كشف السفير السودانى بالقاهرة كمال حسن عن تزايد العلاقات المصرية السودانية في مرحلة ما بعد الثورة، نافيًا ما يردده البعض من أن السودان تساعد الثورة المضادة، مهددًا باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الصحف التي تقوم بالترويج لذلك، وقال: سوف نتخذ الإجراءات القانونية ضد هذه الصحف ما لم تتوقف عن هذه الافتراءات التى تروجها ضد السودان الذي تربطة علاقات تاريخية عميقة بأشقائه المصريين. وأوضح أنه بدأ بالفعل العمل في زراعة مليون و250 ألف فدان في المشروع المعروف ب"الأمن الغذائي بين البلدين"، وهو المشروع الذى كان يعطله الرئيس السابق حسنى مبارك إرضاءً لأمريكا التى كانت تعترض على هذا المشروع. وأضاف أن الرئيس السوداني عمر البشير طلب من مبارك البدء في زراعة القمح إلا أن مبارك رفض البدء في المشروع نظرًا لأن أمريكا لا توافق، مؤكدا أن ثورة يناير حررت الإرادة المصرية، وبالتالى اتخذ شكل التعاون خطوات فعلية. وأشار السفير السوداني إلى أنه التقى مؤخرًا بالدكتورة فايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولي المصري، واتفق معها على زيادة التعاون في كل الملفات، خاصة الزراعة والإنتاج الحيوانى والربط الكهربائي، بالإضافة إلى وجود لجنة تنسيقية بين البلدين تعقد كل شهر من أجل حل المشكلات بين البلدين، خاصة التى تواجه المستثمرين المصرين والذين تزايدت استثمارتهم بالسودان إلى أكثر من 6 مليارات من الدولارات. لافتا إلى أنه تم التوقيع على مشروع اللحوم الاستراتيجى حيث تم تخصيص 30 ألف فدان بالسودان للإنتاج والتصنيع الحيواني. أضاف كمال حسن: أيضا تم على الاتفاق على الشركة التى سوف تقوم بتنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، كما تم الاتفاق على الشركات التى سوف تقوم بتنفيذ عدد من المشروعات الكبرى والربط البري بين البلدين وتسيير حركة النقل البري والبضائع دون شروط، وهو ما من شأنه أن يقلل التكلفة الحالية، بالإضافة إقامة محطة أبحاث زراعية على مساحة 100 فدان تخصص لإنتاج حبوب القمح. مؤكدا أن ذلك ذلك جاء بعد تحرر الإدارة المصرية من الهيمنة الأمريكية في عصر مبارك، مشددا على أن حكومتي البلدين تعملان حاليا على مصلحة الشعبين بما يحقق الرخاء والتنمية. وشدد السفير السوداني على أن العلاقة المصرية السودانية يجب أن تكون بعيدة عن المعارك الحزبية والتيارا ت السياسية. وقال ذلك خلال اللقاء الذى نظمته السفارة السودانية بالقاهرة للتبصير بما يدور على أرض السودان حاليا فيما يعرف ب"مشكلة النيل الأزرق": إن الحكومة نجحت في القضاء على أحد المخططات التي تحاك ضد السودان وتنفذها الحركة الشعبية.