يجهل الكثيرون المراحل التي تمر بها الإصدارات الصحفية ابتداءً من فكرة كتابة المادة وحتى الدفع بها إلى نقاط البيع (المكتبات)، إذ أن الصحيفة تمر بعدة مراحل حتى تخرج للناس في ثوب قشيب. كما أن هناك جنوداً مجهولين في مهنة الصحافة ربما لا يعرفهم القراء بذات القدر الذي يجهل البعض ضرورة وجودهم وجهدهم كي تخرج الصحيفة كما العروس في ليلة زفافها، كدور المخرجين الصحفيين (المصممين) باعتبارهم يمثلون وقود الإصدارات، من واقع أنهم يقدمون أفضل وأجود الأشكال التصميمية لإنزالها على واقع المواد الصحفية، كي يكون الشكل النهائي جاذبًا للقارئ والمعلن على حد سواء. أمانة وانضباط في السياق، يقول المخرج الصحفي ميرغني عبد الحي إن التصميم هو المرحلة قبل الأخيرة في عملية صناعة الصحيفة أو المجلة أو أي مطبوع ومن بعده يتم الدفع بها مباشرة إلى المطبعة. وأضاف: يُعد الإخراج مهمة حساسة وهناك صفات لابد أن تتوفر في صاحب هذه الوظيفة من بينها الانضباط لاعتبار أن الوقت المحدد لترتيب الصفحات قصير، ويتطلب استثماره كما ينبغي، علاوة على الأمانة في العمل، لأن هناك معلومات دقيقة لا يطلع عليها سوى المخرج، وبالتالي لا مناص من أن يكون أميناً عليها حتى تصل الصحيفة إلى القارئ. وكشف ميرغني عن معوقات للعمل في مجال الإخراج الفني، من بينها العدد الكافي للمصممين في الإصدارة المعنية. وقال إن العمل الذي يفترض أن يقوم به خمسة أشخاص يضطلع به مخرجان فقط، وهو ما يساهم في الضغط النفسي على المصمم، ويجعله لا يخرج كل ما عنده من إبداع من واقع أنه (يُسكِّن) الصور و(يُصمِّم) الإعلانات، ومن ثم يتفرغ لعمله الإساسي. علم وفن من جهته، عدَّ المصمم المقيم في دولة الإمارات، عصام سيد أحمد، الإخراج علماً وفناً تضطلع به مجموعة مجتهدة من الزملاء داخل وخارج السودان. وأضاف: نبذل أقصى جهدنا لتجويد العمل الصحفي وتقديم المواد والصور بأشكال مختلفة وجذابة لكي تريح القراء في اختيار الصفحات والكتاب الذين يرغبون في مطالعة أعمدتهم، وبقية المواد في مختلف تخصصاتها. واستطرد: "لابد من الاعتراف أن التصميم الفني الإلكتروني فتح أمام المخرجين آفاقاً أرحب للإبداع ومكنهم من الاستغلال الأمثل لإمكانيات الشبكة الإلكترونية بإدخال الجديد في هذا التخصص، خاصة وأن التصميم يعين القارئ على الوصول للصفحات التي يداوم على قراءتها دون عناء". جاذب للقراء المدير الفني لصحيفة (الأهرام اليوم) محمد عبد الفضيل الكناني قال إن مفهوم الإخراج الصحفي يقوم على توزيع الوحدات التيبوغرافية على حيّز الصحيفة، واختيار هذه الوحدات وإبرازها وفقا لخطة معينة يعد عاملاً رئيساً في بناء شخصية الصحيفة ورسم ملامحها العامة في أذهان القراء، لأن الشكل ما يجذب أبصارهم قبل المحتوى. وأضاف: "هناك ضعف واضح في الإخراج في بعض الصحف ناتج عن عدم وجود البيئة اللائقة التي تحفز على الإبداع وتوفر كل الاحتياجات المتعلقة بالعمل". وأردف: "هناك مخرجون صحفيون يعملون في ثلاث وظائف، من بينها سكرتير التحرير، فضلاً عن عملية تجهيز المواد كل بحسب خبرته الطويلة". واستطرد: "بحكم عملي في هذه الوظيفة تنقلت في عدة أقسام في عدد من الصحف ما أكسبني خبرات نوعية في فن الإخراح الصحفي". وزاد: "رغم أننا نعمل خلف الكواليس إلا أن سعادتنا تكون مضاعفة حينما تخرج الصحيفة في حلة زاهية اليوم التالي