الضباط الاحرار تسمي به بعض الضباط المصريين في عهد الملك فاروق، لهم الحق في اختيار الحرية كهدف لتنظيمهم لتخليص مصر من العبودية في عهد الخديوي وكم الباشوات والإقطاعيين الذين سلبوا الفلاح المصري قوت يومه. ثم نجح تنظيم الضباط الاحرار في وضع شخصية من أصول مصرية حاكما لمصر بعد عقود من تحكم السلالات الاجنبية الغازية وسيطرتها علي الحكم والسلطان في مصر . حاكت حركة استيلاء القوات المسلحة في السودان عند استيلائها علي الحكم ، تجربة الضباط الاحرار في مصر ، ولكن الفارق كان كبيرا حيث أن خروج الاجنبي من السودان كان عملية توافقية بحراك شعبي أكثر منها فعل عسكري قامت به مجموعة عسكرية. كان السودانيون أحرارا في حياتهم اليومية خلال فترة ألاستعمار لا وجود للباشوات والإقطاعيين الطفليين والكم الهائل من عمالة السخرة أو الخدم المستعبدين . بالرغم من ذلك أطلقت مجموعات الضباط التي قامت بانقلابات عسكرية علي نظم الحكم الديمقراطي في السودان علي نفسها الضباط الأحرار هو نعت لا يستوفي شرطه و نقل حرفيا من تجربة الضباط الاحرار في مصر حيث لم تكن مصر حره في ارادتها وحكمها وغريب يجلس علي عرشها. تحولت حركة الضباط الاحرار بعد وصولها للحكم في مصر الي نظام يجلس علي رأسه طاغية يعيد ذكري الفراعنه في حكمهم لمصر. استبدل الضباط الاحرار نظام الاقطاع بأخر تعود فيه أدوات الانتاج والشركات الضخمة للقوات المسلحة ، تناسلت المصانع الحربية تلد بعضها بعضا وتسند الاولي التالية منعة وترفعا عن الية السوق الحر ، القوات المسلحة لها انتاجها من الملبوسات والمأكولات والصناعات الدقيقة ، كانت تفاخر بأن الصناعات الحربية تنتج من الابرة الي الدبابة وطبعا لا ننسي صواريخ الظافر والناصر من الانتاج الحربي. محصلة المصانع الحربية تفرد قسما كبيرا يوزع بين كبار الضباط في القوات المسلحة المصرية ، نفحات من العطايا تأخذ اشكالا من بينها الفلل والعمائر هدايا وإكراميات أو رحلات خارجية مدفوعة. رأي تنظيم الضباط الاحرار الفرع السوداني قدوته في الاصل المصري من حيث تجيير النشاط الاقتصادي وحركة التجارة والسوق لتصبح طوع بنان أهل الحل و العقد من كبار الضباط ، كانت لصلاح قوش شركات تعمل في جميع المجالات ومن بينها توريد الوقود تجنيبا من أموال الشعب ، جهاز المخابرات في عهد النظام البائد كان له دور في التحكم بتجارة العملة وله (جوكية) يبيعون ويشترون حتي في تجارة الممنوعات الي تهريب البشر . تفتقت عبقرية بعض النافذين في النظام البائد من عسكريين وأمنيين فربطوا كفاحهم مع (كارتل) القوات المسلحة المصرية ، وظهرت تجارة صادر الانعام واللحوم بين مصر والسودان وكذلك المحصولات الرئيسية مثل السمسم والفول السوداني . عرجوا في تملكهم عبر الشركات الي أراضي السودان فاقتطعوا منها ملايين الافدنة لتزرعها القوات المسلحة المصرية في كفاحها المستميت لإعادة صياغة استعمار أراضي السودان وتغيير الاسم مع بقاء الهدف مرسوما بدقة لتضاف الاراضي الي ما سبق في حلايب وشلاتين. تجربة الضباط الاحرار في مصر نقلت للسودان بفهم متخلف عجز عن مراعاة الفوارق بين البلدين ، النتيجة (درس عصر) طاش سهمه وانقلبت أهدافه لتصب في شركات القوات المسلحة المصرية الغازي الجديد لامتلاك أراضي السودان والتحكم في مياه النيل لحماية مصر (هبة النيل). وتقبلوا أطيب تحياتي