كان لابد ان اتوقف عند الخبر الصاعقة والمرفق بصورة لجنود سودانيين علي خط الحدود بين السودان واثيوبيا ، وتم نشر الخبر في صحيفة "الراكوبة" بتاريخ يوم السبت 9/ يناير الحالي 2021، وجاء تحت عنوان:"إثيوبيا تحشد على الحدود... والجيش السوداني يتحسب لأي هجوم"، وهو بالطبع خبر هام للغاية لم يمر مرور الكرام عند القراء.. لم يكن خبرعادي علي الاطلاق. 2- تضاربت ردود الفعل عند بعض القراء ممن طالعوا خبر "الراكوبة" علقوا عليه، وجاء في احدي التعليقات ان مهما كانت العلاقة كانت العلاقات الاثيوبية السودانية في السابق .. السودان في حالة حرب اليوم مع جارته أثيوبيا, وعلية يجب طرد كل الاثيوبيين الذين يتعاملون مع النظام الاثيوبي الحالي ويوفرون له المعلومات عن قواتنا المسلحة..فهم يشكلون خطرا داهما على الأمن الوطني. وجاء في تعليق ثاني : لا تثقوا في اي خبر مصدره "سبوتنك العربيه"..هذا الموقع المشبوه يسيطر عليه المصريون، ،وكلنا يدرك انه لاخير يأتي من مصر ولا أمل مرجو من المصاروه،..احذروا موقع سبوتنك واخباره المفبركه. 3- وبعيدآ عن ردود الفعل التي صدرت من القراء ايآ كان نوعها سلبية او ايجابية، اطرح سؤال مطروح بشدة في السودان خاصة عند السلطة الحاكمة في الخرطوم وعند القادة العسكريين في القوات المسلحة السودانية : كم هي نسبة احتمال نشوب حرب ضارية بين السودان واثيوبيا، خصوصآ بعد ان أصدرت لجنة الحدود الأثيوبية بيان خطير ضد السودان ونشر في الصحف بتاريخ الجمعة 8/ يناير الحالي 2021، وجاء تحت عنوان "لجنة الحدود الأثيوبية تصدر بيانا يكشف رغبتها في الاستيلاء على الأراضي السودانية"، وفيه: (إن البلدين بذلا جهودا كبيرة لحل مشاكلهما الحدودية سلميا على الرغم من ذلك ، يُذكر أنه بسبب الصداقة القوية بين حكومتي إثيوبيا والسودان ، لم تكن قضية الحدود المشتركة تاريخيًا أكثر من صداقة بين البلدين، وقال إن تحرك السودان في الوقت الراهن لعبور الحدود وتغيير الوضع بقوة على الأرض ينتهك الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين البلدين وهو أمر غير مقبول بموجب القانون الدولي. وزعم البيان أن الجيش السوداني، قتل ، وشرد ، وألحق أضرارًا بالغة بمزارعين إثيوبيين يعيشون على طول الحدود، وقال هذا غير مقبول وهناك ضغوط من قوى خارجية لا تريد الصداقة بين البلدين، يتوجب على الجانب السوداني العمل من أجل حل يتوافق مع الاتفاق السابق بين االبلدين.)?!!. -انتهي – 4- لا احد من السودانيين يتمني ان تندلع حرب مع اثيوبيا ، ولا احد من الاثيوبيين ايضآ يتمني رؤية بلده قد دخل في نزاع مسلح مع السودان، ولكن ايضآ يجب ان نضع في حساباتنا ان السلطة الحاكمة في اديس ابابا لن تسكت ولن ترضي علي استرداد السودان لاراضيه التي خضعت لمدة (26) عام للسيطرة الاثيوبية واقامت عليها مشاريع زراعية كبيرة ومصانع صغيرة، واسكنت عشرات الآلاف من الفلاحين الاثيوبيين ومنحتهم المعدات الزراعية والتركتورات. 5- السلطة الاثيوبية لن ترضي علي الاطلاق ان تقوم بكل سهولة بالاتفاق مع الخرطوم علي التنازل عن اراضي مغتصبة وهي تعلم حق العلم انها سودانية (100%). 6- الحكومة الاثيوبية سوف تقوم بالممطالة عن عمد تحقيق اطول فترة ممكنة في مباحثاتها مع السودان، وقد يتخلل هذه الفترة (كما هي العادة منذ عام 1995) الكثير من المناوشات والاشتباكات المسلحة بين والاخر بهدف الاستنزاف ووضع المنطقة الحدودية في حالة توتر وقلاقل. 7- تاريخ التوتر علي الحدود السودانية الاثيوبية قديمة وليست جديدة او وليدة اليوم، نشبت الازمة في عام 1965 بعد نجاح ثورة اكتوبر السودانية، وفي ظل الديمقراطية التي كانت موجودة وقتها في البلاد، فتح السودان ابوابه لدخول المعارضة الاثيوبية المسلحة التي كانت تعمل ضد نظام الامبرطور/ هيلاسلاسي وقتها، وتدفقت عشرات الآلاف من المعارضين الاثيوبيين والارتريين، واستقروا بصورة خاصة في كسلا والقضارف ليكونوا قريبين من بلدهم، لم يسكت هيلاسلاسي علي انقلاب الخرطوم عليه بعد فترة هدوء وسلام مع نظام 17/ نوفمبر السابق. 8- لجأت المخابرات الاثيوبية في اعوام الستينات الي القيام باعمال تجسسية واسعة داخل الخرطوم وكانت انشطة بكثافة شديدة ودقة متناهية، واستطاعت القيام باغتيالات خفية طالت اكثر من (3) الف معارض اثيوبي وايضآ سودانيين كانوا يؤيدون الحركات المسلحة الاثيوبية. 9- طوال فترة الستينات وقبل قيام جعفر النميري بالانقلاب في 25/ مايو 1969، كانت الحدود السودانية الاثيوبية في حالة عدم استقرار، تبادلت القوات المسلحة من الجانبين تبادل اطلاق النار والهجمات بالمدافع الثقيلة والطائرات، ولا توجد احصائية دقيقة بعدد القتلي السودانيين (المدنيين والعسكريين) الذين ماتوا في معارك الحدود، ولكن حتمآ ان العدد كان كبيرعلي اعتبار ان الحشود العسكرية كانت بعشرات الآلاف. 10- في عام 1995، وبعد انكشاف دور نظام الانقاذ في محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق/ حسني مبارك في اديس ابابا يوم 26/ يونيو 1995، وبعد ان غضبت السلطة الاثيوبية وقتها غضبة عارمة من الخرطوم التي سعت لاغتيال رئيس دولة داخل اراضيها، لم يكن امام الرئيس المخلوع البشير وقتها الا ان ينحني للعاصفة الاثيوبية، ولجأ الي تطبيق سياسة (التحنيس)، والتذلل المهين، والخضوع لكل الطلبات المقدمة من الحكومة الاثيوبية بما فيها السكوت التام علي احتلال للاراضي السودانية (الفشقة)، وعدم الاعتراض بتاتآ علي توطين الفلاحين الاثيوبيين داخل المنطقة المحتلة، رفض البشير ارسال قوات مسلحة الي منطقة الحدود واكتفي فقط بفتح نقاط شرطة!! 11- طوال الفترة من عام 1995 وحتي عام 2019، تعمدت السلطات الاثيوبية ان توسع من الاراضي المحتلة بمساحات واسعة علي حساب الاراضي السودانية، ولم يتجرأ البشير ن وقف هذه الاعتداءات الصارخة علي الاراضي السودانية لان (العين كانت مكسورة)، والجرم الذي وقع في عام 1995 كان اكبر من قدرته علي اصلاحه. 12- طوال الفترة من عام 1995 وحتي عام 2019، تعرض البشير الي اهانات كانت بالغة الحدة والالم الشديد، فقد تعمدت السلطة الحاكمة في اثيوبيا ان تقوم بها عن عمد وعلي الملأ ونشرت هذه المخازي في كبريات الصحف العالمية، ومن منا نحن السودانيين قد نسي فضيحة البشير وهو بالزي المسخرة الاثيوبي الذي اضحك العالم عليه؟!! 13- هذا الخنوع والذل والمهانة التي بدرت من البشير، كانت بمثابة الضوء الاخضر للسلطة الحاكمة في اديس ابابا، ان تتمادي في سيطرتها علي الاراضي السودانية وتتحكم في مصيرها ومصير من فيها دون الالتفات للاعتراضات الضعيفة التي صدرت من القياديين في الخرطوم. 14- اليوم، نجد ان الحكومة الاثيوبية قد اعتراتها الدهشة الشديدة من جرأة الحكومة السودانية في ارسال قواتها المسلحة لاسترداد اراضي (اثيوبية) بحسب مزامعها ، واستغربت اكثر من تغلغل الضباط والجنود السودانيين داخل اراضي الفشقة. 15- يا تري، ماذا تحمل الايام القادمة من مفاجأت في العلاقة السودانية الاثيوبية التي تدهورت ووصلت الي حد الاقتتال؟!!. 16- السلطة في اثيوبيا اليوم ينطبق عليها المثل المعروف:(طارت السكرة..وجاءت الفكرة)، ولا احد يعرف ما هي الافكار التي تدور في رؤوس القادة في اديس ابابا؟!! 17- مرفقات لها علاقة بالمقال: (أ)- ما سر سكوت البشير طوال ثلاثة عقود على تعدي المليشيات الاثيوبية على السودانيين؟!! https://www.sudanpost.info/%D9%85%D8%A7-%D8%B3%D8%B1-%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B9/ (ب)- 130 عاما من النزاع.. أين تتجه أزمة حدود السودان وإثيوبيا؟!! https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1402114-130-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9-%D8%AA%D8%AA%D8%AC%D9%87-%D8%A7%D9%94%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%95%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%9F (ج)- السودان وإثيوبيا.. نزاع حدودي "تاريخي" يهدأ ليشتعل!! https://al-ain.com/article/ethiopia-sudan-10 [email protected]