بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    التلفزيون الجزائري: الإمارات دولة مصطنعة حولت نفسها الى مصنع للشر والفتنة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات في دفتر ( كوبر ) ابو عيسى وامين .. 112 محاميا تسابقوا للدفاع عن المتهمين
نشر في الراكوبة يوم 12 - 04 - 2015


إعداد : إنعام فاروق : عطاف عبدالوهاب
في ذلك المساء ، السبت .. بتاريخ السادس من ديسمبر من العام المنصرم ، توقفت سبعة سيارات حكومية امام منزل الاستاذ فاروق ابو عيسى بالرياض ، وكذلك فعلت بمدينة كافوري امام منزل الاستاذ امين مكي مدني وفي ذات الوقيت تقريبا ، وكذلك فرح عقار ، حينها علم الاستاذان ان اوامر باعتقالهم قد صدرت ، بكل هدوء صعد الاستاذان الى عربتهما .. وتوجها الى السجن العتيق .. سجن كوبر ، ثم بدا فصل جديد في تاريخ المؤتمر الوطني .
القصة .
الاحداث الدراماتيكية بدأت بتوجه فاروق ابو عيسى وامين مكي مدني إالى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا و وتوقيعهم على وثيقة ( نداء السودان ) مع الحركات المسلحة وبعض منظمات المجتمع المدني ، لتلك الوثيقة التى وصف ابراهيم غندور مساعد رئس الجمهورية المتحالفين عليها بأنه ( حلف غير مقدس ) مصيره الركل والرفض من قبل السودانيين ، هذه الوثيقىة التى وقع فيها كل من كل الصادق المهدي ، وفاروق أبوعيسى، أما عن الجبهة الثورية التى تضم تحالف لحركات دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق كما وقع على النداء ممثلا لمنظمات المجتمع المدني القانوني أمين مكي مدني ، هذه الوثيقة التى تنص على تأسيس دولة المواطنة والديمقراطية في السودان والتزمت بمنح الأولوية لإنهاء الحروب والنزاعات وبناء السلام على أساس عادل وشامل بجانب الالتزام بالحل الشامل بوقف العدائيات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ..
تصريح المعتقل
لم يلزم فاروق ابو عيسى الصمت بمجرد عودته من اديس ففي يوم الجمعة التى سبقت سبت اعتقاله تحدث فاروق الى الإعلام قائلا نحن جاهزون لأي إجراءات قانونية تتخذها الحكومة، واضاف "سنترافع عن موقفنا في ساحات المحاكم لنبين للناس أننا وطنيون نحب وطننا وندافع عنه في وجه سياسات المؤتمر الوطني ولدينا ما نثبت به أن ما فعلناه هو لمصلحة الوطن ، إذن ربما لم تكن الحكومة تريد اصلا اعتقال فاروق ابو عيسى وصحبه ، والدليل هو قول فاروق ابو عيسى أن التابعين لجهاز الامن قاموا باستقبالهم جيدا عند المطار وانهم كانوا يوزعون لهم الابتسامات بل ذهبوا اكثر من ذلك عندما استقبلوهم بقولهم ( حمدلله على السلامة ) ولكن يبدو أن تصريحات ابو عيسى قبل ليلة القبض عليه كانت مستفزة جدا للمؤتمر الوطني لذا نطق احد قيادته وقال بعد ان ظلا ردحا في السجن ، (فليأت أولئك الذين وقع معهم ليخرجوهم من السجن ) .
تهم الى حبل المشنقة
بعد ذلك بدا مسلسل الاعتقال ، وتنادى الحقوقيون من كل حدب وصوب وظل فاروق وصحبه فترة من الزمن داخل غياهب السجن قبل ان حولهم السلطات الى نيابة أمن الدولة ، التى فتحت بدورها بلاغا في مواجهتم تحت المواد 50/51 من القانون المتعلق بتقويض النظام واثارة الحرب ضد الدولة بالاضافة الى المادتين 5 ، 6 من قانون مكافحة الارهاب الذي تصل عقوبته حد الاعدام . وقال حينها عضو هيئة الدفاع الاستاذ نبيل اديب ان النيابة بدأت التحقيق معهما في عشر تهم من بينها "جرائم ضد الدولة" مثل تقويض الدستور وإثارة الكراهية ضد الدولة وتشجيع الحرب ضدها.
من داخل المعتقل
يقول ساطع الحاج مقرر هيئة الدفاع ان فاروق ابو عيسى وامين مكي مدني كانا في سجن كوبر في زنزانة واحدة . بها القليل من التهوئة وقد سمح لهم بتناول الطعام المنزلي حيث كانت أسرهم تجلب لهم الطعام وكان يوما على اسرة فاروق ويوما على اسرة امين مكي مدني ، ولكن هذا الاجراء – يؤكد ساطع لم يسمح به الا بعد ان وضعوا في رحمة القاضي ، ويضيف ساطع أن المقابلة كان مسموحا بها لكل من أخذ اذنا من المحكمة ولم تكن توجد هناك مشكلة .. ولكن السجن هو السجن ، فلو اوتي اليك بطيبات الدنيا كلها ولو انزل المن والسلوى فأنت في سجن / لا تكلك حرية . ومن أقسى الامور على النفس البشرية هو عندما تسلب منها الحرية .. ويتسائل ساطع . اي حكومة هذه التى تعتقل شيخين كبيرين وتلفق لهم التهم وتعجز عن اثباتها ، اي حكومة هذه تخشى من شيخين وتدبر لهم المكائد ، إن هذه الحكومة – يزيد ساطع – لا تعرف ولا تقرأ التاريخ وهي تودع فاروق ابو عيسى السجن وهو الذي كان يمسك بحقيبة الخارجية السودانية سنة 70 وهذه الحكومة لا تعرف شيئا عن الماضي وهي تودع امين مكي مدني الرجل الحقوقي منذ اربعين عاما ، .وويضيف ساطع : لقد كنت اشفق من الحكومة وهي تحاول ان تلصق الاتهامات باولئك المناضلين الاحرار . ونفى ساطع ان يكون الافراج عن فاروق وامين وعقار من اجل الانتخابات ، ولكنهم قبضوا ( زعلة ) وفكوهم ساكت .. ولو كان هؤلاء الرجلين في بريطانيا لأقيم لهم تماثيل تكريما وعرفانا على دورهم الكبير وتاريخهم الطويل . .
ابو عيسى في المستشفى
بعد مضي اسبوعين على اعتقال فاروق ابو عيسى الذي يبلغ من العمر 81 نقل الى مستشفى الشرطة بعد تدهور في حالته الصحية ، وحينها صرحت ابنته نهلة ابو عيسى لوسائل الاعلام بأن هذه المرة الأولى التى يرونه فيها منذ اعتقاله وأنهم قلقون على صحته وزادت ان والدها يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري ومشاكل في القلب ..
خلايا تدميرية
المؤتمر الوطني لم يكتف فقط بفتح بلاغات في مواجهة ثلاثي نداء السودان ولكن خرج مصطفى عثمان اسماعيل في مؤتمر صح رئيس القطاع السياسي في المؤتمر الوطني،بقاعة الشهيد الزبير وقال إن قضية القبض على فاروق أبو عيسى، رئيس الهيئة العامة لتحالف قوى الإجماع الوطني، وأمين مكي مدني، رئيس كونفدرالية المجتمع المدني، ليست متعلقة بالتوقيع على (نداء السودان) ولكنهما كانا يعملان على تشكيل خلايا في العاصمة والولايات لتخريب الانتخابات المقبلة ومنع الناس من الذهاب للاقتراع. وأشار مصطفى إلى أن قضية الرجلين لم تعد عند جهاز الأمن، وإنما أمام النيابة التي تجري التحريات المفضية إلى المحاكمة أو إطلاق سراحهما في حال عدم كفاية الأدلة، وكشف عن توجيهات أصدرها الرئيس في آخر لقاء مع آلية (7+7) إلى الأجهزة المُختصة بأهمية حسم الموضوع في أسرع فرصة ممكنة. في سياق آخر قال مصطفى إن (الوطني) حدَّد قائمة من قضايا محددة سيناقشها غندور مع الجانب الأمريكي، تتمثل في رفع العقوبات واسم السودان من قائمة الإرهاب وغيرها، وأضاف: "مستعدون لسماع وجهة النظر الأمريكية لكنه ليس حواراً للتنازل عن الثوابت الوطنية أو التراجع عن الانتخابات"، وكشف مصطفى عن ملامح البرنامج الانتخابي للمؤتمر الوطني تمثلت في الالتزام بمشروع الإصلاح الشامل، استكمال الوفاق الوطني والاستمرار في الحوار بعد الانتخابات .
انطلاقة الجلسات
شهدت الجلسة الافتتاحية لمحاكمة قطبي المعارضة فاروق ابوعيسى وامين مكي مدني أحداث دراماتيكية وحشداً كثيفاً وهتافات دواية. وأنعقدت الجلسة وسط أجراءات أمنية مكثفة وشهدت ظهور عدد قياسي من المحامين الذين تجاوزوا (112) محاميا تسابقوا للدفاع عن المتهمين.وتبادل تولي مقاليد رئاسة الهيئة المحامي عمر عبدالعاطي والمحامي نبيل أديب بينما أحتشد عدد كبير من المستشارين القانونين لوزارة العدل تولي رئاسة هيئة الاتهام المستشار ياسر احمد محمد.
هتافات
من أبرز الهتافات التي كان يرددها الحضور والمناصرين (حرية.. سلام وعدالة والثورة خيار الشعب) و(قائد قائد يافاروق) (حرية..حرية) (الثورة..الثورة مصير الشعب) وارتدى البعض (مرايل) برتقالية دونت عليها عبارات تطالب باطلاق سراح الرجلين. وتم أحضار الرجلين بزفة كبيرة حيث يتقدم ( الدفار) التي كان على متنه فاروق وامين فقط دارجتان بخاريتان ليتوقف الدفار امام المدخل الشرقي للمحكمة وترجل فاروق ابو عيسي الذى ظهر في روح معنوية عالية وكان يلوح بعصاه لمئات المحتشدين الذين احتشدوا خارج المحكمة منذ وقت مبكر.وقوبل تلويحه بالزغاريد والهتافات. لحظتها ولد بالاذهان المقطع المحبوب لمحجوب شريف "ماك الوليد العاق لاخنت لاسراق " وظل هتافا مدويا ضجت له ساحة المحكمة عندما خرج فاروق وامين .
سائق الدفار في المحكمة
. فاروق ابو عيسى بدأ متشائما ومتضايقا جدا من سائق العربة الدفار حيث طالب أبو عيسي من المحكمة معاقبة سائق العربة الدفار التي أقلتهم من سجن كوبر الي المحكمة للسرعة التي كان يقود بها العربة حيث بلغت (200) كلم ووصف السرعة بغير القانونية واضاف بان السائق بذلك يعرض حياتهم للخطر .ووعدت المحكمة بمسآلة السائق قانونيا ثم وجهت الشرطة بترحيل المتهمين الاثنين مع متهمي قضية الاقطان بعربة بوكس.الأمر الذي نفذته الشرطة وأستبدلت عربة ترحيل المتهمين الدفار الي البوكس.
أجراءات مشددة..وزحام
شهدت جلسات المحاكمة أجراءات مشددة في دخول المحكمة اذ خصص عشرة من هيئة الدفاع للدخول بالبوابة الرئيسية للمحكمة وذلك بعد إغماءة رئيس هيئة الدفاع عمر عبد العاطي في السلم وكان ذلك تعبيرا عن رهق التدافع الذي بلغ ذروته إلى درجة جعلت الأصوات تترجى التزاحم البشري الكثيف كيما يفسح الطريق لإنقاذ الرجل من مكان قلة فيه نسبة الأوكسجين فأضطر بعض المحاميين لحمله على الأكتاف .. قطعاً دخل القاعة منهكاً تعبا فأمسك الأستاذ نبيل أديب رئاسة مقاليد هيئة الدفاع.كما خصصت بطاقات خاصة للصحفيينوالاعلامينوأخري للمحامين للدخول عبر البوابة الشرقية .فيما شكل الاتحاد الاوربيحضورا ملحوظا لكافةالجلسات.
أحتجاجات وأعتذار ابو عيسي ..أدب القاضي
تكررت احتجاجات فاروق ابو عيسى علي كثرة شهود الاتهام الذين قدموا للمحكمة في قائمة حوت (14) شاهد أتهام وقال ان ذلك من شأنه يمدد فترة المحكمة. ووصف كثرة شهود الاتهام بأنها "جرجرة" ولا صلة لها بالدعوة المرفوعة ضده وزميله امين مكي. فيما وصف القانون بأنه ظالم وجائر. وقال من حقي أن اعبر وأنور الشعب بالقانون.واضاف ان الدعوة المتهم فيها دعوة سياسية وليست قانونية.
وكانت المحكمة طالبت ابوعيسى بالاعتذار عن اساءته للقوانين، إلا أنه رفض ثم عاد واعتذر بعد تدخل عضو هئية الدفاع ساطع الحاج. فيما اوضح رئيس المحكمة ، مولانا معتصم تاج السر، قاضي الاستئناف، أنّه سيتنازل طواعية عن مواصلة نظر القضية اذا شعر في لحظة بحالة عداء تجاه المتهمين.
نحن قضاء نزيه
طمئن القاضي هيئة الدفاع بأنه لم ولن يخضع لأي تأثيرات خارجية من قبل أي احد حتى رئيس الجمهورية او مسئول او سياسي وان الحكم الذي يوقعه علي كافة المتهمين يكون الحكم فيه ضميره امام الله.وذلك للجدل الذي أثار طلب عضو هيئة الدفاع المقدم الي المحكمة بشأن تأثير تصريحات بعض السياسين علي سير أجراءات المحاكمة بالاشارة الي تصريحات رئيس الجمهورية الاخيرة بشأن الاعتذار مقابل العفو اثار جدل حول المادة (211) التي تنص ان يكون لرئيس الجمهورية لغير جرائم الحدود الجنائية سلطة العفو بشروط او بدون شروط عن اي حالات اشتباه او اتهام لم يصدر بشأنها حكم نهائي وتمارس سلطة العفو.
وفي اول جلسة تحدث القاضي بأدب جم كعادته مع ابو عيسي وامين وقال :" انتم استاذتنا ولولا ان القانون يلزمنا بكلمة متهمين لما قلناها لكما" وتوجه بسؤال لفاروق ابو عيسي لاستشارته في تحديد جلستي الاثنين والخميس من كل اسبوع حيث ابدي فاروق الموافقة بشرط ان تعقد الجلسة في تمام الساعة الحادية عشرة صباحا ولا يقبل اي تأجيل .
مدح فاروق ابو عيسى
القاضي مدح فاروق ابو عيسى وبقوله أن أبو عيسى يملك خبرة في مجال القانون قد تصل بعمره ( أي عمر القاضي ) لذلك لا يستطيع ان يطلق عليه كلمة متهم ، لان المتهم برئ حتي تثبت ادانته وقال مستدركا الا ان تقديرا للقانون (حأقول ليه متهم مع مقامه المحفوظ ) وكان يناديه اثناء الجلسة بأستاذ .
جدل ..حاد
أثار طلب عضو هيئة الدفاع المقدم الي المحكمة بشأن تأثير تصريحات بعض السياسين علي سير أجراءات المحاكمة بالاشارة الي تصريحات رئيس الجمهورية الاخيرة بشأن الاعتذار مقابل العفو اثار جدل حول المادة (211) التي تنص ان يكون لرئيس الجمهورية لغير جرائم الحدود الجنائية سلطة العفو بشروط او بدون شروط عن اي حالات اشتباه او اتهام لم يصدر بشأنها حكم نهائي وتمارس سلطة العفو بقرار من رئيس الجمهورية بعد مشاورة وزير العدل أي المادة 211 مقروءة مع المادة 85 .كما أتصفت احدي جلسات المحاكمة جدلا واسعا بين اعضاء هيئة الدفاع وأحتدم النقاش بين رئيس هيئة الدفاع المحامي عمر عبدالعاطي واحد اعضاء الهيئة وعضو ثالث مما ادي الي تدخل بقية الأعضاء لتهدئة الموقف الأمر الذي كاد ان يؤدي الي انقسام الهيئة الي هيئتين للدفاع الاولي عن المتهم الاول يخاطبها نبيل اديب والثانيه عن المتهم الثاني يخاطبها عمر عبدالعاطي ونوه فاروق ابو عيسي الي تولي الدفاع عن نفسه في حالة انقسام الدفاع قائلا انه مع الوحدة .
المحاكمة فتحت الأرازق
ظلت طيلة ايام محاكمة ابوعيسي ود: أمين بمثابة أبواب رزق لبعض الباعة المتجوليين من أصحاب الدرداقات الذين يحملون التسالي ، والفول السوداني لمن أراد أن يتسلي بالمشهد ولأصحاب الكافتريات والمحال التجارية المجاورة للمحكمة وبائعات الشاي .حيث ذكراحد أصحاب المحال التجارية بأن نسبة البيع ترتفع يومي الاثنين والخميس من الاسبوع (وهي الايام المحددة لعقد الجلسات) وأستفسرته عن الاسباب رد قائلا (في ناس كبار وأهلهم مرتاحين بحاكمو فيهم لكن انا ماعارفهم منو ) قلت ليهم .دي محاكمة الاستاذين فاروق ابوعيسي ود.أمين مكي بتعرفهم ..لم يرد علي سؤالي والتفت سريعا للزبون الذي كان يقف بجواري غير مبالي بما قلته .فيما يري البعض بأن المشهد طيلة ايام المحاكمة مغايرا لما يجري في المحكمة وجزم البعض بأنها مناسبة أو مخاطبة جماهرية ، حيث ظن الكثيرون الذين يمرون بذاك الطريق عن سبب تجمع الكم الهائل من المواطنين أمام المحكمة .
أبرز الشخصيات
وردت عدد من أسماء الشخصيات السياسية والحزبية اثناء المحاكمة منها اسم الدكتورة مريم الصادق المهدي وذلك من خلال ما أكده الشاكي في البلاغ عن رده علي اسئلة الدفاع حول مظاهرة الحماداب بمنطقة الشجرة التي كان أندلاعها انعكاس لتوقيع الوثيقة وأن نائب رئيس حزب الامة الدكتورة مريم الصادق المهدي كانت من ضمن المشاركات في المظاهرة .مشير الي ان هذه المظاهرات بدأت منذ يونيو من العام الماضي في الوقت الذي نفي علمه ان يكون الاستاذ حسين خوجلي من ضمن المشاركين اوعلمه بأسباب اندلاعها ومقتل أمرأة بسبب المظاهرات وعدم معرفته بالتحقيق الذي يجري الآن في هذا الحادثة.
الخبير .. ام الخابور
ومن أبرز شهود الاتهام الذي مثل امام للادلاء بشاهدته كشاهد خبير عضو المؤتمر الوطني د.ربيع عبدالعاطي الامر الذي طالبت هيئة الدفاع بأستبعاد شهادته وأرجأت المحكمة الفصل في الطلب الي حين مرحلة وزن البينة. ولعل الشئ الذي يعتقد ساطع الحاج انه لفت انتباهة عن كل المحاكمات السياسية التى ترافع فيها . هي ذلك المسمى – كما يصفه – بالخابور الوطني في اشارة منه الى ربيع عبدالعاطي الذي جاء بوصفه خبيرا اعلاميا ليدلي بشهادته على اسا انه خبير وطني ، وقال ساطع : هذا ليس خبيرا اعلاميا . انه خابور وطني
الحزب الشيوعي والأمة .. توقيع في دفتر الحضور
ومن أبرزالشخصيات حضورا للمحاكمة زوجة الراحل عبدالخالق محجوب الأستاذة نعمات مالك رئيس المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ الأمين السياسي لحزب الأمين سارة نقد الله نائب رئيس حزب الامة الدكتورة مريم الصادق وشقيقتها رباح التي ظلت تدوام علي حضوركافة جلسات المحاكمة التي أمتدت لثمانية جلسات.
يوم الافراج .
ويوم الخميس وعندما كانت زوجة فاروق ابو عيسى في طريقها الى زوجها وهي تحمل معها وجبة الغداء كانت تلك المفاجاة التى لم تكن تتوقعها .. ولا حتى زوجها وصحبه هي الافراج .. حينها رسمت ابتسامة الراحة ثم ذرفت دموع الفرح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.