نادي كريمة الرياضي الأبيض يسمي الجهاز الفني    لاعب يعتدي على حكم ويتسبب في تعليق مباراة بالمناقل    الرئيس التركي: الصراع في السودان"يؤلمنا بشدّة"    شاهد.. المذيعة عزيزة عوض الكريم تعلق على فيديو رقصها في حفل زميلها العريس "العربي": (أحمد دا ولدي عديل وحلفت في عرسو إلا أرقص وأعزو)    شاهد.. المذيعة عزيزة عوض الكريم تعلق على فيديو رقصها في حفل زميلها العريس "العربي": (أحمد دا ولدي عديل وحلفت في عرسو إلا أرقص وأعزو)    شاهد بالفيديو.. الفنانة عشة الجبل تكشف تفاصيل القبض عليها في سجن "ربك": (سلمت نفسي براي وأنا مستهدفة.. القانون أكبر من أي زول والتحية للقوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. الفنانة عشة الجبل تكشف تفاصيل القبض عليها في سجن "ربك": (سلمت نفسي براي وأنا مستهدفة.. القانون أكبر من أي زول والتحية للقوات المسلحة)    بالصورة.. شاهد أول ظهور لعروس الموسم الصحفية "لينا يعقوب" في حفل عقد قرانها من العربي    شاهد بالفيديو.. بفضل هدف محترفه المالي.. الهلال يكسب البوليس الكيني في معقله ويضع قدماً في المجموعات    شاهد بالفيديو.. زوج الفنانة إيمان الشريف يطلب منها رفع "ثوبها" بعد أن سقط أثناء تفاعلها في الغناء خلال حفل حاشد وجمهور المطربة يعلق: (للناس البتقول راجلها ما بغير عليها)    مجلس السيادة ينعي أمير قبيلة المجانين    الذهب السوداني.. لوبيات تتحكم وسلطة خانعة    القبض على الفنانة عشة الجبل    لماذا لا تتجه قيادة الوطني والحركة إلى التفكير العملي في تغيير كل الطاقم القيادي الحالي؟    محافظ بنك السودان المركزي تلتقي مديري عموم المصارف وتؤكد على الإصلاح المؤسسي واستقرار النظام المصرفي    الريد فلاج.. همس العلاقة قبل أن تصرخ    الرابطة نوري تكسب الوحدة بثنائية وتتأهل للمرحلة الثانية من كأس السودان    تطوّرات مثيرة في جوبا بشأن"رياك مشار"    إيقاف جميع التعاملات النقدية في ولاية سودانية    عثمان ميرغني يكتب: السلاح الطائش… هاجس السودان    هل اعتمدت ميليشيا الدعم السريع الاغتيالات لتعطيل حملة الجيش الشتّوية؟    مواجهات نارية في دوري أبطال إفريقيا    ولاية الجزيرة تُصدر قرارًا بإيقاف التعاملات النقدية وتفعيل التحصيل والسداد الإلكتروني    اليوم الدولي للمرأة الريفية: شقاء الريفيات السودانيات بين الصمود والحرمان    هل يصل الذهب إلى 100 ألف دولار؟    كاس العرب بدون حكام سودانيين    ترتيب لانطلاق إعداد المنتخب الرديف بكسلا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الخميس16 أكتوبر2025    ترامب يهدد باستبعاد بوسطن من استضافة مباريات كأس العالم    علماء يكتشفون فوائد جديدة للقهوة    "الصمت الرقمي".. ماذا يقول علماء النفس عن التصفح دون تفاعل؟    محل اتهام!!    شريف الفحيل: تهديد جمال فرفور سبب مغادرتي السودان وتقديمي اللجوء في كندا    رحيل علي «كايرو».. نهاية حكاية فنان أثار الجدل وكسب القلوب    السودان يدعو العرب لدعم إعادة تعافي القطاع الزراعي في الاجتماع الوزاري المشترك الثالث بالقاهرة    بنك الخرطوم يعيد تشغيل فرع الكلاكلة: إيذانًا بعودة الحياة الاقتصادية    راقبت تعليقاتهم على مواقع التواصل.. إدارة ترامب تفاجئ 6 أجانب    وفاة صحفي سوداني    لجنة أمن ولاية نهر النيل: القبض على مطلق النار بمستشفى عطبرة والحادثة عرضية    ترامب: أميركا مع السيسي دائما    شاهد بالفيديو.. الفنانة هبة جبرة تهاجم الناشطة "ماما كوكي": (تسببتي في طلاقي وخربتي بيتي..ما تعمليني موضوع وتلوكيني لبانة وشريف الفحيل دفعتي)    الفنان علي كايرو يكتب رسالة مؤثرة من سرير المرض: (اتعلمت الدرس وراجعت نفسي وقررت أكون سبب في الخير مش في الأذى وشكراً الشعب السوداني العظيم) والجمهور: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)    قوات الطوف المشترك شرق النيل تدك اوكار الجريمة بدائرة الإختصاص وتوقف (56) أجنبي وعدد من المتهمين    هكذا جرت أكاذيب رئيس الوزراء!    احبط تهريب أخطر شحنة مخدرات    جريمة اغتصاب "طفلة" تهز "الأبيض"    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    وزير الصحة يشارك في تدشين الإطار الإقليمي للقضاء على التهاب السحايا بحلول عام 2030    حادث مرورى لوفد الشباب والرياضة    عملية أمنية محكمة في السودان تسفر عن ضبطية خطيرة    السودان..محكمة تفصل في البلاغ"2926″    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    الاقصاء: آفة العقل السياسي السوداني    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محكمة أمريكية تكشف تورط السودان في تفجيرات كينيا وتنزانيا وعلاقة الجبهة القومية الإسلامية بالإرهاب والقاعدة وتأمر السودان وإيران بدفع 8 مليار دولار كتعويض
نشر في الراكوبة يوم 09 - 08 - 2014

مصائب الإنقاذ تتوالى على السودان: محكمة أمريكية تكشف تورط السودان في تفجيرات كينيا وتنزانيا وعلاقة الجبهة القومية الإسلامية بالإرهاب والقاعدة وتأمر السودان وإيران بدفع 8 مليار دولار كتعويض.
* شاهد خبير: القاعدة وكيل السودان في العمليات الإرهابية
اسماعيل التاج
في وقت يأمل فيه كثير من السودانيين – خاصة من يصدقون الإنقاذ – في تغيير جذري في سياسات الانقاذ الداخلية والخارجية خاصة بعد كارثة الأمطار الأخيرة التي أدت إلى هدم آلاف المنازل وتشريد آلاف السودانيين جراء سوء إدارة مرافق الدولة المعنية، وفي وقت تسعى فيه القوى الوطنية لإيجاد مخرج من المأزق الذي أدخلت فيه الإنقاذ الوطن خلال 25 عاماً من الخراب والفساد والدمار، تظهر لنا الأيام بعض من نتائج سياسات الإنقاذ الخارجية والتي أدت إلى عزلة السودان إقليمياً ودولياً. فبينما تسعى حكومة المؤتمر الوطني إلى ترضية الولايات المتحدة الأمريكية في مجالات شتى وتقدم مزيداً من التنازلات وإراقة دماء الوجه، يبدو أن الأمر يتجه إلى تصعيد من نوع آخر ومزيد من العقوبات على ضوء حكم محكمة أمريكية أدانت فيه السودان – وإيران – بالمشاركة في تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية في كينيا وتنزانيا في أغسطس 1998.
الأمر ليس صورياً أو مجرد نصر معنوي، لأن شبح تبعات تفجير طائرة بان أمريكان في سماء لوكربي الاسكتلندية في ديسمبر 1988، طارد العقيد معمر القذافي إلى أن قام بدفع تعويضات مجزية لأسر الضحايا عام 2003 بلغت في مجملها 2.7 مليار دولار أمريكي تنفيذاً لقرار قضائي صدر من محكمة بهولندا عام 2001. فإذا كان هذا هو الحال مع ليبيا الغنية وقتها، فكيف يستطيع السودان بوضعه الاقتصادي المتردي تقاسم دفع التعويضات مع إيران؟ وكان الحادث قد تسبب في مقتل 259 شخصاً هم ركاب وطاقم الطائرة، بالإضافة إلى احد عشر شخصاً من بلدة لوكربي التي وقع عليها حطام الطائرة. وإلى متى سيظل السودان والمواطن السوداني يدفع تبعات رعونة وغباء سياسات الإنقاذ؟
ويُلاحظ من خلال وثائق المحكمة، تطابق ممارسات تنظيم القاعدة والجبهة القومية الإسلامية/الحركة الإسلامية/المؤتمر الوطني من حيث استغلال منظمات الإغاثة والمنظمات الخيرية لتحقيق أهداف سياسية وإرهابية.
فإلى مقال حيثيات الحكم كما نشرته أفريكا كونفيدينشيال اليوم 8 أغسطس 2014.
أصدر قاضي امريكي حكماً بإدانة السودان وإيران على خلفية تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية عام 1998 في نيروبي ودار السلام، وكشفت القضية عن تفاصيل جديدة عن تورط الدولتين في تلك التفجيرات، حسب أفريكا كونفيدينشيال الصادرة في 8 أغسطس 2014.
وقالت أفريكا كونفيدينشيال أنه بعد ستة عشر عاماً على تفجير سفارات الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، التي أسفرت عن مقتل 224 شخصاً وجرح أكثر من ألف آخر، أمرت محكمة في نيويورك في 25 يوليو 2014، إيران والسودان بدفع أكثر من 8 مليارات دولار تعويضاً ل 570 من الناجين وأقارب أولئك الذين ماتوا. ولايتوقع أن تدفع ايا من حكومتي إيران والسودان تلك المبالغ الطائلة طوعاً، في وقت يعمل فيه محامو الضحايا على تأمين بعض المال من الحسابات المجمدة الخاصة بالخرطوم وطهران، مما يجعل الانتصار ليس انتصارا معنويا وحسب .
وصدر الحكم في 25 يوليو بواسطة قاضي المحكمة الجزئية جون د. بيتس (John D. Bates) ضد المتهمين الخمسة وهم: الحكومتين السودانية والإيرانية، وزارة الداخلية السودانية، والحرس الثوري الإيراني، و وزارة الأمن والإرشاد الايرانية. وأشارت المحكمة إلى فشل المتهمين في الرد على الدعوى المرفوعة ضدهم، مما يعني عدم طعنهم في الأدلة التي قدمت ضدهم في المحكمة. بل أنهم لم يقولوا حتى القليل عن القضية في أي منتدى عام.
وحسب أفريكا كونفيدينشيال، كشفت الوثائق القضائية الطويلة بصورة تفصيلية عمل الجبهة القومية الإسلامية في السودان (حالياً حزب المؤتمر الوطني NCP) وعلاقته بالإرهاب. وقال محامي الضحايا لأفريكا كونفيدينشيال: "كان لدينا شهادة لشاهد عيان حول الاجتماعات بين أسامة بن لادن وقادة الحرس الثوري – سرايا القدس، وحزب الله في طهران، وتدريب فريق خاص بتنظيم القاعدة في لبنان من قبل حزب الله. وقدم السودان ملاذاً آمناً وجوازات سفر .. الخ. هذه الإجراءات كافية بموجب قانون الولايات المتحدة، والقانون الدولي، لتحميل إيران والسودان مسؤولية المساعدة والتحريض على الهجمات".
تفجير سفارتين في وقت واحد تقريباً يتطلب قدراً كبيراً من المهارة والتخطيط. ويقول المدعون أن تنظيم القاعدة لم يكن لديه المهارات والشبكات اللازمة عندما خطط للعملية في وقت مبكر جداً من عام 1990، لذلك وجدت القاعدة المساعدة المطلوبة من إيران والسودان. انتقل بن لادن إلى الخرطوم في عام 1991، عندما احتدم الصراع وسط المجاهدين الأفغان. وقدم السوداني جمال أحمد محمد الفضل الكثير من الخدمات اللوجستية للتفجيرات، بما في ذلك شراء مزارع كبيرة في الدمازين، سوبا وبورتسودان، وفقاً لشهادته عام 2001. كما مُنح تنظيم القاعدة حقوق استيراد وتصدير حاويات كما يشاء. كانت القاعدة تعمل بحرية. وكان السوداني جمال الفضل قد تقدم بشهادته أمام محكمة أمريكية في عام 2001 في الدعوى التي أقامتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد أسامة بن لادن.
وحسب أفريكا كونفيدينشيال، تقول وثائق المحكمة، "يستخدم تنظيم القاعدة مكتب منظمة الرحمة العالمية (Mercy International) في نيروبي، كينيا لإخفاء الوثائق، وتخطيط العمليات، وإيواء أعضاء تنظيم القاعدة . ويستخدم أعضاء تنظيم القاعدة بطاقات منظمة الرحمة للتخفي كعمال إغاثة لجمعية خيرية ... جمعية خيرية آخري في نيروبي تُسمى Help Africa People ، لم تشارك في أي أعمال إغاثة وبالمثل تستخدم المنظمة كغطاء لأعضاء تنظيم القاعدة ... استثمر بن لادن والقاعدة أيضاً في البنوك السودانية . والوصول لنظام مصرفي رسمي والعمل من خلاله مفيد لعمليات "غسل الأموال وتسهيل المعاملات المالية الأخرى التي اسهمت في نهاية المطاف في توسيع نفوذ بن لادن في السودان." على سبيل المثال، استثمر بن لادن 50 مليون دولار أمريكي في بنك الشمال الإسلامي، وهذه الأموال كانت تستخدم لتمويل عمليات القاعدة . كان معروفا قيام بنك الشمال الإسلامي بتمويل العمليات الإرهابية، وبقي بن لادن المستثمر البارز للبنك لفترة طويلة بعد طرده من السودان. "
تنظيم القاعدة: وكيل السودان في العمليات الإرهابية
وأشارت أفريكا كونفيدينشيال، إلى شهادة الخبير ستيفن سيمون Steven Simon ، من مجلس الأمن القومي الأمريكي سابقاً، وفي وقت لاحق عمل بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في بريطانيا، حيث قال أن الخرطوم ممثلة في قوة الدولة كانت الشريك الرئيسي. وقال: "اعتبر جهاز المخابرات السوداني تنظيم القاعدة كوكيل، تماماً بذات الطريقة التي تعتبر فيها إيران حزب الله كوكيل لها. وكوسيلة لزيادة نفوذهم، اعتبرت المخابرات السودانية أنه من خلال تقاسم الموارد والمعلومات، وعن طريق مساعدة تنظيم القاعدة، يمكن للسودانيين استخدام تنظيم القاعدة لمهاجمة أعدائهم المشتركين". جهاز الأمن السوداني، الذي يُعرف الآن باسم جهاز المخابرات والأمن الوطني، هو الهيكل الرئيسي الذي من خلاله يحكم حزب المؤتمر الوطني.
وتشير الأدلة التي استمعت لها المحكمة هذا العام إلى أن ‘السودان كان حريصاً على الضيافة "، وتؤكد أن الرئيس عمر حسن أحمد البشير كان قد أرسل دعوة شخصية إلى بن لادن. كما تؤكد على أن حسن عبد الله الترابي، الملهم الأيديولوجي للجبهة القومية الإسلامية، كان حريصا على جعل السودان مكاناً تنطلق منه الثورة الاسلامية إلى جميع أنحاء العالم، حسب إفادات الشاهد الخبير ماثيو ليفيت Matthew Levitt ، وهو محلل سابق في مكتب التحقيق الفيدرالي (FBI) ونائب مساعد وزير الخارجية السابق المسئول عن الاستخبارات والتحليل في وزارة الخزانة. وناقشت وثائق المحكمة اعتقاد "الجبهة القومية الإسلامية أيضاً في إنهاء الانقسام بين الفروع السنية والشيعية في الإسلام". وفي هذ الإطار علق أكاديمي سوداني بأن المنافسة المستمرة في منطقة الخليج والشرق الأوسط، التي اندلعت في شكل نزاعات مميتة بين الفصائل السنية والشيعية في سوريا والعراق ولبنان، قد تجاوزتها إلى حد كبير أفريقيا.
تناقش وثائق المحكمة محور السودان وإيران وأنه كان أساسياً في تفجير السفارتين. على الرغم من أن بعض المسؤولين الامريكيين يقللون في بعض الأحايين من هذا التعاون، إلا أن وثائق المحكمة استشهدت بتقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي لعام 1993، والصادر تحت عنوان "أنماط الإرهاب العالمي"، والذي جاء فيه :' إن علاقات السودان بإيران، الدولة الرئيسية الراعية للإرهاب، ما زالت تثير القلق خلال العام الماضي. خدم السودان كنقطة عبور مريحة، وكموقع للاجتماعات وملاذاً آمناً للجماعات المتطرفة المدعومة من إيران. وقد شارك السفير الإيراني في الخرطوم ماجد كمال في عام 1979 في الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران وقاد الجهود الإيرانية لتطوير مجموعة حزب الله اللبنانية عندما شغل أعلى منصب دبلوماسي إيراني في لبنان في بداية الثمانينات. يوضح وجوده على أهمية مكانة السودان لدى إيران".
نقلاً عن أفريكا كونفيدينشيال، 8 أغسطس 2014
لمن يرغب في الإطلاع على المقال باللغة الإنكليزية كاملاً، هنا الرابط:
http://www.africa-confidential.com/a..._moral_victory
تفجير سفارات الولايات المتحدة 1998
حدث تفجير سفارات الولايات المتحدة في كل من دار السلام (تانزانيا) ونيروبي (كينيا)؛ في وقت واحد وذلك في 7 أغسطس 1998 بالتزامن مع الذكرى السنوية الثامنة لقدوم القوات الأمريكية للمملكة العربية السعودية.
التفجيرات
في السابع من أغسطس 1998 ما بين 10:30 و 10:40 صباحا بالتوقيت المحلي توقفت شاحنات محملة بالمتفجرات أمام السفارات في نيروبي ودار السلام وأنفجروا في وقت واحد تقريبا وأسفروا عن مقتل 213 شخص في نيروبي بالإضافة إلى أحد عشر شخصا في دار السلام كانت غالبيتهم من الكينيين.[1]
بينما كان يقود سائق الشاحنة ومعه محمد راشد داوود العوهلي سريعا إتجاه سفارة نيروبي نبهوا حارس أمن محلي لفتح البوابة ولكنه رفض فأطلقوا النار عليه وقذف العوهلي قنبلة صاعقة يدوية على حرس السفارة قبل خروجه من الشاحنة وهروبه قبل الانفجار بلحظات، فيما بعد قال أسامة بن لادن أنه كان يعتزم إطلاق النار على الحراس لتمهيد الطريق للشاحنة ولكنه قد ترك مسدسه في الشاحنة.
ردود الفعل
قام الرئيس بيل كلينتون في رد فعل على التفجيرات بقصف عدة أهداف في السودان وأفغانستان؛ بصواريخ كروز في 20 أغسطس 1998، وقد دمرت هذه الصواريخ في السودان مصنع الشفاء للأدوية الذي كانت تصنع به 50 ٪ من الأدوية في السودان وأعلنت إدارة الرئيس كلينتون أنه توجد أدلة كافية لإثبات أن المصنع ينتج أسلحة كيميائية ولكن أثبت تحقيق بعد القصف ان هذه المعلومات كانت غير دقيقة.
واتهمت السلطات الأمريكية 22 شخصاً في مؤامرة تفجير السفارتين، يأتي على رأس قائمة المتهمين أسامة بن لادن.
ارتفاع الضحايا إلى200 قتيل والجرحى إلى 4824في انفجاري نيروبي ودار السلام: ست فرق امريكية تبدأ تحريات واسعة لكشف المنفذين
التاريخ: 10 أغسطس 1998
بدأت ست فرق تحقيق امريكية عملية تحريات موسعة لكشف ملابسات انفجاري نيروبي ودار السلام بينما كشف الرئيس الكيني دانييل آراب موي عن التوصل إلى بعض الخيوط ووجود دلائل لدى حكومته عن هوية منفذي انفجار نيروبي , وتزامن ذلك مع كشف شاهد عيان عن انه رأى ثلاثة اشخاص ادعى انهم ذوو ملامح عربية يلتقطون صورا للسفارة الامريكية في كينيا قبل أربعة ايام من وقوع الانفجار. وكشف دبلوماسي امريكي عن امكانية وجود صور بالفيديو لمنفذي هجوم دار السلام حيث ان كاميرا امنية مثبتة على قمة مبنى السفارة الامريكية ذي الطوابق الاربعة ربما تكون قد صورت تسلسل الاحداث التي ادت لوقوع الانفجار. وبينما دخلت فرق الانقاذ في سباق مع الزمن سعيا وراء العثور على احياء تحت اطنان من الانقاض في انفجار نيروبي, سجل عدد الضحايا ارتفاعا جديدا بوصول ارقام القتلى الى مايزيد على 200 منهم 11 امريكيا في حين ارتفع عدد الجرحى الى 4824 منهم 542 يعالجون بالمستشفى حاليا, كما ارتفع عدد ضحايا انفجار دار السلام الى عشرة فضلا عن 70 جريحا. ورفضت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت التكهن بالجهة المسؤولة, الا انها حذرت من ان الولايات المتحدة سيكون لها رد انتقامي اذا ما ثبت تورط دولة اخرى, كما اشارت في الوقت نفسه الى ان التوصل للحقيقة قد يستغرق وقتا طويلا. ومن جانبها تحدثت صحيفة الابزيرفر البريطانية عن اشتباه واشنطن اساسا في تجمع جديد باسم الجبهة الاسلامية الدولية يضم زعماء حركات الجهاد ويعتقد بأن له قاعدة بالسودان, واشارت الصحيفة الى ان الجبهة أصدرت في فبراير الماضي بيانا استهدف المصالح والمنشآت الامريكية تزامن مع بيان مماثل للملياردير السعودي أسامة بن لادن. وفي تيرانا أكدت وزارة الداخلية الالبانية انها ستحقق مع كل العرب الموجودين على أراضيها, ورفض متحدث باسم الوزارة التأكيد على وجود اي علاقة بين الانفجارين واعتقال مصريين بألبانيا الشهر الماضي مشيراً الى ان كل نقاط الدخول ستفرض عليها مزيدا من الرقابة. وخلال تفقده امس لموقع الانفجار حيث بدا متأثراً ومنزعجاً رفض موي الكشف عن اي تفاصيل او حدوث اعتقالات ذات صلة بالانفجار مكتفياً بالقول ان حكومته تدرس بعض الخيوط. ووصف موي الحادث بأنه (مذهل ومروع) وليس من شأنه سوى ان يزيد عداء الكينيين وبقية العالم لمرتكبيه. واضاف (حتى لو كانوا يستهدفون السفارة الامريكية فما كان يجب ان يستهدفوا كينيا, الكينيون شعب مسالم, وحياة البشر ثمينة. انه امر مروع ان تستخدم مثل هذه الاساليب للقضاء على البشر والناس الابرياء, وحول الدروس المستفادة من الانفجار طالب بضرورة الالتزام بالهدوء والاسراع بمساعدة المحتاجين. ونقلت صحيفة صنداي نيشن الكينية عن شاهد العيان الذي شاهد الاشخاص الثلاثة قوله انه أبلغ آنذاك حراس السفارة, الا انهم استخفوا به قائلين ان الثلاثة قد يكونون من السائحين. واشار الى ان اناقة الثلاثة شدت انتباهه وشاهدهم يقفون بالقرب من السفارة يتوسطهم شخص طويل القامة وفي يده كاميرا (مايكرو فيديو) في حين وقف زميلاه على الجانبين لاخفائه عن عيون المارة والحراس. وقال الشاهد ان الثلاثة كانوا فى غاية العصبية مما أثار فضوله للتعرف على ما يفعلون , وتبين له انهم يصورون مبنى السفارة ويتوقفون أحيانا أمام النوافذ لالتقاط صور من الداخل . وأشار الى أن الشخص الطويل اكتشف اهتمامه بمراقبتهم وقام على الفور بانزال الكاميرا واخفاها فى الجاكت الذى يرتديه. وأوضح الشاهد أن الاشخاص الثلاثة تجولوا حول السفارة والتقطوا صورا للمباني المجاورة خاصة خلفية السفارة الامريكية ومدخل ساحة الانتظار التى وقع فيها الانفجار بعد ذلك بأربعة أيام مشيرا الى أن عملية التصوير استغرقت 20 دقيقة وانه لم يتصل بالسفارة أو الشرطة بعد أن تجاهله الحراس . وأكدت صحيفة صنداى نيشن ان هذه الشهادة التى حصلت عليها تضيف مصداقية لما ذكره كثير من الشهود عقب وقوع الانفجار والشخص الذى ظل فى داخل السيارة حتى انفجرت . وكان الشهود قد أشاروا الى أن الحراس سمحوا لقائد السيارة بالدخول بعد أن أبلغهم أنه فى مهمة رسمية وأنه دخل الى ساحة الانتظار فى الساعة العاشرة وثمانى وعشرين بعدها بدقيقتين وقع الانفجار الاول الضعيف وتبعه الانفجار الرهيب الذى هز وسط مدينة نيروبى . وأوضح شهود العيان أن الانفجار وقع داخل السيارة التى احترقت تماما فى حين أدى الانفجار الى تدمير العديد من المبانى وتطاير النوافذ والابواب وأثر مباشرة على المبنى الخلفى للسفارة وتسبب فى مصرع واصابة معظم العاملين فى هذا الجزء من المبنى. ونقلت شبكة سي ان ان الاخبارية الامريكية عن دبلوماسيين في دار السلام قولهم ان مبنى السفارة التنزانية يعد هدفا للتفجير في حد ذاته حيث يقع على مسافة قريبة من الطريق العام حيث تسير حركة المرور في اتجاهين ومن المرجح ان الانفجار وقع من جراء وضع مواد متفجرة اسفل شاحنة تحمل بنزينا او لنقل المياه مشيرا الى ان هذه النقطة الغامضة هي الان موضع التحقيقات. وكشف المراسل عن مفارقة غريبة وهي ان السفارة الامريكية كانت في الاصل مقرا للسفارة الاسرائيلية وانها سلمت الى الامريكيين خلال السبعينيات. وفي هذه الاثناء أشار بيان لمكتب الرئيس الكيني الى ان من بين ضحايا الانفجار الذي ارتفع الى 190, يوجد 11 امريكيا و21 كينيا انتشلوا من داخل مبنى السفارة. وقال البيان ان عدد الجرحى وصل الى 4824. ويوجد من بين الجرحى 25 مصابا حالتهم خطيرة و542 جريحا يعالجون في المستشفى بالاضافة الى 4257 شخصا تلقوا اسعافات أولية. وجاء في البيان ان فريقا من الخبراء الفرنسيين يضم ثلاثة اطباء انضم الى جهود البحث والانقاذ شارك فيها حتى الآن كينيون وأمريكيون وبريطانيون وإسرائيليون. وفي القاهرة اعربت (لجنة حقوق الانسان الدولية) التي يديرها مقربون من تنظيم (الجهاد) المحظور في مصر عن اسفها لسقوط ضحايا ابرياء داعية الولايات المتحدة الى تغيير سياستها العدائية تجاه المسلمين. واعربت اللجنة ومقرها لندن عن الاسف والالم لاسر الضحايا من الابرياء. ودعت اللجنة التي اكدت انها (هيئة حقوقية اعلامية) الى النظر إلى اسباب مثل هذه الحوادث والتي تكمن في سياسة العداء الامريكي للاسلام والمسلمين, عبر المساس بالقرآن الكريم, وتشويه سمعة نبي الاسلام, واستهداف ابناء المسلمين شعوبا او جماعات او افرادا, واعتماد سياسة القهر والارهاب ودعم الكيان الصهيوني وانتهاك حقوق الانسان بتسليم اناس معرضين للقتل في بلدانهم. وفي رامشتاين بألمانيا قالت متحدثة باسم القاعدة الأمريكية بالمدينة ان 15 جريحا من ضحايا انفجار نيروبي وصلوا أمس على متن طائرة نقل عسكرية أمريكية. وأوضحت سينتيا باور ان غالبية الجرحى من الأمريكيين اضافة الى عدد من الكينيين وان اصاباتهم (تتراوح بين البالغة والبالغة جداً) . وفي تل أبيب ذكرت الصحف الاسرائيلية أمس ان فرق البحث والانقاذ الاسرائيلية تولت زمام محاولات البحث عن أحياء في الانفجار الكيني. وأشارت إلى ان فريقا من 150 عنصرا من وحدة الإنقاذ التابعة للجيش حمل معه تجهيزات خاصة متطورة وصل العاصمة الكينية الليلة قبل الماضية. كما أرسلت إسرائيل فريقا طبيا الى نيروبي وأرسلت منظمة ماجن دافيد أدوم الموازية للصليب الأحمر في إسرائيل 100 وحدة دم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.