البرهان يتفقد مقر متحف السودان القومي    بيان من سلطة الطيران المدني بالسودان حول تعليق الرحلات الجوية بين السودان والإمارات    بدء برنامج العودة الطوعية للسودانيين من جدة في الخامس عشر من اغسطس القادم    المصباح في زجاجة.. تفاصيل جديدة حول اعتقال مسؤول "البراء" الإرهابية بالقاهرة    إعراض!!    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    "واتساب" تحظر 7 ملايين حساب مُصممة للاحتيال    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    كلية الارباع لمهارات كرة القدم تنظم مهرجانا تودع فيه لاعب تقي الاسبق عثمان امبده    بيان من لجنة الانتخابات بنادي المريخ    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    بيان من الجالية السودانية بأيرلندا    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    شاهد بالفيديو.. السيدة المصرية التي عانقت جارتها السودانية لحظة وداعها تنهار بالبكاء بعد فراقها وتصرح: (السودانيين ناس بتوع دين وعوضتني فقد أمي وسوف أسافر الخرطوم وألحق بها قريباً)    شاهد بالصورة.. بعد أن أعلنت في وقت سابق رفضها فكرة الزواج والإرتباط بأي رجل.. الناشطة السودانية وئام شوقي تفاجئ الجميع وتحتفل بخطبتها    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    تجدّد إصابة إندريك "أحبط" إعارته لريال سوسيداد    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل اصيب عرمان بمتلازمة ستوكهولم ؟
نشر في الراكوبة يوم 08 - 12 - 2019

متلازمة ستوكهولم هي الظاهرة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوَف مع المُختَطِف.له اطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة استوكهولم" نسبة إلى حادثة حدثت في استوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين هناك في عام 1973، واتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم.
واخشي علي الرفيق الاستاذ ياسر عرمان القيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال جناح عقار بان يكون قد اصيب بتلك المتلازمة فقد كنت اقراء تصريح له علي صفحات صحيفة السوداني وذلك عقب وصوله للبلاد حيث
دعا عرمان للتفريق بين المؤتمر الوطني والتيار الاسلامي، مشيراً الى إن الإسلام السياسي لايمكن استئصاله ولكنه مطالب بالتصالح مع الشعب كما لا يجب أخذ الإسلاميين كتلة صماء فهنالك إسلاميون راغبون في مستقبل جديد،
ويجب أن تحسم قضية الدولة والدين في مؤتمر دستوري.)
كان ذلك حديث عرمان
بالنسبة لمصير الكيزان فالشعب السوداني قد حسم امرهم باختصار بترديد عبارة اي كوز ندوسو دوس وفي جوف تلك الكلمات يكمن المعني الصريح بان لا مستقبل للكيزان في المشهد السياسي للبلاد في المرحلة. القادمة ولا فرق عندنا بين الموتمر الوطني وغيرها من الاحزاب علي شاكلته من مايعرف باحزاب الاسلام السياسي فالجميع واحد يحمل نفس الفكرة والهدف والمضمون وهي الاقصاء والتمكين والعمل علي قيام دولة الاخوان المسلمين والولاء لفكر سيد قطب وحسن البنا
السيد عرمان حمل السلاح و ناضل من اجل المهمشين الذين تحملوا الكثير من المعاناة و شظف العيش والكبت والارهاب حتي صاروا حقل تجارب لنظام الكيزان المدحور الذي مارس علينا شتي ضروب السادية والفاشية حتي صار المواطن السوداني من كثرة القهر يتمني لو ان الله جعله مواطن في بلد اخر
فالموتمر الوطني والحركة الاسلامية الاثنين وجهان لعملة واحدة والدليل هو وجود حزب يحمل نفس فكرة الكيزان كان معارض انذاك لحكومة المؤتمر الوطني يمثل اعضاء منه ضمن المتهمين في تنفيذ انقلاب الثلاثين من يونيو 1989م ذاك الانقلاب الذي قاد البلاد الي الهلاك حيث منع من اتمام اتفاق سلام تاريخي بين السيد مولانا محمد عثمان راعي الحزب الاتحادي الديمقراطي الميرغني والدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان في سنة1988 ولو قدر لهذا الاتفاق بان يري النور لكان حفظ وحدة البلاد وعمل علي ايقاف الحرب في الجنوب
ساهم انقلاب الحركة الاسلامية في ادخال السودان في حرب دينية جعلت الجنوب في اخر المطاف يختار الاستقلال بعد ما استعصي عليهم العيش في ظل دولة يري بعض سكانها ان الجنوبيين مجرد كفار والجهاد فيهم واجب مقدس فالحركة الاسلامية ومجلس الشوري فيها هم من اتخذ قرار الاستيلاء علي الحكم سنة 1989م والانقلاب علي حكومة السيد الصادق المهدي المنتخب ديمقراطيا ويكفي حديث زعيم الاسلاميين المرحوم دكتور حسن عبد الله الترابي في حلقات عبر برنامج شاهد علي العصر في قناة الجزيرة الفضائية وهي متاحة للجميع حيث يذكر فيها الترابي بالتفصيل دور الحركة الاسلامية في الانقلاب علي الديمقراطية و كيف تم استغلال منظمة معروفة بجلب اجهزة اتصال متقدمة من خارج البلاد في ذلك الوقت ساهمت في ربط السودان لاسلكيا لتنفيذ مخطط الانقلاب بعد تعطيل الاتصالات الحكومية لمنع اي تحرك مضاد من اعضاء حكومة السيد الصادق المهدي وتلك جريمة اخري لا تغتفر في حق امن البلاد القومي وخيانة الأمانة الوطنية وتهمة لا تسقط بالتقادم
اتمني ان يشمل التحقيق في وقوع انقلاب الكيزان سنة1989م جميع اعضاء حكومة السيد الصادق المهدي ومعرفة من المسؤل عن التقصير في منع ذلك الانقلاب والعديد من الاسئلة المشروعة واذا ثبت في التحقيقات تورط اي شخصية عندها لا كبير علي القانون فالتفريط عن قصد يعادل جريمة الاشتراك في الجرم
وكذلك يجب ان يشمل الحساب كل من تعاون مع نظام الانقاذ الذي تطور الي مايعرف بالموتمر الوطني قبل العام 2005م فلا يعقل ان نحاسب الجاني بدون الشركاء وهنا تستحضرني قصة طريفة عن نادرة من نوادر جحا حيث ارد جحا ذات يوم مقابلة السلطان ليعرض عليه قصيدة تحمل بين سطورها مدح للسلطان بغية الحصول علي مكرمة سلطانية من المال ولكن الحاجب المسؤول عن دخول الناس للسلطان منع جحا من الدخول واشترط عليه ان يتقاسم معه اي شي يمنحه السلطان لجحا نظير قصيدته وفي اخر المطاف وافق جحا مجبرا ودخل علي السلطان وانشد عليه قصيدته التي نالت رضا السلطان الذي امر بمنح جحا مائة درهم ولكن جحا طلب من السلطان ان يستبدل الدراهم بعقوبة الجلد مائه سوط بدلا للجائزة ومع استغراب السلطان وافق علي الطلب الغريب وبداء في الحال جلد جحا بالسوط وعند الوصول عند العدد خمسين جلدة صاح جحا قائلا يا مولاي السلطان معي شريك اخر ومن العدل ان يتقاسم معي الجائزة
قال السلطان اين هو اذا؟
رد جحا انه حجابك يا مولاي
وعند استجواب الحاجب اقر بانه شريك لجحا في الجائزة ظن منه انها جائز مالية ولكن كانت المفاجاة عندما امر السلطان بان يتم جلده ليكون ذلك حكم عادل في تقاسم الجائزة و هذا ما يجب ان يسود في المرحلة القادمة بان يحاسب كل حزب او جماعة. او افراد كانوا شركاء مع الموتمر الوطني في الماضي وتفعيل قانون العزل السياسي والاحتزاء بثورة الجزائر التي اصر ثوارها علي بتر كل رموز الفساد رغم الوعود بالاصلاح والتغيير ظل ثوار الشعب الجزائري متمسكين بالثورة وتطبيق اهدافها و كما يقال الحقوق تنتزع ولا تمنح
وعلي السيد عرمان عدم الوثوق بالحركة الاسلامية التي كانت حتي بالامس تبيح دمك واسمك كان يتردد في اهازيج واناشيد مليشياتهم المسلحة وهم نفس الكيزان الذين وضعوا المتاريس امام اي فرصة للوحدة الجاذبة بين الشمال والجنوب عقب توقيع اتفاقية نيفاشا في العام2005م
وكثير ما كان يشتكي الطرف الاخر انذاك الحركة الشعبية من مشاكسة الموتمر الوطني وجماعة الاسلام السياسي هي نفسها التي كانت تبارك لراس النظام المقبور جرائمه في النيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور وكيف كان يجد الدعم ضد قرار تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية الصادر في العام 2008م
بالنسبة لعلاقة الدين مع الدولة فكان السودان بلد يسع الجميع عاش فيه الجميع في حب وصفاء منذ قبول اهل السودان للدين الاسلامي عقب اتفاقيه البقط سنة652م بين الصحابي الجليل عبد الله بن ابي السرح ومملكة المغرة حيث كانت. الكنائس تجاور المساجد ودخلل الناس الي الاسلام عن طريق الطرق. الصوفية التي لا تعرف التطرف كل الحب للصوفية اهل الله الذين كانوا اوائل الداعمين للثورة وكانوا حضور في ساحات الاعتصام والجميع يعرف المواقف الوطنية لشيخ ازرق طيبة الذي لم يهادن النظام له كل الحب والاحترام
لن يجد مقترح التصالح مع الكيزان اي قبول وسط الشعب الثائر
فالكوز والافعي لاضمان ولا امان لهم فمن انقلب عليك بالامس يمكن ان ينقلب عليك اليوم فلا تصالح معهم ومايحدث من ازمات اقتصادية هذه الايام هي ضغوط منهم بغية. تركيع الشعب للقبول بان يكون لهم دور في الحياة السياسية ولكن الشعب السوداني سوف يظل صابر ولن يركع امام استفزاز وضغوط عناصر الكيزان
ورسالتي الي الرفيق ياسر عرمان هناك مثل سوداني ماثور يقول اسمع كلام الذي يجعلك تبكي خير لك من تسمع كلام الذي يجعلك تضحكالمتاريس
هل اصيب عرمان بمتلازمة ستوكهولم ؟
علاء الدين محمد ابكر
[email protected]
متلازمة ستوكهولم هي الظاهرة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوَف مع المُختَطِف.له اطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة استوكهولم" نسبة إلى حادثة حدثت في استوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين هناك في عام 1973، واتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم.
واخشي علي الرفيق الاستاذ ياسر عرمان القيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال جناح عقار بان يكون قد اصيب بتلك المتلازمة فقد كنت اقراء تصريح له علي صفحات صحيفة السوداني وذلك عقب وصوله للبلاد حيث
دعا عرمان للتفريق بين المؤتمر الوطني والتيار الاسلامي، مشيراً الى إن الإسلام السياسي لايمكن استئصاله ولكنه مطالب بالتصالح مع الشعب كما لا يجب أخذ الإسلاميين كتلة صماء فهنالك إسلاميون راغبون في مستقبل جديد،
ويجب أن تحسم قضية الدولة والدين في مؤتمر دستوري.)كان ذلك حديث عرمان
بالنسبة لمصير الكيزان فالشعب السوداني قد حسم امرهم بترديد عبارة اي كوز ندوسو دوس وفي جوف تلك الكلمات يكمن المعني الصريح بان لا مستقبل للكيزان في المشهد السياسي للبلاد في المرحلة. القادمة ولا فرق عندنا بين الموتمر الوطني وغيرها من الاحزاب علي شاكلته من مايعرف باحزاب الاسلام السياسي فالجميع واحد يحمل نفس الفكرة والهدف والمضمون وهي الاقصاء والتمكين والعمل علي قيام دولة الاخوان المسلمين والولاء لفكر سيد قطب وحسن البنا
فالسيد عرمان حمل السلاح و ناضل من اجل المهمشين الذين تحملوا الكثير من المعاناة و شظف العيش والكبت والارهاب حتي صاروا حقل تجارب لنظام الكيزان المدحور الذي مارس علينا شتي ضروب السادية والفاشية حتي صار المواطن السوداني من كثرة القهر يتمني لو ان الله جعله مواطن في بلد اخر
فالموتمر الوطني والحركة الاسلامية الاثنين وجهان لعملة واحدة والدليل علي ذلك وجود حزب يحمل نفس فكرة الكيزان كان في السابق معارض لحكومة المؤتمر الوطني واليوم يمثل بعض اعضائه ضمن المتهمين في تنفيذ انقلاب الثلاثين من يونيو 1989م
ذاك الانقلاب الذي قاد البلاد الي موارد الهلاك حيث منع من اتمام اتفاق سلام تاريخي بين السيد مولانا محمد عثمان راعي الحزب الاتحادي الديمقراطي الميرغني والدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان ولو قدر لهذا الاتفاق بان يري النور لكان حفظ وحدة البلاد وعمل علي ايقاف الحرب في الجنوب
عمل تنظيم الكيزان في ادخال السودان في حرب دينية جعلت الجنوب في اخر المطاف يختار الاستقلال بعد ما استعصي عليهم العيش في ظل دولة يري بعض سكانها ان الجنوبيين مجرد كفار والجهاد فيهم واجب مقدس فالحركة الاسلامية ومجلس الشوري فيها هم من اتخذ قرار الاستيلاء علي الحكم سنة 1989م والانقلاب علي حكومة السيد الصادق المهدي المنتخب ديمقراطيا ويكفي اعترافات زعيم الاسلاميين المرحوم دكتور حسن عبد الله الترابي في حلقات عبر برنامج شاهد علي العصر في قناة الجزيرة الفضائية حيث يذكر فيها الترابي بالتفصيل دور الحركة الاسلامية في الانقلاب علي الديمقراطية و كيف تم استغلال منظمة معروفة بجلب اجهزة اتصال متقدمة من خارج البلاد في ذلك الوقت ساهمت في ربط السودان لاسلكيا لتنفيذ مخطط الانقلاب بعد تعطيل الاتصالات الحكومية لمنع اي تحرك مضاد من اعضاء حكومة السيد الصادق المهدي وتلك جريمة اخري لا تغتفر في حق امن البلاد القومي وخيانة الأمانة الوطنية وتهمة لا تسقط بالتقادم
اتمني ان يشمل التحقيق في وقوع انقلاب الكيزان سنة1989م جميع اعضاء حكومة السيد الصادق المهدي الاحياء منهم ومعرفة من المسؤل عن التقصير في عدم منع ذلك الانقلاب والعديد من الاسئلة المشروعة واذا ثبت في التحقيقات تورط اي شخصية عندها لا كبير علي القانون فالتفريط عن قصد يعادل جريمة الاشتراك في الجرم
وكذلك يجب ان يشمل الحساب كل من تعاون مع نظام الانقاذ الذي تطور الي مايعرف بالموتمر الوطني قبل العام 2005م فلا يعقل ان نحاسب الجاني بدون الشركاء وهنا تستحضرني قصة طريفة عن نادرة من نوادر جحا حيث ارد جحا ذات يوم مقابلة السلطان ليعرض عليه قصيدة تحمل بين سطورها مدح للسلطان بغية الحصول علي مكرمة سلطانية من المال ولكن الحاجب المسؤول عن دخول الناس للسلطان منع جحا من الدخول واشترط عليه ان يتقاسم معه اي شي يمنحه السلطان لجحا نظير قصيدته وفي اخر المطاف وافق جحا مجبرا ودخل علي السلطان وانشد عليه قصيدته التي نالت رضا السلطان الذي امر بمنح جحا مائة درهم ولكن جحا طلب من السلطان ان يستبدل الدراهم بعقوبة الجلد مائه سوط بدلا للجائزة ومع استغراب السلطان وافق علي الطلب الغريب وبداء في الحال جلد جحا بالسوط وعند الوصول عند العدد خمسين جلدة صاح جحا قائلا يا مولاي السلطان معي شريك اخر ومن العدل ان يتقاسم معي الجائزة
قال السلطان اين هو اذا؟
رد جحا انه حجابك يا مولاي
وعند استجواب الحاجب اقر بانه شريك لجحا في الجائزة ظن منه انها جائز مالية ولكن كانت المفاجاة عندما امر السلطان بان يتم جلده ليكون ذلك حكم عادل في تقاسم الجائزة و هذا ما يجب ان يسود في المرحلة القادمة بان يحاسب كل حزب او جماعة. او افراد كانوا شركاء مع الموتمر الوطني في الماضي وتفعيل قانون العزل السياسي والاحتزاء بثورة الجزائر التي اصر ثوارها علي بتر كل رموز الفساد رغم الوعود بالاصلاح والتغيير من حكومتهم ظل ثوار الشعب الجزائري متمسكين بالثورة وتطبيق اهدافها و كما يقال الحقوق تنتزع ولا تمنح
وعلي السيد عرمان عدم الوثوق بالحركة الاسلامية التي كانت حتي بالامس تبيح دمك واسمك كان يتردد في اهازيج واناشيد مليشياتهم المسلحة وهم نفس الكيزان الذين وضعوا المتاريس امام اي فرصة للوحدة الجاذبة بين الشمال والجنوب عقب توقيع اتفاقية نيفاشا في العام2005م
وكثير ما كان يشتكي الطرف الاخر انذاك الحركة الشعبية من مشاكسة الموتمر الوطني وجماعة الاسلام السياسي هي نفسها التي كانت تبارك لراس النظام المقبور جرائمه في النيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور وكيف كان المخلوع يجد الدعم ضد قرار تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية الصادر في العام 2008م
بالنسبة لعلاقة الدين مع الدولة كان السودان بلد يسع الجميع عاش فيه الكل في حب وصفاء منذ قبول اهل السودان للدين الاسلامي عقب اتفاقيه البقط سنة652م بين الصحابي الجليل عبد الله بن ابي السرح ومملكة المغرة حيث كانت. الكنائس تجاور المساجد ودخل الناس الي الاسلام عن طريق الطرق. الصوفية التي لا تعرف التطرف كل الحب للصوفية اهل الله الذين كانوا اوائل الداعمين للثورة وكانوا حضور في ساحات الاعتصام والجميع يعرف المواقف الوطنية لشيخ ازرق طيبة الذي لم يهادن النظام له كل الحب والاحترام
لن يجد مقترح التصالح مع الكيزان اي قبول وسط الشعب الثائر
فالكوز والافعي لاضمان ولا امان لهم فمن انقلب عليك بالامس يمكن ان ينقلب عليك اليوم فلا تصالح معهم ومايحدث من ازمات اقتصادية هذه الايام هي ضغوط منهم بغية. تركيع الشعب للقبول بان يكون لهم دور في الحياة السياسية ولكن الشعب السوداني سوف يظل صابر ولن يركع امام استفزاز وضغوط عناصر الكيزان
ورسالتي الي الرفيق ياسر عرمان هناك مثل سوداني ماثور يقول اسمع كلام الذي يجعلك تبكي خير لك من تسمع كلام الذي يجعلك تضحك
علاء الدين محمد ابكر
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.