لم تكن تلك الصبية السمراء ذات ال(18) ربيعاً تتوقع أن تتوج بين ليلة وضحاها ملكة جمال أسمرا لهذا العام في أرض كانت تشب فيها الحرائق، ولكنها ظلت تستشعر بداخلها طاقة سحرية حملتها للمشاركة دون تردد في المسابقة القومية، وهي التي ما تركت جسدها يوماً لكبار جراحي التجميل. «يوردانوس لولو» صبية أفريقية شامخة وسمراء كغصن الزيتون، تحمست للفكرة مع أنها لم تخرج من عائلة إرستقراطية؛ ولكنها مثل «فاطمة السمحة» مرحة ورشيقة وذكية وتستحق اللقب، هكذا قررت لجنة التحكيم دون محاباة.. صرخت غير مصدقة وطفرت من عينها دمعة، ومضت تختال في فستانها المفصل بعناية على جسدها الرشيق. (الأهرام اليوم) عثرت عليها في أحد فنادق أسمرا وإن لم يكن جمالها بمعايير سودانية هو اللافت للأنظار وإنما العيون التي تطلعت فيها لشهرة جنتها عندما تم إعلانها بشكل رسمي في احتفالات دولة إرتيريا بأعياد التحرير.. «يوردانوس» قالت للصحيفة إنها تعرف الكثير عن السودان ولكنها لم تزره وتمنت أن ترى الخرطوم وأضافت:«لا مانع لدي من الزواج بسوداني إذا أحببته». وقالت إن الرجل السوداني شجاع وكريم، وأنها تتمنى أن تعيش قصة حب عاصفة، وليس لها مواصفات محددة لفارس أحلامها وأيما رجل يأسر قلبها سوف تتزوجه وتنسى روحها، وأعربت «يوردانوس» عن حزنها لانفصال جنوب السودان. وقالت إنه لا فرق بين إرتيريا والسودان، ووصفت الشعب السوداني بالنخوة والأصالة وقالت إنها كانت تحلم منذ نعومة أظافرها بأن تصعد لهذا المسرح الرهيب وتتوج ملكة جمال، وأشارت إلى أن المسابقة كانت من ثلاث مراحل، حيث تم اختيارها من ضمن أكثر من مائة فتاة من كل أقاليم إرتيريا وانتهت بفوزها باللقب، وبعد ذلك التحقت بالتلفزيون الإرتيري مذيعة في برنامج «سنقرواه». حاولنا أن نداعبها بأنها ليست جميلة بالقدر ولكنها انحنت ببطء أنثوي وردت بهدوء: «الجمال يكمن في الإحساس والذوق»، واسترسلت في الحديث قائلة: «سوف ألتحق بمعسكر الخدمة الوطنية بعد عام وسوف أحمل البندقية لأدافع عن بلدي مثل كل نساء إرتيريا». الاهرام اليوم