زهير السراج * تخيلوا الى اى مدى بلغ هوان حكومتنا وحكامنا لدرجة أن مدير مكتب لقناة فضائية (وليس رئيس مجلس إدارة القناة، ولا مديرها العام، ولا نائب المدير العام ولا أحد نوابهم، ولا نائب مدير الادارة الذى يتبع له مدير المكتب، ولا احد رؤساء الاقسام بالمركز الرئيسى للقناة ولا كبير المراسلين ولا كبير المذيعين) يرسل (استيضاحا) ليس لمدير ادارة الاعلام الخارجى، ولا لوكيل وزارة الاعلام ولا لوزير الاعلام، ولكن لرئيس الحكومة والنائب الأول لرئيس الجمهورية، يطلب منه توضيحا للتصريحات التى انتقد فيها نائب رئيس الوزراء ووزير الاعلام السودانى فى القاهرة قناة (الجزيرة) القطرية، رافضا تدخلها فى شؤون الآخرين وسعيها لاسقاط النظام المصرى ونشر الفوضى فى مصر!! * إليكم، أيها السادة الإستضياح الذى أرسله مدير مكتب قناة (الجزيرة) القطريةبالخرطوم، لنائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بكرى حسن صالح، الذى حصلت صحيفة (الراكوبة) الغراء على صورة ضوئية منه ونشرته يوم (الخميس 13 / 7 / 2017 ): قناة الجزيرة بسم الله الرحمن الرحيم التاريخ: 13 / 7 / 2017 السيد الفريق اول بكرى حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء مجلس الوزراء القومى المحترم،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، الموضوع: طلب توضيح من الحكومة السودانية طلبت مني إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية التواصل مع الحكومة السودانية المحترمة، والاستفسار عن التصريحات المنسوبة إلى السيد وزير الإعلان السوداني أحمد بلال أمس في القاهرة حول قناة الجزيرة ودورها، وهي تنتظر توضيحات من الحكومة السودانية المحترمة إزاء تلك التصريحات. كما طلبت مني التعبير للحكومة السودانية المحترمة عن استياء الشبكة الشديد، وبالغ استهجانها ممثلة برئيس مجلس إدارتها، وجميع العاملين فيها، من تلك التصريحات التي نشرت بالصوت والصورة للسيد الوزير، وقد جاءت التصريحات في سياق الحملة السياسية التي تديرها دول الحصار على شبكة الجزيرة. المسلمي البشير الكباشي،، مدير مكتب شبكة الجزيرة الأعلامية بالخرطوم * بالله عليكم هل هنالك مهانة ومذلة أكثر من ذلك .. السيد (المبجل الموقر المندوب السامى لدولة الجزيرة القطرية فى السودان) يأمر، بناءا على طلب من رؤسائه فى قطر، الدولة السودانية والحكومة السودانية ممثلة فى الرجل الثانى فى الدولة والأول فى الحكومة، بتوضيح التصريحات التى ادلى بها وزير الاعلام السودانى فى القاهرة، بل ويهدده بأنهم ينتظرون هذه التوضيحات (ربما ليقدمونه لمحكمة أو يقطعوا عنه الهواء أو يتكرموا بإعفائه من الجريمة التى ارتكبها وزير اعلامه، فيثنى عليهم ويسبح بحمدهم) .. هل صادفتكم مثل هذه المذلة من قبل إلا من دولة منتصرة فى الحرب على عدوها المهزوم الذليل؟! * ثم انظروا إلى بقية ما جاء فى الإستيضاح الأميرى: "كما طلبتْ منى يقصد الحاكم بأمرها إدارة قناة الجزيرة التعبير للحكومة السودانية المحترمة عن إستياء الشبكة الشديد، وبالغ إستهجانها، ممثلة برئيس مجلس إدارتها، وجميع العاملين فيها، من تلك التصريحات ..إلخ"!! * تخيلوا، مجرد مدير مكتب محطة تلفزيونية يخاطب النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بهذا الاسلوب المزرى، ويقول له ان رؤساءه (المبجلين) بل وجميع العاملين بالشركة (من رئيس مجلس الإدارة الى الغفير)، طلبوا منه التعبير للحكومة السودانية عن إستيائهم الشديد، وبالغ استهجانهم لتصريحات الوزير التى جاءت فى سياق الحملة السياسية التى تديرها دول الحصار على شبكة الجزيرة وهو تحذير وقح لحكومة السودان وقادتها من مغبة المشاركة فى هذه الحملة (وإلا .....)!! * أُذكِّركم سادتى، أن الذى يخاطب الحكومة السودانية ممثلة فى أعلى قمتها بهذا الاسلوب المشين، والتهديد الواضح، ليس رئيس دولة أو وزيرا ولا حتى المدير العام لقناة الجزيرة، وانما مدير مكتبها فى الخرطوم .. !! * لو حدث هذا فى أى مكان فى العالم غير الخرطوم من سفير وليس من صحفى، لم تكن لتصبح عليه شمس فى الدولة التى يقيم فيها، ولكنه الآن يفرد جناحاته بكل غرور، وينتظر ردا على إستيضاحه، وربما يكون قد إستلمه مقرونا بالاعتذارات قبل غروب شمس اليوم الذى أرسل فيه الاستيضاح، وليس هو من نلوم ولا الذين يستوضحهم، وانما نلوم أنفسنا الذين فرطنا فى حقوقنا وكرامتنا، فسهُل هواننا، "ومن يهُن يسهلِ الهوانُ عليهِ ** ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ" !! [email protected] الجريدة الالكترونية