إذا دخلت في منافسة مع الإسلامويين في أن تسيء بهم الظن لأنتصروا عليك نصراً ساحقاً من أول عشر محاولات مهما بلغ سوء ظنك بهم فهم لا محالة يفوقون سوء ظنك بهم. كتب الأستاذ محجوب محمد صالح عن عاصمة جديدة سياسية و أخرى تجارية في قري بسبب إزدحام الخرطوم بالسكان. السلوك الطبعي و العلمي هو أن تحدد المشكلة و تبحث عن أسبابها و من ثم تشرع في حل إزالة المسببات, فإن لم تكن قادر على إزالة المسببات عندها تفكر في حل آخر بدلاً عن الهروب إلى الأمام. من منا لا يعرف سبب إزدياد الكثافة السكانية في الخرطوم . الذين جاءوا من مختلف أقاليم السودان مواطنون سودانيون يحق لهم الإستقرار و العمل في أية بقعة في داخل السودان و لا يحق لأي شخص وُلِدَ في الخرطوم أو جاء من الغُريبْة أو أي مكان آخر أن ينتزع منهم هذا الحق.جاء هؤلاء السودانيون بحثا عن أكل العيش و الصحة و تعليم أبناءهم بعد أن فشل حكم الإسلامويين, ليس في إيصالها لهم, بل في الحفاظ على وجودها عندهم. دمر الإسلامويين أراضيهم و مشاريعهم و أدوات إنتاجهم, دمرو تعليمهم و حرموهم من الخدمات الصحية .و الآن يتحدثون عن عاصمة جديدة بمعنى ترك كل المشاكل و الإخفاقات و الفساد الذي أنجزوهوا ليفسدوا و يخربوا في مكان آخر. المرحوم الشهيد محمد عثمان كرار كان خطر محتمل على الإنقلابيين و لكنه عند محاولة الإنقلاب كان في السجن العسكري و على طريقة الأفلام الأمريكية (القضاء على الخطر المحتمل) تم إعدامه مع من حاولوا تغيير الحكم فلماذا وجع الرأس و الضيق فالحل هو في التخلص من الشهيد كرار ما دامت الفرصة قد سنحت وإلى الجحيم بالعدل و قيمة حياة المسلم. ثم الرئيس المصري السابق حسني مبارك لم يكن على وفاق مع الإسلامويين في السودان الحل البسيط هو إغتياله و ما زلنا ندفع فاتورة حماقة الإسلامويين (أرجو ألا تفسر حماقة على الطريقة السودانية بل على طريقة أن الحماقة أعيت كل دواء). جنوب الوطن مشكلة كبيرة كيف يتم حلها . عانوا من حروب متواصلة و تفرقة عنصرية و دينية و بدأوا يطالبون بحقوقهم في التنمية و التعليم و لكن العقبة الكؤود كانت الدكتور جون قرنق فهو يتحدث عن سودان موحد حيث يحق له كمواطن درجة أولى أن يشرب القهوة في شندي و هو يعتقد أن اللغة العربية هي لسان الدولة الأول و يؤمن بحق المواطن في التعليم و الصحة و يسعى لإصلاح الشرطة . فشلت كل الحلول معه فشلوا في تصفيته و فشلوا في شراءه و فشلوا في تحويله لشخص عنصري . مات الدكتور قرنق كحل لجزء من المشكلة و لكن بقى من يؤمنون برؤية قرنق الوحدوية فكانت الحرب عليهم و دعم الإنفصاليون في شطري البلاد فالحل لمشكلة الجنوب هو الإنفصال.ليس الحل في إعطاء الحقوق فهذا أمر دونه خرط القتاد و ليس لحل في المساواة و ليس الحل في العدل بل الحل الفيصل هو الفصل و البتر. و لربما نجح مع دارفور و الشرق و النيل ألزرق و جبال النوبة الأمطار تهطل كل عام و تسبب خراب و دمار لأن البلد بدون نظام لتصريف الأمطار بجانب إن المدارس لا تتم صيانتها و لذلك تتعطل الدراسة لفترات طويلة إذا ما هو الحل العبقري لهذه المشكلة بدون شك في عقول الإسلامويين هو القفز أماما بداية العام الدراسي في سبتمبر او أكتوبر و نحمد الله كثيراً أنهم لم يلغوا التعليم المدمر أصلا . لم يفكروا مثلا في إسترداد الأموال المسروقة من ولاية الخرطوم لصيانة المدارس و تحسين نظام تصريف مياه الأمطارلأن الأمطار لن تغير مواعيدها و ستدمر المدارس فُتِحت في مارس,يونيو أو أكتوبر و نسأل الله ألا يستخدم الإسلامويين سلاح الدعاء تصحبهم هيئة علماء السودان لإيقاف هطول الأمطار حتى لا تسبب خراباً من الحلول الجهنمية التي سمعتها أثناء مشاهدة تلفزيون الإنقاذ دعوة أحدهم تسخير الجن لحفر ترعة كنانة و الرهد و أظن العطاء لم يرس على مقاول واصل ليستخدم الجن لحفر الترعة. ما الذي كان يفعله هؤلاء في الجامعات و المعاهد؟ [email protected]