تبقى مباراة برشلونة وسان جيرمان حاضرة في الأذهان، لأسباب كثيرة منها ركلة الجزاء التي حصل عليها لويس سواريز مهاجم الفريق الكتالوني قبل النهاية مباشرة، والتي أعادت الحديث عن إدعاء السقوط في منطقة الجزاء أو ما يطلق عليه مصطلح "الغطس". عندما يتحدث الألمان عن اللاعب، الذي يدعي السقوط للحصول على ركلة جزاء بالذات، يقولون إنه فعل مثل "السنونو". فطائر السنونو له جناحان غير عريضين كما أن ذيله منقسم لقسمين، وعند هبوطه للأرض يفرد جناحيه ويبعد طرفي ذيله عن بعضهما، ومن هنا جاء تشبيه لاعب كرة القدم، الذي يفرد ذراعيه ويبعد رجليه عن بعضهما ويسقط وفق إرادته آملا في صافرة الحكم لصالحه. ويقول كثيرون في ألمانيا إن اللاعب الهولندي آرين روبن نجم بايرن ميونيخ هو أبرز من يقوم بحركة السنونو في ألمانيا حاليا وكثيرا ما حصل من خلالها على ركلات جزاء. أما الإنجليز فيطلقون على نفس الحركة كلمة "Diving" (الغطس)، حيث إن اللاعب، الذي يقوم بها يمد ذراعيه ويفتح رجليه مثل من يهم بالغطس في الماء. في الأيام الماضية نال لويس سواريز نجم برشلونة ومنتخب أوروجواي حظا كبيرا من اتهامات المعلقين على مباراة "العودة" بين برشلونة وسان جيرمان، في دوري أبطال أوروبا والتي انتهت بنتيجة 6-1، لصالح الكتالوني. وانتبه الحكم الألماني دنيز أيتكين إلى قيام سواريز بال"غطس" في منطقة جزاء سان جيرمان في الدقيقة 67 فقام بمنحه بطاقة صفراء لأجل "غطسته". لكن اللاعب لم ييأس واستغل ملامسة بسيطة بينه وبين ماركينيوس في الدقيقة 90 فقام بحركة "السنونو"، وانطلى الأمر على الحكم فاحتسب ركلة جزاء أحرز منها نيمار الهدف الخامس. وأدى سواريز الغطسة هذا المرة وكأنه "فنان قدير، وليس من ممثلي الدرجة الثانية"، حسب ما وصفه فابيان شلر في موقع "تسايت" الألماني. وكتب شلر: "فتح فمه بقوة وكأنه يريد أن ينادي على زوجته وسط آلاف الموجودين في مدرجات الملعب ونظر وكأن قدمه بترت، لدرجة أن المرء كان يريد عندها أن يقفز لكي يقدم له المساعدة، برافو!" الحكم هنا لم يتردد، علما بأنه كان احتار من قبل في سقوط نيمار وحصوله على ركلة جزاء سجل منها ميسي الهدف الثالث. وكتبت المذيعة والمحللة الكروية جيني ليزارازو على موقع تويتر تقول: "بي إس جي لم يكونوا يعرفون أنهم سيواجهون أفضل غطاسين في العالم.. نيمار.. سواريز، غطاسين أولمبيين"، حسبما كتبت باللغة الإنجليزية. ونظرا لما تتسبب فيه "الغطسة" أو حركة "السنونو" من أضرار للفرق المعنية وسمعة كرة القدم، ربما يظن البعض أن العقوبة يجب أن تكون أشد للاعب "الغطاس". لكن المطالبة بعقوبة أشد ربما تنطوي أيضا على مخاطر تعرض اللاعب وفريقه لعقوبة ظالمة إذا أخطأ الحكم في تقدير المسألة، فكم من لاعب اتهم ظلما بممارسة الغطس وحصل على بطاقة صفراء، ليظهر بعد ذلك أنه فعلا سقط بسبب خطأ ارتكب ضده.