مثل اختيار البروفيسور ابراهيم غندور لرئاسة حزب المؤتمر الوطني ضربة موجعة لمحبي الرجل ،،،خاصة الذين يرون فيه شخصية وطنية يمكن ان تنجح في قيادة السودان في المستقبل القريب ،،، حيث انه مما لا شك فيه ان البروفيسور ابراهيم غندور برز كشخص كفؤ قدمته حكومة النظام السابق واستطاع ان يحجز لنفسه مكانة محترمة في قلوب معظم السودانيين حاكمين ومعارضين ،،،وتميز الرجل بكارزيما قيادية حققت له ولوطنه مكاسب عديدة علي المحيطين الاقليمي والدولي ،،،كما تمتع البروفيسور باسلوب مقنع جعل السياسة الخارجية السودانية تكسب اراضي واسعة وما النجاح الذي حققه في رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان وهي التي ظلت عصية امدا بعيدا علي كل سابقيه في وزارة الخارجية ،، الا واحدا من المنجزات العظيمة التي يحفل بها سجل (غندور) ليعتبر من اميز الكفاءات الوطنية الدبلوماسية التي قدمتها الانقاذ ،ورغم كل ذلك النجاح البائن ،،،الا انه كان للوبيات حزب المؤتمر الوطني المريضة التي تتصيد كل ناجح رأي اخر ،،،فعملت علي محاربته والتقليل من دوره بكل ما اؤتية من قوة ،،،حيث كان لانفتاح الرجل علي معظم الاحزاب السياسية والحركات المسلحة الموجودة في الساحة انذاك مهدد للذين يريدون ان يتقوقع الوطن في ركن قصي ،،حتي يتسني لهم تحقيق مأربهم في قسم كيكة الوطن كيفما شاؤا ،،،وابعاد بروفيسور ابراهيم غندور لم يكن خوفا من نجاحه فقط وانما لانه خارج من بيئة (الوسط) التي لا يحق لها في عرف ذلك اللوبي الجهوي المتمكن في البلاد ان تقدم زعيما ليحكم السودان ،،،وبعد مضايقات عديدة وعمليات حفر متواصلة شاركت فيها رئاسة الجمهورية ذات نفسها، ،،حيث اوعزوا لراس النظام المخلوع ان البروفيسور ابراهيم غندور يقدم نفسه كبديل لك للمجتمع الدولى ،،،جعل المخلوع يسحب منه الملفات المهمة ويحولها لصديقه ورفيق دربه عوض الجاز ،،،بل ومضوا ابعد من ذلك فعملوا علي هدم النجاحات الدبلوماسية التي حققها ،وكان ذهاب الرئيس لروسيا طالبا الحماية من امريكا التي هلل واقام الاحتفالات حينما الغت العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضه علي السودان ،،،ليمثل طلب المخلوع للحماية الروسية سقطة دبلوماسية كبري غير مفهومة في عرف الدول ذات السيادة ،،،ولكن عندما ننظر الي المسرحية الهزلية التي يمثلها المخلوع في قاعة المحكمة هذه الايام يجعلنا نفهم ما فعله سابقا،،،،علي العموم قدم البروفيسور ابراهيم غندور استقالته من وزارة الخارجية وترك اجتماعات المكتب القيادي من الباب العريض ،،،وتفرغ للتدريس بجامعة الخرطوم منسحبا من الحياة السياسية بكل هدؤ ،،، ولكن مواقف الرجل الدبلوماسية جعلت عدد كبير من منظمات المجتمع المدني تتسابق لتكريمه واعدت لذلك اعدادا جيدا ،،،الا أن البروفيسور بكل تواضع رفض إقامة التكريم في ذاك الوقت حتى لا يتسبب في حرج لمن تنكروا له من قادة حزبه ،،، شخصية بذلك الحجم لم تلوث يدها في فساد الانقاذيين كنا نتمني ان تبعد نفسها عن ذلك المستنقع وتقدم نفسها وفقا للنجاحات السابقة التي حققتها وحفظتها ذاكرة الاجيال ،،،ولكن ان يقبل البروفيسور العودة مرة اخري للسياسة من بوابة الذين تنكروا له وقدموه كبش فداء ،،،،انما يمثل ذلك انتحارا سياسيا له ،،،فالمؤتمر الوطني اصبح الان بمثابة الجيفة التي يخشي اي شخص الاقتراب منها،،، فكيف لرجل محبوب ويستحوز علي قاعدة شعبية عريضة ان يرمي بنفسه مرة اخري في ذات التهلكة .