سيطر الهاجس الاقتصادي على خطاب الدولة السودانية، بعيد انفصال الجنوب، كما سيطرت سلعة السكر على سوق رمضان في اليوم الأول للشهر الفضيل، وأكد الرئيس عمر البشير، أن المرحلة التي تمر بها البلاد انتقالية تحتاج إلى إجراءات استثنائية قد يكون بها بعض التقشف وإبطاء تنفيذ بعض مشروعات التنمية . وقال البشير خلال تسلمه رد البرلمان على خطابه، إن الانفصال خلق كثيراً من الأعباء، لكنه أضاف، سنتجاوزها بمزيد من العمل وتحقيق النهضة الشاملة، وأشار إلى الخيارات التي (مَنّ الله بها على السودان) والمتمثلة في هطول الأمطار وتفجّر الذهب، ونوّه بأن الميزانية أُجيزت بالإجماع، وجاءت معدلة وإن حوت بعض الضغوط، إلا أنها تحمل ترتيبات وأولويات . وقال البشير: نحتاج إلى مزيد من التوعية للجمهور، وقناعاتنا أن إمكانات البلاد مختلفة وإن البترول ليس كل شيء . وأشار إلى تخوف الناس من تدهور الجانب الاقتصادي . وقال (نحن ما خايفين لأن الأرزاق بيد الله) . من جانبه، لفت أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان إلى قضايا تخفيف أعباء المعيشة على المواطنين، وقال: سنجد الحلول لها بالتوكل على الله، وأن يمن علينا بالخير الوفير . من جانب آخر، تصاعدت وتزايدت أسعار السلع الاستهلاكية اليومية بصورة كبيرة، واختفت سلعة السكر، الهم الأكبر والأبرز للمواطن في شهر رمضان الفضيل، وتجاوز سعر جوال زنة (50) كيلو مبلغ (210) جنيهات في بعض المحال التجارية . وارتدت التصاديق الممنوحة من غرفة تنظيم عمليات تجارة السكر بولاية الخرطوم لأصحابها الذين دفعوا أموالهم ولم يتسلموا السكر من الشركات الموزعة، التي أكدت لهم انعدام السكر . وفي بعض الولايات قفز سعر جوال السكر إلى نحو (300) جنيه، وانتظمت الصفوف بغية الحصول على كيلو سكر . وانتقلت حمى ارتفاع الأسعار للجميع . وكشفت صحف محلية أن ارتداد تصاديق السكر دفعت غرفة عمليات تنظيم السكر بولاية الخرطوم لعقد اجتماع طارئ لاحتواء الأزمة بعد احتجاج منظمات المجتمع المدني وأصحاب التصاديق على عدم استلامهم لحصة السكر المصدقة لهم رغم دفع مقابلها المالي . وعزا أصحاب المحال التجارية ارتفاع الأسعار إلى جشع التجار الكبار، وغياب الرقابة . الخليج