كانت روحي تجرجر اقدامي بين غابات الاسمنت الباردة ، بعد يوم مرهق حفته الصغائر ، سريعا حاولت ان اعالج روحي بان اغطسها في رمال "الفيسبوك " السودانية الساخنة علها تشفى من "رطوبة" مدن الملح هذه ، ولكن ارتد بصري خاسئا بعد جولة سريعة في "التايم لاين" الخاص بي من سماجة تكرار السخرية من "البشير" الذي دعا الالمان للعلاج في مدينة "امبدة" ، ولم يكن حال "مجموعات" الداعين للتغير الذي لا يملكون له شروي نقير ، يتنازعون بل هم كانوا يزعقون بالأحرى ، تعبت روحي شفقا ، إلا اني انست نارا من بعيد تلوح في الافق من "تالا " دعوة تمشي على استحياء قليلة "اللايكات" وعندما فضضت غلافها وتتبعت اثرها قادتني الى قبس من نور يدعو للاحتفاء بيوم المرأة العالمي بمشاركة "فرقة طبول النيل " ومثل الهمزة على سطر الدعوة مكتوب "Zag Rags" شدني تركيب الكلمة واتجهت الى سيدنا Google ليعاونني في فض بكارة كنهها ، ومع اول نقرة جاتني ريحا من قميص التغيير ، اذ تقول ديباجة التعريف انها "ورشة لأعمال الخياطة تأسست في عام 1994 في أم درمان_ السودان ، لتدريب النساء على مهارات الخياطة ، وهن من النازحات مع أسرهم من منطقة جبال النوبة في السودان بسبب الصراع. و أنشان ما يسمى " زاق راقز" للمشاريع التجارية الصغيرة التي وفرت فرص مدرة للدخل للمجموعة". اذن هي فكرة لا باس بها ظاهرة بركتها من صنارة ماكينة الخياطة "السنجر" السوداء مثل المرأة الوضاء التي تجلس خلفها ، والتي سريعا ما اتاني قوقل بخبرها قبل ان يرتد الى طرفي ، تتابعت انفاسي واتسعت ابتسامتي وصوت الراحل خليل اسماعيل الذي كان يسهر معي وهو يقول (يوم بيوم نبيع الكمبا) ، وانا التهم سيرتها تعرفني بنفسها انا :" سهام داؤود أنقلو ، اخترت من بين ألف سيدة بكتاب نوبل للسلام و الذي كان عنوانه (ألف امرأة مؤثرة حول العالم ) ووضعت صورتي على الغلاف " قلت لكن كيف فعلتيها يا ابنة العم ، قالت سهام التي لم تكمل تعليمها الجامعي وفاتت الكبار و القدرها ، انها اسست مشغلها وماركتها التجارية (زاق راقز) حيث زاق اشتقت من حي "زقلونا" في امدرمان وراقز "القصاصات الصغيرة" و تقوم سهام بصناعة مشغولات يدوية من قماش الدمورية و أقمشة أخرى تمنحها ألوان باهيه , و هذه المنتجات عبارة عن حقائب يد و جلاليب و إسكيرتات و كذلك تقوم سهام بصناعة ألعاب الأطفال , بنات اللعاب و الحيوانات الموجودة في أفريقيا ، قلت زيديني ف"انتي التغيير " ، قالت انها دربت ما لا يقل عن 500 امرأة و ملكتهم مهارة الخياطة و التصميم و أصبحوا يعملون لديها في ماركتها التجارية , و ملكت هؤلاء السيدات ماكينات خياطة . الجزء المثير من القصة بحسب صفحة((Story of A Sudanese Woman :"أن سهام تقوم بتعليم هؤلاء السيدات , حيث خصصت قسم من بيتها للخياطة و آخر لمحو الأمية , حتى تتمكن هؤلاء السيدات من القراءة و الكتابة و بالتالي معرفة القياسات للتصاميم , هؤلاء السيدات أغلبهم أرامل و ربات بيوت" لتضيف سهام من قوس الحسم و (التغيير الحق) : انها لا تطمح لتحصيل المال بقدر ما أنها تطمح لتغيير المجتمع و نشر السلام , و تؤمن أن المرأة هي وحدها الأقدر على التغيير و إحداث حراك في كافة المستويات . وسرحت في حالي ونسيتها وافتكرت الحاضر ، و وجدت ان السودانيات بحق وحقيقة هن اللائي مرغن انف "المشروع الخساري" للترابي وليس الحضاري بالطبع ، حيث ان النساء في السودان بشكل عام تعرضن لا بشع انواع الاستهداف عبر القوانين المفصلة على ثيابهم و ترددات ضحكتهم وغناهم في المدن ، ولم يسلم شرفهن الرفيع من الاذى في ارياف دارفور ، ودفعن ثمنه تشردا في جبال النوبة و الانقسنا ، ولكنه رددن علي كيده ب"سهام ، و عوضية محمود، وحواء جنقو " اللائي كرمهن العالم بعد ان اهانهن اللئيم ساكن قصر غردون . الناظر الى السودان يجد ان هناك اعمال تحمل جينات المستقبل ، وتحي الامل في انو بكره اخير ، ومركز الجنيد الثقافي ،الذي يرعى هذه الفعالية التي احيت روحي بعد ما كاد ان يقتلها " الفسباكة " في موقعة "المانيا Vs البشير في امبدة" نسبة لان هذه الفعالية هي قطرة من الامل التي نحقن بها شرايين التاريخ ، فمثلا مثلا يعني ولو ، اعجبتني فكرة مشروع " شورتي" التي تعني في اللغة النوبية "الروح" وهو "بروجكت" على قول "المورشين الجدد" لكنه سوداني حبوب بي عمة وجلابية و توب ، يهدف الى ان يستحضر كل "زول وزوله" روح مدينة سودانيا زارها عبر الفوتغرافيا او السينما او الرواية ويحدث الناس عنها ، هي فكرة تعيد الثقة في مدن السودان المختلفة بعد ان استطالت كرش الفيل وهي تبتلع بأنانيه بغيضة رصيفاتها من حواضر السودان. وبعيد مني ومعانا قريب ، مهرجان السودان للسينما المستقلة ، الذي تخرج من مدرسة "المبشر" في معهد غوتة الالماني، لكنه اصبح مصنع فيلم بلدي العزيز، يفتح الافاق بصبر ويحجز لنا مقعدا في المستقبل، بعد ان جلست بنا غزوات اللاطيبنا ولا اصطفيناه ، وهي تصطاد القبل و كاسات الحب من اشرطة ارشيف التلفزيون ، بينما يجوس سماسرة (الاخوان التجاريين ) محمومين حول دور السينما والمسارح بعد ان نعق فيها البوم . عند النظر الى المشاريع التي تحمل روح المستقبل هذه مثل مجلة "الحداثة السودانية" ، او مكتبة الوراقين ، او مهرجان "مشيمش" للمسرح في الابيض ، او منتدى "الشروق " بالقضارف ، او "منتدى قناديل" في الضعين بشرق دارفور الذي استمتعت قبل يومين بمتابعة الاستاذ قاسم ابوزيد وهو يشعر فيه عبر "نبي مارك زوكنبيرج سيدنا لايف" الذي هزم غول قناة المعارضة الفضائية شر هزيمة ، و كثير من المشروعات غيرهم ، كلها تؤكد ان التغيير ليس ان تصحا الصباح وتفتح حسابك وتشوف "فمغة" اليوم هي شنو؟ ، لقيت الناس (بكبوا حرجل) من محاسن ، تقوم تدلق فينا جبنه وشاي من محاسن برضو !، التغيير هو حرفة النمل التي اتقنتها سهام انجلو وهي توقد شمعة بين النازحات وتعطيهم حرفة يستعينوا بها على جور الحكام ، او مثل ما تعمل عوضية محمود وهي تنظم بائعات الاطعمة في نقابات لمواجهة الكشات وشرطة النظام العام ، وان كنت محرر( صفحة )اين تسهر هذا المساء (اعادها الله) لنصحتكم بالتوجه تلقاء "مركز الجنيد الثقافي" وان لا تنسوا ان تشتروا منتجات (زاق راقز) وتشنفوا اذانكم بموسيقى"طبول النيل" ولا تنسونا من صالح (اللايفات). ++++++++ الصور المرفقة بالترتيب 1- امراة في مشغل زاقراق على ماكينة الخياطة 2- دعوة مركز الجنيد الثقافي 3- سهام انغلو 4_ قاسم ابوزيد في فعالية مندى قناديل في الضعين 5 - العمة عوضية محمود رئيس نقابة بائعات الاطعمة والمشروبات 6- الاخت حواء جنقو المدافعة عن حقوق الانسان اثناء تكريمها في البيت الابيض