سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ساهم في بث الكراهية مع الجيران..اللواء يونس محمود..صاحب الحديث السياسي..\" ايها الشعب السوداني البطل \" : البرنامج فكرة حمزة الشفيع للرد بعنف على كل من سوّلت له نفسه
مثلما لكل فنان أغنية تقوده للجمهور، فاللواء يونس محمود قاده برنامجه الإذاعي (الحديث السياسي) الذي ملأ الدنيا وشغل الناس طوال خمسة أعوام، يركل الدول والجيران والتجمعات الاقليمية والمعارضة الداخلية ركلاً بفصاحة (شهيدة) على عبارة مكثفة وكأنها بارود وقال يونس في (التبرير) إن فكرة البرنامج للرد بعنف على كل من سولت له نفسه. أناقة بيوت الجيش لا مفر منها وقد تغير الكثير وكان مكتبه بسيطاً بستائر رومانسية وفناء آخاذ ولا غرو أن تسمع صوت مصطفى سيد أحمد بينما حركة الجنود منسقة وعلى أوتكيت بين المكاتب تحمل صفات الحزم والعزم والجدية ولم يبدأ حوارنا مع اللواء يونس إلا عند الموعد المضروب ساعة ودقيقة وثانية، دخلنا إليه وشكر (الحرة) في شخصنا وبدأنا الحوار عسيراً ثم سلساً وهذا هو حصاده فإلى مضابطه كما تقول لغة العساكر والمخافر. * اللواء يونس محمود، في زمن مبكر ارتبط اسمكم بالتعليق السياسي وما ادراك ما التعليق آنذاك؟ لكن هذا سؤال تقليدي سُئِلتُه ألف مرة ولا داعي فيما اعتقد. * طريقتي في الحوار أن أفهم طبيعة المحاور وفهمه للأشياء ولتنطلق استفهاماتي مع سبق الاصرار، من هذه الناحية فأرجو الحديث عن ارتباط اسمكم مبكراً..؟ صحيح ارتبط اسمي في ايام الثورة الباكرة وسنيها الأول مما اقتضاه التعريف بفكر الثورة الوليدة وبرامجها الابتدائية في الاصلاح السياسي والرد بعنف على كل من سولت له نفسه تجاوز المعروف. * من الذي اقترحك لتقديم البرنامج اياه؟ الفكرة قدمها لي المرحوم حمزة الشفيع في ادارة القسم السياسي بالاذاعة - وقال - لي - اننا نحتاج الى حديث أو خطاب باسم الثورة موجه الى المستمعين وأنا اصلاً كنت اعد رسائل الى الجندي السوداني للتوجيه المعنوي تحريضاً وتحفيزاً بارتقاء الهمم وانتقادي لمناصري حركة التمرد(آنذاك) وفضح اساليبها فقد كانت الحرب النفسية الموجهة ذات اثر بالغ. * وهل احترام سيادة السودان تأتي من هذا القبيل؟ اعتقد أن البرنامج ادى دوره بصورة طيبة وترك اثراً بالغاً في لغة الخطاب السياسي؟ * بالضبط كان الاستماع اليه يمثل الذروة؟ لماذا برأيك؟ الفكرة بالاساس لدعم الثورة والرد على المتربصين بها وما زالت في مهدها، وهناك نوعان من أسباب الذروة فالمناصرون له يريدون عبره الاطمئنان للثورة وتحقيق رجاءاتهم والسبب الثاني (المعاندون) وهم الرافضون يستمعون بذات القدر لمعرفة مآلات الثورة يتنسمون اخبارها وقالوا لنا (استمع للحديث السياسي لنعرف من أين تتوجع الثورة. * هل كان البشير آنذاك هو من يشيد بك ويدعمك؟ لم انتظر اشادة مباشرة او غير مباشرة وما سألت عنه لم يحصل اطلاقاً. * استمر البرنامج خمسة أعوام هل هذا صحيح؟ من يونيو ٨٩ الى ١٩٩٥م * حديثك السياسي (تسبب) في الماضي في ازمات دبلوماسية مع دول مهمة الدكتور سليمان أبو صالح كرر هذا في اكثر من مناسبة؟ لكل مرحلة ظروفها ومقتضياتها فالحرب تستوجب خطاباً معيناً. * طيب حدثنا عن ادارة التوجيه المعنوي؟ ادارة التوجيه المعنوي معنية بالاضافة للواجبات الداخلية لها بواجبات التواصل مع المجتمع عبر الاذاعة وصحيفة القوات المسلحة. * وأنتم تحرضون على القتال أليس كذلك؟ الحرب تقتضي من الدولة مهمة محددة وليس من مهمة القوات المسلحة الاستنفار بل القيادة العامة تدرب وتسلح وتوظف. * وماذا تفعلون في مرحلة السلام؟ نعمل على توطينه وتوطيده ونساهم فيه من خلال جاهزية قواتنا لأي حرب أخرى فالسلام القوي أساسه قوات جاسرة في الميدان.. ولعل ادارة التوجيه المعنوي هي واجهة القوات المسلحة وهي رسول الى عامة الجمهور. * ربما تواجهون مغالطة حضارية، فنظام الجيش يعود الى تقاليد ثقافة الانجليز الارستقراطية فماذا تقول؟ استنت الانسانية من خلال تجاربها أهمية الجيش ووضعت الدولة الحديثة جملة قوانين والترتيبات ما يجعل الجيش تنظيماً انسانياً مطلوباً. * أنا أقصد معايير الجيش (مثلاً) أن تؤدي تحية لرتبة أكبر هل هذا سلوك إسلامي؟ مثل هذه الأسئلة طرحت بكثافة في أيام الثورة الأولى أيام ادخال الرؤية الإسلامية بشكلها العام والتقاليد العسكرية الحالية لا تختلف مع قيم الدين بالاحتجاج (المضمّن) في السؤال ففي الجيوش الاسلامية (رتب) وهناك امارات وألوية ويوجد قائد وجنود وعقوبات.. وهكذا .. وإذا حصل الكثير حول العالم بصدد الجيوش فالسودان ليس بدعة ولا هو بالمعزول. * ولكن ميزانية الجيش هائلة هائلة هائلة..؟!! ميزانيات الجيوش ليست في السودان وحده بل في العالم كله هي الأعلى والأكثر انفاقاً وهي الأولى على مستوى الفصل الأول في المرتبات والامتيازات المغرية بالدخول للجيش فالتبعات كما تعلم كبيرة والتضحيات واقتحام المخاطر وبالرغم من ذلك لسنا نحن الأوائل في المرتبات وكل الحاصل فإنه يتواءم وفقاً ما يقتضيه الحال الماثل فهناك نذر حرب ثانية بدارفور وفي الجنوب مخاوف انفصال خشن وفي العاصمة ثمة مؤامرات وبالتالي أي انفاق عالٍ تقابله وظيفة معادلة عن الأمن الوطني. * بعض العارفين يؤكدون بأولويات أخرى بذات القدر من الأهمية؟ نحن نعمل وفقاً لمتقضيات وأكرر لدينا قتال بدارفور ونستعد لقتال بالجنوب فلابد من وجود جيش حديث وقوي يكون تحت النداء. * أبراج الجيش مفخرة معمارية ولكن الناس يحتجون بأنها لا تلائم أوضاعنا الماثلة؟ هي من حاجات أسست لتليق بمقر لمؤسسة عريقة وسيادية ومن هنا نزجي التحية للسيد وزير الدفاع الذي أشرف على هذه الأبراج. * ما هو رأيك في برنامج ساحات الفداء؟ من أروع البرامج التي خطرت على بال منتج ومن أعظمها اثراً في استنفار همم الشباب للانخراط في العمل العسكري ومن أبقاها في تواصل ما بين الجيش والشعب والتحية لمن حملوا الكاميرا في هذا البرنامج. * هناك اخبار تشير لوجود نشاطات لإنشاء طاقة نووية للأغراض السلمية؟ لم أسمع بهذا أبداً.. أنتم تسمعون وتكتبون.. * وأيضاً.. هناك تطور مشهود في مؤسسات الجيش؟ طبعاً وهذا من سنن التطور والجيش مهم جداً وهناك جامعة كرري وغيرها من المعاهد وأصبحت الكلية الحربية تعطي البكالريوس وهناك الكليات الأمنية والجوية والبحرية وكلية الدفاع والقيادة والأركان وأكاديمية نميري العسكرية والزمالة مما سيكون له أثره الكبير ترقية ونوعاً على (ماهية) الكادر العامل في القوات المسلحة. * بمناسبة المؤسسات العسكرية هناك اتهام بالواسطة والمحاباة لاختيار كوادرها؟ أبداً، فالدخول لهذه الكليات من باب الأهلية، وكاذب من يقول غير ذلك، وكل من يقول يحاول تغطية فشله في المعاينات والمتقدمون بضعة آلاف والمطلوب منهم أحياناً ٣٠٠ في أحسن الأحوال فالمنافسة حامية والفشل وارد وهكذا تأتي شماعة الواسطة وعدم النزاهة والعمل في المجال العسكري معقد فالمعاينة في كل مرحلة تحمل تحدياً جديداً، ف(قيد العمر) والطبي واللياقة البدنية والرياضة وبالتالي العقبات كبيرة والفشل وارد والشماعة جاهزة. * يتبادر للذهن ان اذاعة الجيش هي عبارة عن اصوات للطلقات ولا زيادة؟ اذاعة صوت القوات المسلحة ليست عسكرية وفيها منوعات خفيفة وبرامج متوازنة في الاقتصاد والاجتماع وحياة الناس اليومية بالاضافة للجانب الترفيهي وهناك كبسولات خاصة بالقوات المسلحة. * مهمتكم فيما أرى هي تحسين الصورة وتقديم الجزء الإيجابي دائماً. * لسنا يصدد تحسين صورة وما في صورة لنحسّنها هذا بالنسبة للانفصال وهو الآن (كمثل) أصبح غير مجدٍ لأن الجنوب هو دولة من خلال دفع قيادته السياسية الى تبني الانفصال بكل مستوياته ومن مسئولية الدولة دائماً الدعوة للوحدة حتى آخر لحظة لإعلان الانفصال. * هل تتذكر حالة الجيش قبل ٨٩ وبالرغم من ذلك كان متماسكاً وحقق انتصارات. الحمد لله ربنا أكرمنا في السودان بملامح خاصة ولدينا روح قتالية أحياناً لا تتأثر بالتقانة وفينا كثير من الصبر والمروءة وساعدت هذه السمات في انتصار قواتنا في أحلك الظروف. * ألا توجد من حين لآخر بوادر تمرد بفعل الجيوب السياسية داخل الجيش؟ الجيش مؤسسة متماسكة ورغم كثيرة المؤامرات، ولكن لم تتمرد كتيبة سودانية واحدة ولم تستطع قوات الحركة الشعبية دخول أي مدينة مهمة مثل بور أو جوبا أو ملكال الى أن جاء اتفاق ٢٠٠٥م. حوار : صديق دلاي