منذ اعلان الوثبة الشهيرة من قبل الرئيس السوداني البشير في يناير من هذا العام كنا نراقب عن كثب ماجاء في خطابه الشهير والمثير للجدل حول مايسمي بالحوار الوطني المزعوم وكنت اشكك منذ الوهلة الاولي في نوايا هذا الرجل حول ما جاء في خطابه المثير للدهشة الذي احدث انقساماً في صفوف المعارضة السودانية ( تحالف قوي الاجماع الوطني ) بسبب خلافات تنظيمية وسياسية وعلي راسهم حزب المؤتمر الشعبي بقيادة حليف المؤتمر الوطني السابق وشيخهم حسن الترابي والرجل الاخر المثير للجدل الذي جمد عضوية حزبه في تحالف قوي الاجماع الوطني زعيم حزب الامة الصادق المهدي الذي تم اعتقاله مؤخراً واعتقال رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ الذي وجهت له اتهامات تصل عقوبتها الي الاعدام واشترطت حكومة الخرطوم لاطلاق صراحه تقديم اعتذار مثيل لاعتذار الصادق المهدي حسب روايته ورفض الاعتذار وتم اطلاق صراحه مؤخراص بواسطة رئيس الوساطة الافريقي ثابومبيكي في زيارته الاخيرة للسودان وهذه اولي النوايا الغير حميدة لخطاب زعيم الوثبة . وفي اغسطس من هذا العام تم التوقيع علي اعلان باريس من قبل الصادق المهدي مع زعيم الجبهة الثورية مالك عقار مع انني لدي تحفظات حول نوايا زعيم حزب الامة الصادق المهدي هذا الرجل متقلب الاطوار وهذا التحفظ ناتج من التجارب السابقة منذ انخراطه في التجمع الوطني الديمقراطي والانسلاخ مره اخري وعودته الي الخرطوم بحجة ان هنالك مساحة للحريات والتعبير مروراً بانخراطه وعضوية حزبه في تحالف قوي الاجماع الوطني اي مايعرف بتحالف ( احزاب جوبا )وتم تجميد عضويته مؤخراً بعد انخراطه في الحوار قبل اعتقاله وماتمخض عن التحالفات حول رئاسة الجمهورية بموجب اتفاق قوي الاجماع الوطني حول دعم مرشح واحد لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2010 الا ان هذا الرجل كما اسلفت متقلب الاطوار لا اريد ان اخوض في تفاصيل اكثر من ذلك لان الغرض من هذه الاسطرهو ان نتناول خطاب الوثبة والحوار الوطني المزعوم الذي اطيح به مؤخراً بعد خطاب زعيم الوثبة لانصار حزبه في 27/9 من هذا العام بعد صمت دام عدة اشهر لدواعي تظبيط الركب والحنجرة هذا الخطاب يعد كغيره من الخطابات المرتجلة في لغة السياسة التي لا تسمن ولاتغني من جوع لان الوثبة التي يتحدث عنها هذا الرئيس اي الحوار الوطني المزعوم نقول له ان الحوار او التفاوض يمر بثلاثة مراحل متتابعة وغير متوفرة لديكم وهذه المراحل الثلاثة تتواجد بتواجد كل من المرحلة الاخري هذه المراحل الثلاثة هي مرحلة الفن اي مايطلق عليه فن التفاوض والحوار ومرحلة الادب ويطلق عليه ادب التفاوض اي عملية التعبير الادبي سواء بالكلمة او بالرمز عن العملية التفاوضية وفقاً لمناهج واساليب الحوارالذي غير متوفر لديكم ياسيادة الرئيس والمرحلة الاخيرة علم التفاوض فهذه المرحلة تقوم علي تنظير المبادي التفاوضية او المرحلة التي يتعين الوصول الي قوانين علنية يمكن تطبيقها فهي مرحلة حديثة هذه المرحلة تقوم وتنبني علي اسس وقواعد متفق عليها واتجاه محدد للاهداف يتعين الوصول اليه ويتم التفاوض والحوار بمنهج عقلاني ومرسوم ومحدد بين اطراف الحوار لكافة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية .وهذا العلم لاينطبق علي حزب الوثبة الذي وصفه رئيسهم بانهم لم يلجؤن الي الحوار نتيجة ضعف منهم وانهم كالنخل يموتون واقفين حسب تعبيره ومضي قائلاً ان الخرطوم لم تكون كصنعاء وقام بدعوة زعيم حزب الامة الصادق المهدي الذي اشكك في نواياه كما ذكرت مسبقاً بالعودة للخرطوم ونفض يده من اعلان باريس والصادق ترك ثغرة للتنصل من اعلان باريس في مقابلة خاصة مع حسن معوض في برنامج نقطة نظام حول سؤال فصل الدين عن الدولة اجاب قائلاً انا ضد فصل الدين عن الدولة ولكن يجب تظبيط الدين هذه تعد مراوقعة ومناورة من هذا الرجل متقلب الاطوار . نعود مرة اخري الي الموضوع الاساسي وهو الحوار ومفهوم التفاوض والحوار تتعدد تعريفات مفاهيم الحوار خاصة بين ابناء المهنة ومحترفيها ويرجع هذا التعدد الي النظرة الجزئية لكل منهم فالبعض ينظر من حيث الوظيفة التفاوضية والبعض الاخر يصيغه من حيث مفهوم التفاوض والحوار وخطوات الحوار ولكن الحوار اي التفاوض يمكن تعريفه من ناحية علمية انه موقف تعبيري حركي قايم بين طرفين او اكثر حول قضية من القضايا يتم من خلاله تبادل وتقريب وجهات النظر وتكيفها واستخدام كافة اساليب الاقناع للحفاظ علي المصالح القائمة واجبار الخصم علي القيام بعمل معين او الامتناع عنه في اتجاه العملية التفاوضية واتجاه التغيير وهذا المنطق غير متوفر لدي حزب الضفاضع ورئيس حزب الوثبة فقط يوجد لديهم الخطاب الارتجالي لان الجزئية التي يجب ان تستخلص من الحوار تتمثل في القضية والاطراف والموقف والهدف . ووفقاً للتعريف السابق يعد الحوار والتفاوض موقف دينماميكي يقوم علي الحركة والفعل يستخدم فيه اللفظ والكلمة والاشارة والجملة والعبارة استخداماً دقيقاً وزكياً بين اطراف المتحاوريين ويستخدم خلاله كافة مهارات وقدرات الحوار والدهاء العقلية لان التفاوض والحوار في طبيعته موقف مرن يتطلب بعض القدرات وليس قلت الادب واتاحة القدرات التي تمكن من التغلب علي العقبات التي تواجه عملية الحوار . نعود الي شروط الحوار التي غير متوفرة لدي حزب الضفاضع لان القيام بعملية تفاوض ناجحة يجب ان تتوفر عدة شروط كما اوضحت من قبل وتتمخض هذه الشروط في عنصر الرغبة الذي يتطلب احداث مناخ من التحفيز وتهيئة مناخ التفاوض والحوار والحفاظ عليه من اي مؤثرات خارجية او داخلية اثناء عملية الحوار او التفاوض بمعني ان رئيس الوثبة بعد ان فاق من غيبوبته وتظبط الركب والحنجرة عاد الي مربع ماقبل الوثبة وبداء يطلق شظايا فترة النقاهة التي قضاها الحديث قد يطول في هذا المجال واترك المجال لاصحاب الاختصاص ونلخص انه ليست هنالك صداقة دائمة ولكن هنالك دائماً مصالح دائمة وان مسالة الصداقة والعداء في الحياة الانسانية سواء بين الجماعة او الدول هي مسالة تستمر باستمرار الظروف وتختفي باختفائها فان الوقت كفيل بان يغير المواقف ويصبح صديق الامس عدوء اليوم وعدوء الامس صديق اليوم .