بداية لانخفي عليكم القلق والتوتر الذي ساور الكثيريين من نظام الكوتة منذ ان قامت الوزارة بأعلانه وقبل تطبيقه وكأنما تم تفصيله الطلاب المغتربين بالخارج وإقصائهم من دائرة المنافسة لجميع الطلاب حملة الشهادة الخارجية وخاصة حملة شهادة المملكة العربية السعودية وقد حدث ما كنا نخشاه وما كان يساورنا من قلق بشأن نظام الكوتة فور إعلان الوزارة نتيجة القبول بالجامعات السودانية للعام 2014/2015، وجاء يوم إعلان النتيجة بنظام الكوتة يوماً اسوداً ظالماً كثيباً مهيلاً وفور انتهاء المؤتمر الصحفي الذي أعلنتم فيه نتيجة القبول لطلاب الشهادة العربية تحولت غالبية البيوت السودانية بالمملكة الى سرادق عزاء، وأجهش ابنائنا وبناتنا بالبكاء الحار حزناً وأسفاً على الأوقات الثمينة التي قضوها بين الدفاتر والكتب والمذاكرة وعلى الاجتهاد والمثابرة والتحصيل العلمي، وندامةً على المستقبل المعتم وعلى كونهم سودانيين من الأساس وبالمقابل غرق الآباء والأمهات والاخوة والاخوات في لجة عميقة من الحزن والأسى ومحاولة موآساة الأبناء والتخفيف من هول الصدمة ووقع الخبر الكارثة، وهو خبر مُحزن بحق وحقيقة، حيث كانت نتيجة القبول للممتحنين من السعودية فعلى سبيل المثال كانت ادنى نسبة للقبول (97,3% لطب جامعة الخرطوم ، و96% لباقي كليات الطب للجامعات الحكومية الاخرى بولاية الخرطوم) وبسؤال أحد الصحفيين لمعاليكم بقوله : ( إن أكف المهاجرين السودانيين بالسعودية مرفوعة للسماء دعاء عليكم وعلى كوتكم التي حرمت معظم أبنائهم المتفوقين وبناتهم المتميزات من القبول في الجامعات الحكومية ، وانه نظام ظالم لم تراعى فيه ابسط قواعد العدل) كانت الاجابة : (نحن لم نظلم أحدا ، ونتمنى الخير لنا ولهم ، ولكن أبنائهم أحرزوا نسب عالية ، وجّلهم يريد دراسة الطب بولاية الخرطوم ،واغفلوا كليات الطب بالجامعات الولائية) وأرد على سعادة الوزيرة بالقول: هذه ليست جريرة ارتكبوها وانها أمنيات مشروعة ومنطقية وعادلة فليس من المنطق أن يكون مقر سكنه بولاية الخرطوم ثم يسجل رغبته لدراسة الطب في جامعة كردفان أو البحر الاحمر هذا من جهة ومن جهة أخرى متى كان التفوق واحراز الدرجات العلمية العالية سببا في حرمان طالب او طالبة من حقه في التعليم الجامعي وفي الجامعة التي يرغب الدراسة بها على نفقة الدولة؟ وهل جزاء من أحرزوا نسبة (99,87%) في الاختبارات النهائية ، ونسبة ( 93% ) في التحصيلي ونسبة (95%) في القدرات ، الحرمان من القبول العام ؟ وهل جلس الطلاب والطالبات المُمتحنين من الداخل (أي طلاب الشهادة الثانوية) لأمتحاني القدرات والتحصيلي هذين الامتحانين اللذين يشرف عليهما ويعدهما المركز الوطني للقياس والتحصيل بالمملكة وفقا لمعايير عالمية صارمة تتسق مع ضوابط ومعايير الاعتماد الاكاديمي العالمي ،وهل قام وفد أو لجنة علمية أكاديمية متخصصة من قبل وزارة العليم العالي وغيرها من الوزارات والادارات الحكومية الاخرى ذات الصلة بدراسة وفحص وتقييم المنهج السعودي المتطور المتفق مع أحدث النظم والمناهج التعليمية العالمية المعتمدة من كافة المنظمات العالمية المعنية بأمر التعليم ومخرجاته؟ أو بالتحري والاستقصاء عن مستوى طلاب الشهادة العربية السعودية السابقين بالجامعات السودانية الحكومية والخاصة ؟ حتى يتبين لهم مدى تفوقهم عن غيرهم !! أم أن الوزارة ولجنة قبولها اكتفت فقط بأن امتحان الشهادة العربية السعودية غير مركزي وتعده المدارس ، ولكنه مع ذلك وفق ضوابط واشراف إدارة الامتحانات بالوزارة وفق لائحة الإمتحانات المخصصة لهذا الغرض وهو مع انه غير مركزي مباشرة ولكنه مركزي بالأشراف والتبعية والضوابط وتطبيق اللائحة. لقد كنا نؤمل خيرا في سعادة الوزيرة، بحسبانك اكاديمية من اهل البيت واستاذة جامعية سابقة وكنا نتوقع قيامك بانصاف ابنائنا ومساواتهم بغيرهم ، أو أن يكون معدل الظلم خفيفا ومقبولا على الاقل لأن المساواة في الظلم عدل ، وفي هذا السياق نطالب بتمليك الشعب السوداني المعايير العلمية التي اعتمدتم عليها في اعلان نتيجة القبول بالنسبة لطلاب وطالبات الشهادة العربية السعودية لهذا العام، حيث أن نظام الكوتة هذا لايزال غامضا لدى الكثيرين ، ونعتقد انه مدمر للعملية التعليمية ، وناسف للطموح والجهد والمثابرة ، وقابر للابداع والوطنية ، وقاتل لمعايير الهوية والانتماء بالإضافة لكونه مبني على اسس غير علمية وغير منهجية، وغير واقعية في الوقت نفسه ، وإنه نظام الغرض منه اصلا دعم وتشجيع بيع وتجارة التعليم بالجامعات الخاصة. لازلنا قابضين على جمر القضية ، وسنقاتل بشرف وشراسة لامحدودة من أجل حق ابنائنا في التعليم ولاخير فينا ان لم نفعل ذلك ، وان لم نمهد لاجيال المهجر القادم اوضاعا عادلة مشروعة يقتضيها وضعهم ووضع آبائهم. ومن هذا المنبر أناشد وزارة التعليم العالي والوزارات الاخرى ذات الصلة ولجان التعليم بالجاليات بالمملكة وكافة دول المهجر، وعلمائنا والناشطين في مجال التعليم العالي، للتداعي لمؤتمر جامع وورشة عمل لمناقشة نظام الكوتة وحق ابناء المغتربين السودانيين في الفرص المتكافئة داخل وطنهم بغض النظر عن الشهادة وبالطريقة العلمية المعتمدة عالمياً في اعتماد الشهادة الخارجية مقارنة بالشهادة الوطنية إذ لا يعقل ان تقوم الوزارة بتطبيق معايير معادلة الشهادات بالنسبة للطلاب الاجانب المقبولين بالجامعات السودانية ولا تقوم بتطبيق نفس المعايير على الطلاب السودانيين الحاملين لنفس الشهادات؟؟ ملحوظة: تم الاعلان في المؤتمر الصحفي عن موعد التقديم للقبول الخاص يوم( 21/9/ 2014حتى السبت27/9/2014 ) بينما لم تحدد لجنة القبول حتى تاريخه كيفية سداد رسوم التقديم لطلاب الشهادة السعودية والبنوك يصرح مسئوليها انه لم يردهم اي شئ يتعلق بالسداد ، وموقع السداد الاليكتروني (سداد اون لاين) يرفض الاستجاب والفتح!! فمن المسئول عن ضياع يومين كاملين ؟ وماذنب الذين تدافعوا وتزاحموا للتقديم في اول يوم بينما آخر ايام التقديم يصادف عطلة رسمية ؟ وفي السياق نفسه لم التعجل والعشوائية قبل ترتيب الامور وتجهيزها. ,,,أرحمونا يرحمكم الله ويكفينا مانحن فيه من رهق ومعاناة ,,, والله الموفق والمستعان المستشار القانوني/ طارق الأمين الدمام – المملكة العربية السعودية [email protected]