يعود التونسي نبيل الكوكي لتدريب الهلال بعد عامين على ولايته الأولى، لكن ماذا تغير منذ رحيل المدرب في المرة الأولى؟ وما الذي ينتظره في ولايته الجديدة؟. وأعلن الهلال خلال الساعات القليلة الماضية تولي الكوكي مهمة تدريب الفريق، بعد إقالة الفرنسي دينيس لافاني. ويعتبر الكوكي المدرب الأجنبي الثاني في عهد رئيس الهلال الحالي الدكتور أشرف الكاردينال، وقد جاء في ولايته الأولى خلفا للبلجيكي باتريك أوسيمس، الذي انتهت علاقته بالنادي في أقل من 3 أشهر. واستمرت ولاية الكوكي الأولى 7 أشهر، قدم خلالها نتائج جيدة، إذ حافظ على تواجد الهلال بدوري الأبطال، وقاده لبلوغ الدور قبل النهائي في ظروف معقدة. لكن بعد فقدان الفريق فرصة التأهل لنهائي دوري الأبطال بعد الخسارة من اتحاد العاصمة في مباراة ذهاب نصف النهائي، عاد الكوكي إلى العاصمة الخرطوم، وبعد عدة أيام غادر إلى تونس سرا، ثم أعلن الإفريقي التونسي التعاقد مع المدرب، وتم تفسير الأمر بأن الكوكي هرب من الهلال. تركيبة مختلفة ومن المقرر أن يجد الكوكي، الذي يصل إلى السودان فجر الأحد المقبل لبدء مهمته الجديدة، تركيبة مختلفة من الناحية الفنية والإدارية، عما كان موجودا في ولايته عام 2015. ففي فريق كرة القدم فقد الهلال مجموعة من اللاعبين كانوا يلعبون بشكل ثابت مع الكوكي، مثل قلبي الدفاع المهمين اللذين فقدهما الفريق سيف مساوي والدولي الجنوب سوداني أتير توماس، لعدم تجديد عقديهما، بينما في منطقة المحور لن يجد اللاعب نصر الدين الشغيل الذي أعير لفريق الهلال الأبيض. وفي الهجوم كان صلاح الجزولي من اللاعبين الأساسيين للكوكي، وقد دافع عنه حتى في المؤتمرات الصحفية، وقال إن اللاعب أساسي عند المدرب مازدا في منتخب السودان وإنه لم يخذله في الهلال، وهو يكلفه بأدوار محددة. وأما الغائب الأكبر هو المهاجم محمد عبدالرحمن، حيث أشرف الكوكي على علاج اللاعب بنفسه في تونس، ولكن اللاعب بعد أن تعافى غير مساره نهاية موسم 2016 وتعاقد المريخ. وحين جاء الكوكي في 2015 كان الهلال مستقرا في الدفاع، وعانى المدرب التونسي من صداع شديد في مشكلة الهجوم، والآن سيعاني من مشكلة قلب الدفاع التي ظهرت بوضوح خلال هذا الموسم، وسببت الصداع لكل المدربين السابقين والحاليين، عكس الهجوم الذي استقر تماما. كما لن يجد الكوكي مساعده السوداني خالد بخيت المعروف بنيل استحسان كل المدربين الأجانب الذين عملوا بالهلال لانضباطه ومعرفة حدود صلاحيته، ولكنه في ذات الوقت كان واضحا معهم في شئون الفريق ويوصل إليهم وجهة نظره بكل احترام، ولهذا شكل مع الكوكي ثنائيا ناجحا. لكن خالد بخيت الآن مديرا فنيا لحي العرب، وبالتالي سيجد الكوكي الديبة مدربا عاما إلى جانبه. وأما الجهاز الإداري فإن الكوكي لن يجد المهندس عاطف النور المصنف بأنه أفضل مدير كرة مر على الهلال خلال العقد الماضي، وقد ترك قبل النادي قبل نحو 3 أشهر بسبب صراع التيارات داخل النادي حول فريق الكرة، وجاءت بدلا عنه إدارة رياضية كاملة يقودها المدير الإداري عمر النقي، ومدير الكرة حمد كمال. وما يحمد لنبيل الكوكي أنه ترك الباب مفتوحا لعودته للهلال، بعد أن غادره من تلقاء نفسه، حيث حافظ على مساحة الاحترام بينه والنادي، فهو لم يفشِ أسرار النادي، ولم يتحدث عنه بسوء، وقد تحدث عن سبب واحد جعله يترك النادي وهو مرض والدته، وقد كان محقا، حيث توفيت بعد أيام من عودته إلى تونس، كما أنه زار بعثة الهلال وقدم الهدايا حين أقام الفريق المعسكر الإعدادي لموسم 2016 بتونس.