* حذر القيادي بالمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية (خالد حسن عباس) من وصول العلمانيين الى السلطة، وشدد على تحقيق الوحدة بين الإسلاميين، وقال في المحاضرة التي نظمها مركز إنماء المعرفة تحت عنوان (الاسلاميون بين الوحدة والتشظي)، "إذا وصل العلمانيون الى السلطة لن يفرقوا بين الإسلاميين سواء كانوا ينتمون للمؤتمر الوطني أو المؤتمر الشعبي، وستُنصب لجميع الإسلاميين المشانق"، وأضاف مخاطباً الإسلاميين "عدونا واحد وإلهنا واحد". * ودافع (عباس) عن موقف قيادات الوطني التي انحازت للدولة استناداً على مبررات السلطة الشرعية، وأقر بوجود اشكالات واجهت الحكومة بسبب عدم معالجة أمر الشرعية في الخدمة المدنية، وقال " استلامنا للسلطة كان ضرورة، ونحن مع الدولة المدنية ومراعاة حقوق الغير ولكن لن نسلمهم أمرنا" انتهى (سعاد الخضر، الجريدة 20 مارس، 2016). * بالله عليكم ماذا يمكن أن يقال عن هذا الحديث الغريب، والنشوز الفظيع فى التشبث بالكرسى وإلقاء الإتهامات بدون سند أو دليل .. (لن نسمح للعلمانيين بالوصول الى السلطة لأنهم سينصبون مشانق للاسلاميين) ..!! * سيدى الفاضل، من هم العلمانيون الذين تتحدث عنهم، هل تقصد الذين يرفضون استغلال الدين فى تحقيق مصالح دنيوية بحتة لا صلة لها بالدين، أم الذين لا ينتمون لجماعتكم؟! إذا كنت تقصد الذين يرفضون استغلال الدين لتحقيق المصالح الضيقة، فكل الشعب السودانى يرفض ذلك، وإذا كنت تقصد الذين لا ينتمون لجماعتكم، فالغالبية الساحقة من الشعب السودانى لا تنتمى لجماعتكم، وهو شعب متدين بالفطرة، ويفهم الدين كأفضل ما يكون الفهم، ويؤدى واجباته الدينية كأفضل ما يكون الأداء، ويحسن معاملة الناس، ويكرم الضيف، ويغيث الملهوف، ويعفو عند المقدرة، ويسامح وينسى بكل طيب خاطر وسمو نفس قل ان تجدهما فى شعب غيره، ولا يحمل فى قلبه غلا ولا حقدا حتى للذين ظلموه واغتصبوا حقوقه وآذوه، وليس كما تعتقد، سيقيم لكم المشانق، وإلا لأقامها لمن آذوه من قبل وسرقوه وقتلوه .. إطمئن، فليس الشعب السودانى هو من يفعل ذلك!! * ثم لماذا يقيم لكم الشعب المشانق، ماذا فعلتم، حتى تتحدث بكل هذا العداء وهذه الحدة، وتحرّض على (وحدة الإسلاميين) لا للدفاع عن الاسلام وقيم الدين، وانما لمنع العلمانيين من الوصول الى السلطة، حتى لا يقيموا لكم المشانق، وليس لحماية الدين من أفكارهم العلمانية .. أليس هذا هو حديثك سيدى الفاضل (خالد حسن عباس)، ولعل هذا الاسم يذكرك بحقبة حكم ولت واندثرت وفعلت ما فعلت، وعندما سقطت لم تجد من يكتب عنها مجرد نقد جارح، دعك من شتائم ونصب مشانق!! * ثم كيف تمنعون العلمانيين أو غيرهم من الوصول الى السلطة، هل نسيت وأنت المسلم التقى الورع الحافظ لكتاب الله وسنة نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) أن الملك بيد الله، يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء، أم أن السلطة أعمتك فاعتقدت انكم من تؤتون وتنزعون، وتمنحون وتمنعون، وترفعون وتُسقطون، وتُغنون وتُفقرون، وتُعزون وتذلون، أم ماذا سيدى الفاضل؟! * أرجو ان تحدثنا كيف ستحققون مشيئتكم وتمنعون غيركم من الوصول الى السلطة، وتتحكمون فى ملكوت الله القائل فى كتابه الكريم (قل اللهم مالك الملك، تؤتى الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، إنك على كل شئ قدير) 26، آل عمران، أم انكم أخذتم تفويضا ربانيا بذلك؟! * ثم ماهى الضرورة التى دعتكم لاستلام السلطة غير ما نراه عليكم من مظاهر البذخ والترف والثراء الفاحش التى لم تكن عنوانا لكم فى يوم من الأيام، فإن كانت هى ما يدعوك لمنع الشعب أو العلمانيين (أو عدوكم الواحد) من الوصول من السلطة، فإنك على حق!! الجريدة [email protected]