المريخ يختار ملعب بنينا لمبارياته الافريقية    تجمع قدامي لاعبي المريخ يصدر بيانا مهما    بالصور.. تعرف على معلومات هامة عن مدرب الهلال السوداني الجديد.. مسيرة متقلبة وامرأة مثيرة للجدل وفيروس أنهى مسيرته كلاعب.. خسر نهائي أبطال آسيا مع الهلال السعودي والترجي التونسي آخر محطاته التدريبية    شاهد بالفيديو.. بالموسيقى والأهازيج جماهير الهلال السوداني تخرج في استقبال مدرب الفريق الجديد بمطار بورتسودان    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة سودانية تطلق "الزغاريد" وتبكي فرحاً بعد عودتها من مصر إلى منزلها ببحري    حادث مرورى بص سفرى وشاحنة يؤدى الى وفاة وإصابة عدد(36) مواطن    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يصل مطار القاهرة الدولي    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض    يؤدي إلى أزمة نفسية.. إليك ما يجب معرفته عن "ذهان الذكاء الاصطناعي"    عمر بخيت مديراً فنياً لنادي الفلاح عطبرة    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)    الجمارك تُبيد (77) طنا من السلع المحظورة والمنتهية الصلاحية ببورتسودان    لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    الدعم السريع: الخروج من الفاشر متاح    البرهان يتفقد مقر متحف السودان القومي    التفاصيل الكاملة لإيقاف الرحلات الجوية بين الإمارات وبورتسودان    بيان من سلطة الطيران المدني بالسودان حول تعليق الرحلات الجوية بين السودان والإمارات    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لكل محطة "عدة شغلها" دعوة مقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا انطلقت من السودان
نشر في الراكوبة يوم 18 - 07 - 2014

ما إن تعكرت أجواء الصفاء والعلاقات مع قاهرة المعز في ظل تحولات تاريخية واستقطاب إعلامي حاد بعد إقالة مرسي حتى عجمت القيادة كنانتها فاختارت أقواها عودا، فتم ترشيح السفير عبدالمحمود عبد الحليم سفيرا للسودان بمصر.. وترحيبا بالخطوة أعلنت القاهرة قبولها للترشيح خلال عشرة أيام.. ويعتبر هذا زمنا قياسيا حسب الأعراف الدبلوماسية.. فضلا عن أنه دبلوماسي مخضرم إلا أنه شديد المنافحة عن السودان لا يرضي بالدنية في كرامته لهذا تصدى بشكيمة قوية ضد أوكامبو وشهدت له أروقة منظمة الوحدة الأفريقية في السابق منافحات قوية كان أشهرها ضد الرئيس موقابي، لكن كما قال في هذا الحوار لكل موقع (عدة شغل) فقد بسط رؤيته للعلاقات مع مصر التي ترتكز على المصالح والوجدان والجوار المشترك وأكد أنه سيبعث الحيوية في شرايين الحراك المجتمعي والثقافي وليس عبر السياسة وحدها وأهاب بالإعلام للبناء على المشتركات وقال إن ترقية العلاقات هي أمانة في أعناقنا جميعا.
إضافة لسيرته المهنية المتميزة يحتشد السفير المحمود بالمواهب وتعدد الاهتمامات، فهو مريخي صميم دون أن يجرح ذلك دعمه للهلال، وهو ينحدر من أصول صوفية ضاربة الجذور في عمودية جلاس، وظل والده لعقود طويلة أستاذا لأجيال عريقة في حقل التعليم،
إضافة لنزعته الأدبية المبينة في هذا الحوار فهو أيضاً ذو لمسة إنسانية في تعامله مع الآخرين.. استعرضنا في هذا الحوار رؤيته للنهوض بالعلاقات في جميع المجالات في ظل حساسيات اللحظة الراهنة، كما تحدث عن تجربته الدبلوماسية في عدد من المحطات والدول، وأعرب عن إعجابه بالهند كما طوف على منابع وجدانه الصوفي والأدبي وكشف عن ملكة كبيرة في التذوق الشعري والفني..
السفير عبدالمحمود وهو يحزم حقائبه سفيرا للسودان في القاهرة يقول في الحوار كلمته الأخيرة وخارطة طريقه لترقية العلاقات حتى تستحق وصف الأزلية والاستراتيجية والتاريخية.
أنت في حكم التاريخ ستكون أول سفير بعد إقالة محمد مرسي وانتخاب رئيس جديد في مصر.. ماهو الهدف الذي ستسعى لتحقيقه في مهمتك كسفير في مصر؟
العمل على ترجمة المنظور الإستراتيجي الذي نعبر عنه "بعلاقات أزلية وتاريخية" إلى واقع تعكسه مصالح ومنافع حقيقية بين الشعبين والبلدين وعلى نحو يتكافأ مع إرثهما وطموحاتهما المشتركة في كافة المجالات.
هل تفاجأت بترشيحك سفيراً في مصر؟
لم أتفاجأ بترشيحي سفيراً للسودان لدى مصر.. الدبلوماسي جندي في خدمة الوطن تسند إليه المهام إينما كانت.
ما هي جملة توجهات الحراك وتحسين العلاقات مع مصر في هذا الظرف.. وماهي أدواتك لترقية العلاقات؟
ليس هناك من بلدين جارين تجمعهما الروابط والمشتركات مثلما هو حادث بالنسبة للسودان ومصر.. علاقات البلدين ليست مسألة صفوية تحددها بصورة ميكروسكوبية مراكز الأبحاث، بل هي حركة مجتمع بكامله.. سوف أعمل على تحريك كافة القطاعات والأطياف المجتمعية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والإبداعية للعب دورها، وإجراء حوارات فيما بينها تعزيزاً للروابط وترقية للعلاقات والتفاهم والوشائج.. حوارات بين المثقفين ورجال الأعمال وأهل الإبداع والفن والرياضة والإعلام وقادة الرأي.. رغم الوشائج والمشتركات وحديثنا المتواتر حول أزلية العلاقات إلا أن محصلة العلاقات ظلت دون الطموح.. التحدي إذن كما أسلفت هو ترجمة رؤانا الإستراتيجية تلك إلى مصالح ومنافع حقيقية يحس بها المواطن في البلدين في كافة المجالات.
هل من رسالة توجهها إلى صحافة وشعب مصر قبل وصولك إلى القاهرة؟
أقول لهم إن تطوير وتعزيز العلاقة بين شطري وادي النيل أمانة في أعناقنا جميعاً.. ولا خيار لإنجاز أمانة ذلك التكليف سوى التكاتف والصدق والتعاضد تحقيقاً للمقاصد والغايات المشتركة.
هل سرعة الموافقة على ترشيحك وفي عشرة أيام تعتبر رسالة إبداء حسن نوايا؟
نعم.. نعدها أمراً إيجابياً للغاية ونبادلهم الحرص على أن تلعب الأطقم الدبلوماسية في العاصمتين دورها المرتجى في تعميق العلاقات بين البلدين والشعبين.
يشكو كثير من المسؤولين في السودان من تعامل الإعلام المصري مع قضايا السودان.. ما هو خطابك للإعلام في مصر؟
لابد أن يلعب الإعلام دوره الإيجابي والمسؤول في تعزيز العلاقات بين السودان ومصر.. سأسعى إلى إقامة ميثاق شرف إعلامي لخدمة تلك الغايات.
عبر البعض عن خشيتهم من أن يكون أسلوب عبد المحمود في نيويورك وتصديه لأوكامبو هو ذات أسلوب تعامله مع الإعلام في مصر؟
لكل محطة "عدة الشغل" الخاصة بها.. وضع الندى في موضع السيف مضر كوضع السيف في موضع الندى.
ماهي توصية رئيس الجمهورية ووزير الخارجية لك وأنت تتوجه إلى مصر؟
أوصياني خيراً بالعلاقات السودانية – المصرية.. وعبرا عن إرادة سياسية كاملة لتحقيق هدف إعمار هذه العلاقات بحيث يكون تعاونا وتكاملا البلدين وأنموذجاً يحتذى.
المعارضة السودانية في مصر؟
السودان لن يكون موئلاً لأية معارضة ضد مصر، وبالمثل فإن السودان لا يتوقع أبدا انطلاق أية معارضة له من مصر.
أنت كرئيس للجنة المعابر مع مصر.. متى سيتم افتتاح معبر أشكيت قسطل بين السودان ومصر؟
كرئيس للجانب السوداني في لجنة المعابر مع مصر أقول إن كافة الترتيبات اكتملت الآن للافتتاح التشغيلي والتجريبي، وأن الطرفين قد وفقا أوضاعهما فيما يتصل بالمباني على الجانبين، واتفق الجانبان أن يتم الافتتاح عقب عطلة العيد، وهو خطوة وإنجاز تاريخي. حيث سيؤدي ذلك إلى تعزيز وتدعيم الحركة التجارية والاقتصادية بين البلدين.
متى سيتم اجتماع لجنة التجارة، الصناعة ولجنة الجمارك؟
اجتماعات لجنة التجارة، الصناعة ولجنة الجمارك ستكون خلال الأسابيع القليلة القادمة وسيعقبها اجتماع للجنة العليا المشتركة بين الجانبين في القاهرة وسوف يتم تحديد الموعد بالتشاور بين العاصمتين.
عبد المحمود.. أنت سفير مخضرم لكن الجمهور يريد التعرف على الوجه الآخر.. من أنت؟
أنا من مواليد قرية الأركي – عمودية جلاس – من محلية مروي.. والدي هو معلم الأجيال الشيخ عبدالحليم محمد محمود أبو سوار، والوالدة فاطمة الطيب محمد علي أبو سوار.. لي من الأبناء محمد ودينا ومرافئ ووجدان، ووالدتهم حرمنا أستاذة ميمونة محمد صالح، أخت ابن عمنا السفير هاشم محمد صالح، والشاعر الراحل الجيلي محمد صالح، وهي أستاذة جامعية عملت من قبل بجامعة الملك سعود بالرياض.. أشقائي هم الأستاذ محمد الكامل، ودكتور عبدالرحيم، ودكتور المأمون وعبدالكريم، ومن الشقيقات زينب ونورالشام ونور البقيع وسلمى.
صف لنا في كلمات تجربتك سفيراً في الهند ونيويورك؟
أن تعمل سفيراً في أرض غاندي وطاغور ونهرو، فلابد أنها أم التجارب الدبلوماسية.. شيخ السفراء الراحل بشير البكري كان يردد أن من لم يعمل بالهند تكون تجربته ناقصة، وهو أمر اتفق معي فيه الأستاذ عمرو موسى الذي عمل أيضاً سفيراً لمصر في الهند، ثم مندوباً دائماً لها في نيويورك. نيويورك هي عاصمة العالم الدبلوماسية، وهي التجربة التي لا تتكرر في مجال العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف. وإذا كانت الهند قد "مدت لنا الأيدي الصديقة" كما يقول الأستاذ تاج السر الحسن في رائعته "آسيا وأفريقيا" فإن نيويورك تعطيك التحكيم الجائر(مجلس الأمن) رغم ما قد تكون عليه قوة فريقك.!
يقال إن الإدارة الأمريكية كانت غاضبة من طريقة تصديك لأوكامبو وتصريحاتك الإعلامية؟
نحن معنيون بإزاحة ما يغضب بلدنا وشعبنا ولسنا معنيين أبدا بإرضاء الآخرين.
أنت لا تحتمل التقليل من شأن السودان في المناسبات الدولية.. ويقال إنك تصديت لرئيس أفريقي في حضور الرئيس البشير؟
لا ينبغي أن يكون بيننا من يقبل التقليل من شأن البلاد في المنابر العالمية.. نعم أذكر أنني تصديت لحديث سالب عن السودان من الرئيس الزمبابوي روبرت موقابي خلال أول قمة أفريقية شارك فيها الرئيس البشير بأديس أبابا، وقد كان الرئيس مشغولاً بلقاء جانبي فأمرني بالجلوس في مكانه مع الرؤساء، فقمت بالرد على موقابي مفنداً ادعاءاته، فصفق الرؤساء إعجاباً بما أدليت به.. وأذكر أن الراحل حسن ساتي قام بنقل ذلك في الصحف التي صدرت صباح اليوم التالي.. موقابي صديق حميم للسودان الآن.. قلت من قبل إن الدبلوماسية ينبغي أن تدار بعزة، الدبلوماسي الاعتزازي هو المصفى القانوني للكرامة الوطنية.
لماذا قالت صحافة الأمم المتحدة إن نيويورك بعد مغادرة عبد المحمود ستكون أقل أهمية وإثارة.. بماذا يوحي لك هذا الوصف؟
لعله اعتراف من قبلهم بما قمنا به دفاعاً عن المصالح الحيوية لبلادنا.
ماهي مصادر ميولك الأدبية؟
التراث الأدبي السوداني عموماً.. تأثرت أيضاً بأجدادي حسن وحسين الكد رواد المدرسة الأبروفية، وشجرتهما وارفة الظلال من أبناء عمومتي الأستاذ عثمان حسن أحمد الكد وطه الكد وخالد الكد عليهم الرحمة.
ماذا أعطتك ديار الشايقية.. هل روح المقاومة في العمل الدبلوماسي أم العاطفة المشوبة في خطابك الأدبي؟!
ربما.. ولكن يظل السودان كله هو مصدر الإلهام.
من تحب من أهل الطرب والغناء ولماذا؟
كثيرون هم الذين حفروا بإبداعهم مسامات وجداننا.. من جيل الرواد عثمان حسين ووردي وأحمد المصطفى والتاج مصطفى والكاشف وحسن عطية وحسن سليمان وعبيد الطيب ومحجوب عثمان والخير عثمان والشفيع وإبراهيم عوض ورمضان حسن ورمضان زايد والعاقب محمد حسن وعبد المنعم حسيب، ومن الشباب حسين شندي وعاصم البنا وعصام محمد نور والطيب مدثر وأستاذة سمية حسن.. نقدر أيضاً الدور التاريخي الذي لعبته وما تزال فرقة الخرطوم جنوب للموسيقى، والأفذاذ من خريجيها الموسيقيين، فتاح الله جابو وعبد الله عربي وحسن بابكر ومحمد سراج الدين وعوض رحمة.
من أين تشربت باللون الأحمر.. ومن أين لك هذه المريخية المشتعلة.. وهل تتعارض مع توجهاتك القومية؟
يولد الرياضي على الفطرة، فأفراد أسرته "يهللانه" أو "يمرخانه" أو "يموردانه".. خالنا المرحوم عبد الغني الطيب كان مريخياً صلباً ودرج على أخذنا لدور الرياضة لمباريات المريخ ونحن صغار.. فأورثنا عشقه للمريخ.. وقد شرفني شعب المريخ بانتخابي عضواً بمجلس الإدارة الذي كان يرأسه ماهل أبوجنة.. بعد كل تلك السنوات أصبحت لدينا مقدرة على إذابة ألوان الفنائل فاختفى التعصب وأصبح توجهنا قومياً وروحنا رياضية.. ونعتز بالهلال وبأصدقائنا من نادي الهلال العظيم.
هل تنام عندما ينهزم المريخ؟
إلا كما ينام العشاق.!
لاعب مازال عالقاً بذهنك؟
ماجد.. أبوجنزير.. عليه الرحمة والمغفرة.
العلاقة بين الدبلوماسية والرياضة؟
الرياضة سفارة ورافعة أساسية من روافع العمل الدبلوماسي – في السودان ظلت الرياضة إحدى ممسكات الوحدة الوطنية والانصهار القومي، ومعلوم كذلك الدور الذي قام به الرياضيون في الحركة الوطنية والثقافية.. ما قامت به الرياضة من مبادرات يفوق ما تقوم به الدبلوماسية الرسمية، فالسودان الرياضي أسس على أرض بلادنا أكبر وعاء رياضي للدبلوماسية الشعبية في القارة الأفريقية، وهو الإتحاد الأفريقي، كما انطلقت من السودان دعوة مقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، عندما حرم فريقها من التباري في الدورة التي أقيمت بالخرطوم وضمت السودان ومصر وإثيوبيا، ثم انطلقت تلك المقاطعة من السودان وأصبحت من الأجندة الرئيسة للأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية، وهو إنجاز هائل يحسب للسودان.. نذكر أيضاً دور السودان في إنقاذ ضحايا المجاعات في القرن الأفريقي عندما قاد البطل خليفة عمر تلك الجهود عبر العالم بطائرة الكونكورد بتنظيم من اليونسيف لحشد الدعم المالي لأولئك الضحايا.. وفي مجال الربط بين الرياضة والدبلوماسية نشير إلى أن الأمم المتحدة درجت سنوياً ومنذ عام 2003 على إصدار قرار من الجمعية العامة حول الرياضة ودورها في السلام والتنمية وتحقيق أهداف الألفية، وقد أكد إعلان لقادة العالم في قمة الألفية عام 2005 دور الرياضة في ترسيخ التسامح والتفاهم والتضامن العالمي.. والحركة الأولمبية بدورها ظلت تعنى بالهدنة الأولمبية في مناطق النزاعات، وقديماً كان يتم إلقاء السلاح عندما كانت الشعلة الأولمبية تخرج من معابد أثينا.. الرياضة عموماً قامت بما عجزت عنه السياسة على مستوى العالم، فبخلاف دبلوماسية البنق بونق الشهيرة حدث تطور مهم خلال أولمبياد سدني عام 2005 عندما دخل وفدا كوريا الجنوبية والشمالية بعلم واحد رغم العداء التاريخي ومأزومية علاقتهما.. وفي كأس العالم الأخير بالبرازيل رأينا الإثنيات والعرقيات المختلفة تتوشح بعلم واحد لبلدانها وتحارب العنصرية وبهذا تساهم في رتق النسيج الاجتماعي العالمي الذي أرهقته العنصرية والشوفينية والمناطقية.
شاركت في تأبين محجوب شريف.. ماذا كان يعجبك في شعره؟
محجوب شريف مبدع أسطوري لا يتكرر.. يعجبني في شعره الصدق والتلقائية والبساطة والعمق.. شعر محجوب شريف تشم رائحة دعاشه قبل أن يمطر عذوبة في أذنيك.
لديك تعبير مشهور عندما ذهب أبوقردة وزير الصحة الحالي إلى لاهاي أمام المحكمة الجنائية وقلت إن تلك "سياحة جنائية".. هل ذكر لك هذا التصريح عندما قابلته؟
نعم ظللنا نتذكر تلك الأحداث كلما التقينا، وكان آخر ذلك عند مشاركته في الحفل الذي أقامته تكريماً لي بالنادي العائلي مؤخراً مؤسسة أروقة وطلاب وشباب مروي.. الأخ أبو قردة صديق حميم وإضافة مقدرة للعمل العام.
موقف طريف وآخر حرج في حياتك الدبلوماسية؟
المواقف الطريفة عديدة.. أما عن المواقف الحرجة والمحزنة فقد كان مقرراً أن ألتقي بوزير خارجية سيرلانكا كادير قامار عندما كنت سفيراً معتمداً هناك، وقبل يوم من تلك المقابلة اغتاله نمور التاميل وهو خارج من حوض السباحة بمنزله بكولومبو.
خلفت الفاتح عروة في نيويورك.. ماذا استفدت من تجربته هناك؟
الفاتح صديق عزيز وأخ كريم متعدد المواهب.. قاد السفير الفاتح بعثة السودان بنيويورك في الفترة التي سبقت قدومي إلى هناك وكانت فترته حافلة بدورها بالتطورات المهمة، وقد استفدت مما تركه الأخ الفاتح من إرث وتجربة.
هل تعجبك روح النكتة عند المصريين.. ومن هو ممثلك المفضل؟
من منا لا تعجبه النكتة الصادرة من القلب.. ليس لدي ممثل معين.. تستهويني أكثر حركة المواطن العادي في مسرح الحياة اليومية الواقعية بتفاصيلها المختلفة.
لديك ميول صوفية.. هلا كشفت عنها؟
هي ليست ميول بل وجود.. نشأت في أسرة كان التصوف نبضها وقلبها الذي يخفق.. وغشتني تلك السحائب ونحن أسفل جبل كلنكاكول الشهير الذي تغنى به إسماعيل حسن بقصيدة "جبل الصلاح" على مقربة من قبة السيد العجيمي بالبرصة.. وبالمناسبة شاركت بقصيدة من تأليفي اسمها "صلوا لخالق الأنام" في مهرجان الأغنية الصوفية بالهند وقام بأدائها الفنان عثمان مصطفى في ذلك المهرجان الذي أقيم بالعاصمة نيودلهي.
هؤلاء في كلمات:
عمر البشير
لا تكفي بضع كلمات لوصف ابن البلد الأصيل عمر حسن أحمد البشير.
الطيب صالح
نخلة على الجدول.
جمال الوالي
يشع جوداً وسخاءً.
حامد بريمة
حارس الزمن الجميل.
سيد خليفة
كان سيداً وخليفة.
كمال الجزولي
شامة على خد الفكر والإبداع.
اليوم التالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.