شركات طيران أميركية تحاول إقناع إدارة ترامب بمزاعم تلقي ناقلات خليجية دعما حكوميا أضر بالمنافسة بعد فشلها سابقا في إثبات صحة ادعاءاتها. ميدل ايست أونلاين النمو الجامع للناقلات الخليجية يثير غضب منافسيها الأميركيين نيويورك - طلب الرؤساء التنفيذيون لأكبر ثلاث شركات طيران أميركية مقابلة وزير الخارجية ريكس تيلرسون لمناقشة ما تقول الشركات إنه دعم حكومي خليجي يسمح لطيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية بالتوسع السريع وخفض الأسعار وإخراج المنافسين من مسارات مهمة، وهو أمر تنفي صحته بالحجة والبرهان الشركات الخليجية الثلاث. وجاء طلب الرؤساء التنفيذيين لمجموعة أميركان إيرلاينز ويونايتد كونتننتال ودلتا اير لاينز في رسالة نشرت على الانترنت. ويسعى هؤلاء لإحياء مزاعم قديمة سبق أن روجوا لها خلال السنوات الماضية وحاولوا إقناع الحكومة الأميركية السابقة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما بمراجعة أو إلغاء اتفاق السماوات المفتوحة. وتقول شركة دلتا إن إدارة أوباما أجرت محادثات بشأن القضية لكنها لم تحرز التقدم الذي توقعته شركات الطيران الأميركية. وتأمل شركات الطيران الأميركية التي عجزت عن مواكبة النمو الجامح لنظيراتها الخليجية خاصة منها طيران الإمارات والاتحاد للطيران، في إعادة فتح الملف مجددا بنفس الذرائع التي سبق للناقلات الخليجية أن أثبت زيفها. وتزعم الناقلات الأميركية أن نظيرتها الخليجية تحصل على دعم حكومي أضر بالمنافسة، فيما عجزت عن إثبات صحة اتهاماتها وقدمت الناقلات الخليجية أدلة على أنها لا تحصل على أي دعم حكومي. ودفع النمو الجامح للناقلات الخليجية التي تمكنت بفضله من انتزاع حصص من سوق الطيران العالمي من شركات الطيران الأميركية، الأخيرة في 2015 إلى تحرك محموم لإلغاء اتفاق السماوات المفتوحة. وجاء تحركها بعد أن سجلت في السنوات الماضية تآكلا في حصتها من حجوزات الرحلات بحسب تقرير أرسلته الشركات إلى البيت الأبيض ووزارات الخارجية والنقل والتجارة، مؤلف من 55 صفحة. وأشارت بيانات حينها إلى أن شركات الطيران الأميركية فقدت ما لا يقل عن 5 بالمئة من حصتها من حجوزات الرحلات الجوية من الولاياتالمتحدة إلى شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا منذ العام 2008، بسبب المنافسة المحتدمة من ناقلات الخليج. وفي المقابل قفزت حصة الناقلات الخليجية (طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط القطرية) من تلك السوق إلى 40 بالمئة من 12 بالمئة فقط قبل سبع سنوات بحسب التقرير. وسلطت تلك البيانات الضوء على المعركة المحتدمة بين الناقلات الأميركية ونظيراتها الخليجية منذ أتاحت اتفاقيات السماوات المفتوحة الرحلات التجارية بين تلك الدول والولاياتالمتحدة قبل أكثر من 12 عاما. وكان مسؤولون في الناقلات الإماراتية قد نصحوا شركات الطيران الأميركية بالتركيز على تحسين جودة الخدمات وقطاع النقل الجوي بدلا من التذمر والبحث عن تعلّات واهية للتغطية على عجزها في مجاراة النمو الجامح لشركات الطيران في الإمارات. وكان جيمس هوغن الرئيس التنفيذي للاتحاد الطيران والذي سيغادر منصبه في النصف الثاني من 2017 قد أكد مرارا ردا على مزاعم شركات الطيران الأميركية، أن الاتحاد للطيران تلقت قروضا وليس دعما وأن حكومة أبوظبي قدمت رأس المال الأولي وقروضا لكنها فعلت ذلك كمساهم حصيف، يسعى لجني الأرباح من تلك الاستثمارات. وقال تيم كلارك الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات خلال مؤتمر طيران في واشنطن في العام 2015، إن المزاعم لا أساس لها وأن من السهل تفنيدها. وتأتي مساعي الرؤساء التنفيذيين لأكبر ثلاث شركات طيران أميركية لإحياء المزاعم القديمة بينما تعتزم شركة طيران الإمارات البدء في تسيير رحلات إلى الولاياتالمتحدة تشمل محطة توقف في اليونان وهي ثاني رحلاتها في إطار ما يعرف باسم حقوق الحرية الخامسة. ويبدو أن هذه الخطوة قد زادت من غضب منافسيها الأميركيين الذين يتهمونها بالمنافسة غير العادلة. وقالت أكبر شركة طيران في العالم للرحلات الطويلة المدى في وقت سابق من يناير/كانون الثاني، إنها ستبدأ تسيير رحلات يومية إلى مطار نيوآرك ليبرتي الدولي في نيوجيرزي عبر أثينا في 12 مارس/آذار. وقد عمقت شركات الطيران الخليجية جراح نظيراتها الأميركية بإعلان الخطوط القطرية عن 4 رحلات جديدة مباشرة إلى الولاياتالمتحدة، بينما جاءت شركة طيران الإمارات المملوكة لحكومة إمارة دبي على رأس شركات الطيران الأفضل عالميا من مجموع 60 شركة طيران في العالم.