في جريمة بشعة، اقدم رجل خمسيني على ذبح نفسه من الوريد الى الوريد، في الشارع العام، ليضع بذلك حدا لحياته، وسط ذهول المارة، قبل ان تقوم الشرطة بتطويق مسرح الجريمة، وتمنع المواطنين من الاقتراب من جثة الرجل. وراجت ابناء قوية ان الرجل وضع حدا لحياته ذبحا، عقب زيارات متكررة الى ديوان الزكاة بمنطقة الكلاكلة جنوبي الخرطوم، بغية البحث عن مساعدته لكونه يعول اسرة كبيرة، بجانب انه يعاني من ديون متراكمة. وابلغ شهود عيان (الراكوبة) ان الرجل استل مدية (سكينة) كان يحملها وقام بذبح نفسه، دون ان يسقط مباشرة، ومشى بعدها خطوتين ثم ترنح وسقط على الارض، قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة، مفارقا الحياة. وخفت الشرطة الى موقع الحادثة، وطوقت المكان، ومنعت المواطنين من التجمهر او تصوير الجثمان. وعلى اثر ذلك قامت باعتقال اثنين من الاشخاص حاولا توثيق العملية وتصوير الجثة، قبل ان تطلق سراحهما لاحقا. وبعدها احالت الشرطة الجثمان الى المشرحة لمعرفة اسباب الوفاة. وانتقد مراقبون سلوك ديوان الزكاة الذي يمارس مماطلة كبيرة مع مستحقي الزكاة من الشرائح الضعيفة، وابعد من ذلك فقد ابلغ مواطنون (الراكوبة) ان ديوان الزكاة يقوم بمحاباة اشخاص على آخرين، وانه احيانا يشترط في طالب الزكاة ان يكون منتميا لحزب البشير. وتشكف حادثة انتحار الرجل الخمسيني مدى سوء الضائقة المعيشية التي تمسك بخناق الشعب السوداني، وتؤكد ان مستويات الفقر اصبحت كبيرة جدا، بينما يتمتع قادة الحزب الحاكم بالمال العام والنثريات والمخصصات، في الوقت الذي ينتحر فيه المواطنون لعدم حصولهم على لقمة العيش.