كتب الزميل والجار بالجنب في اخيرة الجريدة (دكتور زهير السراج) مقالا جميلا بعيدا عن السياسة ..كتب عن الوزن الزائد في الفتيات بسبب تناول (البوش) وشرب المياه الغازية وفي رواية اخرى (البارد) ..ألقى دكتور زهير الضوء على (الدكوة) وكيف انها وبسبب الظروف الاقتصادية صارت وجبة رئيسية في الطعام السوداني ..ومن ثم عرج على سوء تخزين الفول السوداني الذي يعد اهم اسباب التلوث الذي يؤدى الى الكثير من الامراض على رأسها السرطان والعياذ بالله. الظروف الاقتصادية ربما كانت من الأسباب الرئيسية ..لكنها ليست المتهم الوحيد.. اذ اننا في السودان نعاني من فقر الثقافة الغذائية وينطبق علينا معنى بيت الشعر (كالعير في البيداء ..يقتلها الظمأ ..والماء فوق ظهورها محمول) ..نحن يا (دكتور زهير) لا ناكل الخضروات الطازجة ..ونتعامل معها عند الضرورة القصوى ..وصحن (السلطة) يظهر مرة واحدة في اليوم ..مع صينية الغداء وحتى هنا يكون اصغر صحن ..وهو الوحيد الذي ربما يعود كما اتى ..ولا احد (يعزمك ) عليه اذا كنت مدعوا ..رغم ان كل خضار في صحن السلطة له فوائده الجمة التي لا تتوقف عند الفيتامينات والمعادن ..انما الألياف التي تحسن من اداء المعدة وتقى الانسان من توابع الهضم مثل (الامساك ) وتقرحات المستقيم .. الطماطم والجرجير والخيار والبصل والليمون وهلم جرا ..جنود مجهولون يتم اقصاؤهم عن عمد بل تتم تشويه صورتهم يوميا في الاذهان السودانية ..وهم يشكون مر الشكوى من سوء المعاملة في البيع والشراء ..لا توجد مواصفات ومقاييس تتابع الباعة وتلزمهم بوضع الخضار في سلال نظيفة في مكان مرتفع وبطريقة جميلة ..نشتري الخضار على مضض ..وعندما يصل الى منازلنا ..نطبخ بعضه فتفقده النار اهم مميزاته ..ونجفف البعض او نترك الطازج منه ونشتري المجفف (مثل البامية ) التي نتركها طائعين لشراء (الويكة) ..ثقافة الاكل المجفف (بصل ولحم وويكة) ثقافة موروثة منذ ايام الترحال ..القينا عصا الترحال ..ولم نغادر محطة الغذاء الجاف ..فلله الحمد من قبل ومن بعد. نجي للبنيات الصغيرات ..وهن يجتمعن حول صحن (البوش) وكل منهن تحمل (قزازة بارد) بيدها الاخرى ..الواحدة منهن تعود الى البيت لكي تجتهد في خلط (ربطة جرجير ..+موزة + زيت زيتون +بصلة ) هذه الخلطة تضعها على رأسها لكي تحصل على (شعر طويل ذو ملمس ناعم ) او تجدها تضع (زبادي مع بيضة وملعقة من البن )على وجهها الجميل لكي يزداد نضارة ..وعلى الضفة الاخرى بح صوتنا ونحن نقول (لو تناولتي ما ذكر سابقا عن طريق الفم لكان افضل للشعر ولباقي الجسم) ..اذ لا نستطيع نكران تأثير المكونات الطبيعية على ملمس الشعر والوجه من الخارج ..لكن الفيتامينات اذا تم تناولها عبر المنفذ الطبيعي وهو الفم وتم امتصاصها عبر الدم ..لشملت الفائدة القلب والعضلات والجلد والشعر والأظافر…ولعمت الأفراح البلاد وعشنا في تبات ونبات . ثقافة الغذاء في البيئة السوانية (محتاجة نفضة) ..لابد من الاكثار من تناول الخضروات والفاكهة ..الموز مثلا فاكهة غنية بعنصر البوتاسيوم المهم للقلب ..وهو اكثر عنصر نفقده بسبب الجو الساخن وكثرة التعرق ..تناولوا فاكهة الموسم في موعدها ..الموز في الصيف ..البرتقال في الشتاء …وقد جعل الله لكل بيئة فاكهتها المناسبة والتي تسد النقص ..لكننا دائما ما نتطلع لما في غيرنا ونسأل عن التفاح والعنب وكل ما غلا ثمنه وخف وزنه. اجعلوا تناول الخضار والفاكهة الطازجة عادة يومية حميدة ..تخف الأوزان وتصح الأبدان ..ولا تتعللوا بغلاء الأسعار ..فالخضروات ارخص من كبسولات العلاج . ..والحق يقال نحن محتاجين ندرب اولادنا على تناول الخضروات ..نحكي لهم عن (البندورة) واخواتها ونكتشف دورها في مد الجسد بعناصر مهمة تغنينا عن الذهاب للطبيب والبحث عن اقرب شفخانة ..ذلك لاننا اكثر شعب يزور العيادات و(يتكسر) بالقرب من المستشفيات ..والحل اقرب ما يكون ..فهو يكمن في صحن سلطة (بدون دكوة).