تنعي الباحث والكاتب والصحافي حيدر طه عبد اللطيف تنعي الجبهة السودانية للتغيير بكل مشاعر الحزن والأسى رحيل الباحث والكاتب والصحافي المتميز حيدر طه عبد اللطيف الذي انتقل إلى جوار ربه بعيدا عن وطنه الذي أحبه ودافع عنه بسلاح الكلمة الصادقة والرأي السديد لكي ينعم الشعب السوداني بالديمقراطية والحرية والسلام، عمل الفقيد في وكالة السودان للأنباء في فترة الثمانينات من القرن المنصرم وكان عضوا نشطا في نقابة الصحافيين، وحاول جهده مع زملاءه أن يجعل من نقابة الصحافيين حرة ومستقلة في أداء رسالتها، وظل يناضل من أجل حرية واستقلال الصحافة والدفاع عن حقوق الصحافيين لتظل الصحافة سلطة رابعة تملك جماهير الشعب السوداني حقيقة الكلمة والرأي الحر. ألف كتاب "عندما يضحك التاريخ" وكتاب "الإخوان والعسكر قصة الجبهة الإسلامية والسلطة في السودان" الذي تنبأ بقيام إنقلاب الإخوان قبل حدوثه. دفع فقيد الكلمة حريته ثمنا لمواقفه تشريدا من مهنته التي أحبها في عهد الديكتاتور جعفر النميري، واعتقالا وتعذيبا في أقبية أمن سلطة الجبهة الإسلامية القومية وبيوت أشباحها ليحمل معه هموم وقضايا وطنه إلى المهاجر والمنافي حتى وافته المنية في إمارة أبوظبي. ونحن إذ ننعاه إنما ننعي فيه إلتزامه الصارم تجاه قضايا الحريات الخاصة والعامة والدفاع عن مبادئه التي آمن بها ودافع من أجلها، ولم يلن أو ينكسر له يراع أو يهرق مداده فيما لا ينفع الناس فكان بحق فارس الكلمة. إن رحيله بعد هذه الرحلة الطويلة والمشرفة في التصدي والدفاع عن حرية الكلمة واستقلال الصحافة وحريتها يعتبر خسارة كبيرة للشعب السوداني عاشق الحرية والحقيقة، وللعاملين في مهنة الصحافة والصحافيين الشرفاء الذين ما زالوا يقارعون الطغيان والإستبداد من أجل أن تسود الكلمة الحرة والقيم النبيلة في سودان الغد. كان الفقيد مهموما بالعمل العام من أجل الدفاع عن مبادئه فأسس مع آخرين الحزب العربي الناصري في داخل السودان، وعندما تم تشريده بواسطة نظام الجبهة القومية الإسلامية انضم إلى التجمع الوطني الديموقراطي في القاهرة فأعلن عن ميلاد نقابة الصحافيين الشرعية لتجد الإعتراف من إتحاد الصحافيين العرب حتى تآمر عليها النظام وتم حلها، إلا رحم الله فقيد الوطن وفارس الكلمة الصادقة حيدر طه عبد اللطيف، وألهم آله وأسرته وأصدقائه وقُراءه وقبيلة الصحافيين والكتاب والمثقفين الصبر الجميل، ولا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون. صدق الله العظيم. الجبهة السودانية للتغيير ۳ مارس 2015م - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : S1).jpg