الهدامة. ووفقاً للسياسات الامنية لحزب الجبهة الاسلامية الذي تحولت كوادره لاذرع امنية في المؤسسات فمن الراجح ان المهندس يحمل رتبة بجهاز الامن واطلق تصريحاته نيابة عنه، إلا انه لم يعزز حديثه باي دليل. وقبل ايام وفي ذات السياق، قالت القيادية في حزب المؤتمر الوطني سامية احمد محمد إن كوادر المعارضة تقوم بانشطة تخريبية لتعطيل انسياب خدمات المياه والكهرباء للمواطنين. وكان المدير العام السابق لهئية مياه ولاية الخرطوم خالد حسن إبراهيم، قد اتهم جهات سياسية منظمة تقف وراء شح المياه بعد اندلاع تظاهرات حينها، وقال انها تقوم بإقفال ال (بلوفة) في الشبكة، وشدد علي ان هنالك "أيادٍ عابثة صاحبة غرض تفتعل الأزمة لإستغلالها سياسياً". وفي مواقف سابقة شبيهة لتبرير عجزها عن تقديم الخدمات والقيام بواجباتها رددت السلطات مثل هذه الاسطوانات المشروخة، وتستعين بالاجهزة الامنية لخلق فبركات مثل إحضار عدد من الشباب صغار السن من اطراف المدن وإجبارهم علي تلاوة إعترافات بانهم يعملون ضمن تنظيم تخريبي وانهم السبب في إنقطاع المياه. وكانت الشرطة قد قتلت قبل ايام الطفل ماهر مراد البالغ من العمر 15 سنة اثناء إحتجاجات في منطقة مايو علي إنقطاع المياه. فيما تلوذ هئية المياه نفسها وولاية الخرطوم بالصمت وتتجنب الحديث المباشر عن اسباب إنقطاع المياه لاكثر من شهر عن اجزاء واسعة بولاية الخرطوم وفشلها في توفير إمدادات المياه لمدينة ترقد علي جانبي نهرين من اكبر انهار العالم.