كنت أظن أن حل المؤتمر الوطني وتابعه الشعبي مرتبط فقط بوجود نظام الإنقاذ فمتى ما سقط النظام سقط تلقائيا الحزب الذي أنشأه . وكان المفروض أن يُعلن عن حل هذا الحزب والأحزاب التي كانت تشاركه الحكم فور إعلان سقوط حكم في البيان الأول الذي تلاه الفريق أبنعوف . ولكن أنها لم تسقط ، وكان الأمر كله لعبة قذرة من كيزان السوء ، تركوا أمر الحزب وشغلوا الناس بأمر الحكم والحكومة . في الفترة التي تلت جرت محاولات يائسة وبائسة لاسترداد الحكم وبطرق شتى ، وكان لهذا الحزب الدور الفاعل في كل ما جرى بدءا من تهديد على عثمان باستخدام كتائب الظل ومروا بكل الأحداث الدامية في كل الوطن وانتهاءا بمجزرة فض الاعتصام وحتى أحداث الابيض الدامية وغيرها . ظل المؤتمر الوطني يمارس عمله علانية وينتخب رئيسا جديدا له ، كما ظلت قياداته الفاعلة حرة طليقة . ومن خلفها أجهزة متحكمة في مفاصل الدولة وإعلام يعمل ليل نهار في افساد الجو السياسي وتوجيهه سرا وجهرا ضد الثورة . الدولة الموازية التي يديرها المؤتمر الوطني تبدو سادرة في عملها بكل قوة غير آبهة للتغيير الذي يجري حولها ، حتى بلغت الجرأة بها أن تعمل على زرع أفرادها من كتائب الظل في الحرس الخاص برئيس الوزراء ، وتحاول جهارا إفساد مؤتمره مع ضيفه الألماني وتتسبب في احراجه أمام الملأ ، ولا تكتفى بذلك بل يبث إعلامها في التلفزيون القومي مقابلة مع طبيب المخلوع مباشرة عقب المؤتمر الصحفي . استفزاز مباشر وتحدٍ واضح لمشاعر الملايين من أبناء الشعب . هذا ما يبدو الآن من قمة جبل الثلج وهو مؤشر خطير على أن ما سيحدث سيكون أخطر وأفدح . طالما نادينا وكتبنا وبح صوتنا ونحن ننادى أنه لا نجاح للوزارة القادمة إلا بتطهير الخدمة المدنية من رجس الكيزان اللئام ، واستئصال الورم الخبيث الذي يسمى المؤتمر الوطني وتابعه الشعبي . إن روح التسامح والعفو لا يمكن أن تكون مع القتلة والسفاحين ، والحرية لمن يؤمن بها أما من يعمل ضدها فلا حرية له . فعلى قحت التي انشغلت عن خطر المؤتمر الوطني أن تعمل الآن بكل قوة لحظر المؤتمرين الوطني والشعبي وأمامها الشارع لتسيير ملونية الخلاص منهما والتي بح صوتنا في الدعوة لها . وعلى المجلس السيادي استدراك ما أغفله المجلس العسكري والعمل على هذا الحظر . أما الدكتور حمدوك فقد راى بنفسه ونكرر أن فشل وزارته أو نجاحها مقترن ببقاء دولة الكيزان الموازية ، فإما أن تنجح هي ويفشل هو أو ينجح هو وتفشل هي ، فهو صراع بقاء ، فإن لم يتغدى بهم سيتعشون به لا شك في ذلك . الأمر لكم في قحت والمجلس السيادي والوزراء ولا نملك لكم إلا النصح ، فأن سمعتم سلمتم وسلمنا ، وإن ركبتكم رأسكم ، فأنتم إزاء جيل قد ركب رأسه من يوم أن قرر رمي نظام في مزبلة التاريخ ، فلا خوف عليهم ، فإن أفشلتكم الدولة الكيزانية الموازية فستتحملون أنتم وزر الفشل والشعب قادر إن توليتم أن يستبدلكم بقوم أخرين ثم لا يكون أمثالكم أبدا . كسرة ثابتة : اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وحظرها ، واجب ديني وأخلاقي وضرورة سياسية لتطهير المجتمع وحمايته من فسادها . د.زاهد زيد [email protected]