يبدو أن أجنحة حركة تحرير السودان المختلفة –التي تزيد على العشرين فصيلا– قد اقتنع بعضها بالعودة لما طرحته قيادات دارفورية ووسطاء محليون ودوليون بضرورة عودة الوحدة للحركة من أجل مخاطبة أزمة دارفور عبر جسم واحد متفق عليه. فقد أعطى الإعلان عن توحد الحركة تحت قيادة عبد الواحد محمد نور أن ما يجمع المسلحين المناوئين للحكومة قد فرض عليهم العودة لنقطة البداية ومن ثم التخلي عن البحث عن قيادة الفصائل أو تمثيلها الذي كان قد صور العلاقة بين تلك الفصائل في الوقت السابق وكأنها سباق نحو الزعامة مما سهل اختراق كافة المجموعات. وفيما لم يتضح بعد ما إذا كانت كافة الفصائل المنشقة عن الحركة قد عادت إلى المظلة الأم، استبعد مراقبون ومحللون سياسيون توحد كافة أجنحة حركة تحرير السودان بسبب اختلاف التطلعات بين كل فصيل وآخر. عودة للبداية وكانت حركة تحرير السودان المعروفة بتجمع جوبا أعلنت في بيان انضمامها وعودتها لحضن الحركة الأم، الأمر الذي عده مراقبون سياسيون خطوة جديدة ربما ساهمت في حل معضلة إقليم دارفور المتردية يوما بعد آخر. الناطق الرسمي السابق باسم حركة تحرير السودان -جناح مني أركو مناوي- اعتبر أن توحد الحركات محاولة للتعاطي مع الموقف السياسي الجديد الذي سيتشكل عقب الانفصال الرسمي للجنوب "باعتبار أن دارفور ستكون محط الاهتمام الدولي والعالمي". وقال ذو النون سليمان للجزيرة نت إن حل أزمة دارفور لن يأتي إلا في إطار وحدة فصائل المقاومة "لكن ذلك يظل بعيد المنال على الأقل في الوقت الراهن" مشيرا إلى ما أسماه انحراف بعض الفصائل للشكل الاجتماعي "والاستقواء بالقبيلة بدلا من القومية". وأكد عدم تنفيذ أي برنامج إصلاحي أو سلمي في دارفور بدون وحدة الحركات المسلحة "لكن الواقع يقول إن ما يطرح من وحدة هو خطاب إعلامي وأشواق غير حقيقية" مشيرا إلى أن الوحدة ظلت شعارا يطرح في كل المناسبات دون أن تتحقق على أرض الواقع. تكتيكات مرحلية واستبعد سليمان أن ينجح برنامج الوحدة المطروح رغم قناعة بعض الفصائل بذلك "لأنه يأتي أحيانا كشكل من أشكال التكتيكات المرحلية لأي طرف من الأطراف" مؤكدا عدم تنازل قيادة أي فصيل من الفصائل عن نفوذها لقيادة أخرى. بدوره قال مستشار منبر دارفور للتعايش السلمي محمد عبد الله الدومة "إن مجرد التفكير في العودة للوحدة يشكل مصلحة حقيقية لصالح الحلول السلمية لأزمة دارفور" مفترضا عودة كافة الفصائل لماضيها "تحت جلباب واحد رغم صعوبة ذلك". واعتبر أن قيادة الفصائل هي من يتحمل النتيجة الراهنة من تشرذم وصراع عسكري ومدني "جرف معه القبائل والعشائر" رابطا وحدة الفصائل المسلحة بحل أزمة الزعامة التي نشأت منذ بدايات العمل الميداني في دارفور بين مني أركو مناوي وعبد الواحد محمد نور. غير أن مقرر هيئة محاميي دارفور الصادق علي حسن اعتبر الإعلان خطوة إيجابية "تجد القبول من كافة مكونات دارفور لأنها ربما أدت إلى تصحيح المفاهيم تجاه المركز وعجلت بحل أزمة الإقليم". لكنه أكد أن التوحد يتطلب التخلي عن الطموحات الذاتية لبعض قادة الفصائل المسلحة والاتفاق على برنامج يتماشى مع ظروف المرحلة، مشيرا إلى أن انقسام الحركات أدى لتراجع قضية دارفور بكافة المحافل الدولية بسبب التنازع وبروز القبلية والعشائرية في صفوف القادة. المصدر: الجزيرة