خلال الثورة كانت المواكب الشعبية تصدر تحت قيادة قوى اعلان الحرية و التغيير و كانت ذات هدف أساسي و هو إسقاط حكومة البشير، و نجحت في ذلك . ثم تحولت إلى مواكب تستهدف الضغط على المجلس العسكري لتكوين الحكومة المدنية من قوى الثورة و هي قوى إعلان الحرية و التغيير، و نجحت في ذلك. الآن و بعد أن أنجزت مواكب قوى إعلان الحرية و التغيير أهدافها الأساسية في إسقاط البشير و إقامة الحكومة المدنية من قوى تمثلها الا يجب إطلاق تساؤل شرعي: لماذا تسير قوى إعلان الحرية و التغيير مواكب جديدة؟ هل تريد قوى إعلان الحرية و التغيير الضغط على حكومتها؟ وهل هذا شيء طبيعي ان تسير الحكومة مواكب ضد نفسها ؟ هل هناك اختلاف داخل قحت تحولت بموجبه إلى نصفين نصف في الحكومة و نصف في المعارضة و بالتالي فإن النصف المعارض يسير الآن مواكبا ضد النصف الحاكم ؟ مع أن الحقيقة ان تنسيقية قوى إعلان الحرية و التغيير لم يحدث فيها انقسام و لازالت موحدة فمن هو النصف الحاكم و من هو النصف المعارض ؟ هذه الأسئلة و غيرها تصدرت المشهد يوم الخميس حين خرجت مواكب مليونية تطالب بتعيين رئيس القضاء و النائب العام ، و توجهت إلى القصر الجمهوري و خاطبها احد اعضاء المجلس السيادي و هو من الأعضاء المدنيين الذين جاءت بهم الثورة و اختارتهم قوى إعلان الحرية و التغيير، فكان المشهد كان حكومة قوى إعلان الحرية و التغيير تخاطب جماهيرها التي خرجت عليها، و بالتالي كان مشهدا مربكا بعض الشيء و يحتاج إلى اجابات و توضيحات و نقاش داخل تنسيقية قوى إعلان الحرية و التغيير ، لمعالجة الخلل الذي يجعل جزء من قحت يهاجم عبر المواكب الجزء الآخر في ظل وجود قوى إعلان الحرية و التغيير في الحكومة فإن الجهة الوحيدة المتوقع تسييرها المواكب ضد هذه الحكومة هي الأحزاب و الكيانات المعارضة لهذه الحكومة مثل المؤتمر الشعبي و غيره من أحزاب رفضت الاعتراف بالوثيقة الدستورية و بالحكومة الناتجة عنها . تجمع المهنيين هو نفسه الآن جزء من هذه الحكومة و عدد من الوزراء اختارهم ذات هذا التجمع، مما يجعله شريك في الحكم لا ينبغي أن ينظم المواكب ضد نفسه ، و إنما عليه ان يناقش و يوصل صوته و رسالته داخل الحكومة عبر الوزراء الذين اختارهم، و كذلك على بقية فصائل قوى إعلان الحرية و التغيير فعل نفس الشيء، بأن تضغط من خلال من جاءت بهم في المجلس السيادي و في مجلس الوزراء . اذا عجزت قوى إعلان الحرية و التغيير بما فيها تجمع المهنيين عن تنفيذ أهداف الثورة من خلال وجودها بالمناصفة في مجلس السيادة ومجلس الوزراء الذي تحتله بالكامل فإن الأجدر أن تعلن ذلك على الجماهير و تخرج من هذه الشراكة، لا أن تسير المواكب ضد حكومتها التي أتت بها بيدها ، فتكون (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً) . يوسف السندي