تعرف السيدة السبعينية (بخيتة علي) وجهتها الصباحية جيداً ولا تشغل تفكيرها كثيراً في أسئلة من شاكلة (من أين أقضي احتياجاتي اليومية من المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية؟) في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها أسرتها. قدماها تأخذانها تلقائياً إلى حيثُ المكان المناسب، إنه سوق الخدير بالثورة الحارة (48)، فما المميزات التي جعلت (بخيتة) ورصيفاتها ممن ساءت أحوالهن المادية يقصدنه دون غيره، كيف لا والسوق يعمل على توفير كل السلع الاستهلاكية بأنواعها وأشكالها المختلفة بأسعار تتناسب ودخول كل الأسر القاطنة هناك، فتجار السوق متفهمون لأوضاع السكان ولذا (يتماشون) معهن في بيع السلع بأقل الأوزان للحد الذي يصل إلى بيع اللحوم بأوزان تصل للربع ونصف الربع أو أقل من ذلك بحسب ما يريد الزبون. رأفة بالمواطن الجزار ( يوسف آدم)- التاجر بسوق الخدير، يؤكد أن أسعار اللحوم في السوق مثلها وكل الأسواق المشابهة تصل إلى (48) جنيها، غير أنه يوضح من النادر جدا أن يأتي زبون يطلب كيلو، الأمر الذي يجعل التجار يبيعون بأقل الأوزان والأسعار، وقال (آدم) ل(أرزاق): (نادرا جدا ما يأتي زبون لشراء نصف كيلو) وأوضح أن سعر نصف الربع يبلغ ستة جنيهات، فيما يصل نصف ربع اللحمة المفرومة إلى سبعة جنيهات، وأضاف: (نعلم الظروف التي يمر بها المواطنين لذا لا نتشدد في الأوزان البسيطة ولا الأسعار) مؤكدا أهمية أن تنظر الجهات المسؤولة إلى المواطنين بعين الرأفة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها. ذات النظرة الرحيمة لأوضاع الزبائن الاقتصادية، يراعيها الجزّار( فتح الرحمن ) ويقول: نحن نبيع ب(المسكول والشمومة) وهي عبارة عن أوزان شعبية للحوم، يصل سعرها إلى خمسة جنيهات، ويشتكي (فتح الرحمن) من عدم انشغال المسؤولين بالهم الاقتصادي، ويقول (ما شغالين بينا الشغلة)، وأكد أنه برغم تعدد أسعار هذه اللحوم التي تتراوح بين ( 48 -40-3) إلا أن الربع ونصف الربع هما المسيطران على الموقف، ويردف: على الجهات المسؤولة مراعاة ظروف المواطنين بتوفير الخدمات والسلع التي يحتاجونها خاصة اللحم حتى تكون الأسعار في متناول أيدي الجميع ،وذلك من خلال توفير حاويات البيع المخفض، فيما يكشف- جزار المصارين-(العفشة) أن سعرها وصل إلى 130 جنيها، و(الكوم) ب(5) جنيهات، ما يعرضنا للخسارة أحايين كثيرة. البيع ب"الكوم" بينما تشكو بائعة السلطة- (حواء) من ارتفاع الأسعار في (الملجة)، علاوة أن تكاليف الترحيل تزيد من تكلفتها، إذ يبلغ سعر الصفيحة 35-40 جنيها، إلاّ أن رصيفتها (عائشة) تقول: إنها تقوم ببيعها ب(الكوم) الذي يصل سعره إلى ثلاثة جنيهات، فيما يبلغ سعر جوال البطاطس (210) جنيهات، ويباع الكوم ب(3) جنيهات، وجوال البامبي (215)جنيها و(الكوم) ثلاثة جنيهات، وطالبت الجهات المختصة بالسعي إلى تخفيض السلع في الملجة حتى يستطيع تجار سوق الخدير مراعاة الظروف، وتصل أسعار البيض في الخدير إلى20-25، وكيلو الفراخ 32 جنيها، وكبدة الدجاج 20 والقوانص 20جنيها. ورطل زيت صباح بثمانية جنيهات، ورطل زيت الفول عشرة جنيهات وملوة البصل 20 جنيها. اليوم التالي