[ طلَعَتِ الحِراكُ علينا ] — قلبي يُحَدِّثُني عن ربي ، أنَّ درب هذه الصحيفة أخضر ،وأنَّ مقدمَها ميمون .ولو يَصْدُق ظَنِّي ، فإنَّ ; ( الحِرَاك السياسي ) ، التي ستتبرَّج بها المكتبات غداً فجراً ، ستأتي كما ضوء قمرٍ متشرِّد ضلَّ طريقَه وسط الظلمات في غَيَابَةٍِ سحيقة في جُبِّ سحيق . وأنا طفل ، أبوي لو انبسط مني في حاجة ، كان بيجيب لي جرائد من كرمة ، أو الخرطوم .وده لأنو لاحظ إنو أنا بكون مع أقراني بنلعب أو بنعمل في أيِّ حاجة .. فلو جات جريدة طايرة مع الهوا ، بخلِّي أيِّ حاجة وبسُكّ الجريدة لغاية ما أمسكها ، وأقعد أقراها محل مسكتها ، وبعداك بمشي بحتفظ بيها مع حاجاتي :( . زاهر الكندري ، لهُ الرحمة والسلام ، كان في قرارة نفسه يحمل للاسلاميين احتقاراً عظيماً .وكُنَّا بنساهر سوا في الحاج يوسف شارع واحد ، و كان طول الليل يشتم الاسلاميين ، ويحلم بفجر الخلاص ، وبالصباح.لكن الصباح بدري كان بيلقى نفسو مضطر يمشي يشتغل في جرائد الكيزان ، لكي يبقى على قيد الحياة ، ونبقى .وعلى أمل أن في ليلةٍ قادِمة العتمةُ تنجلي ، وجرح البلد يشفى ، وتضحك سما الخرطوم حبيبتنا . البيت كان مستأجرو زاهر ، وكان زاهر يشيل شنطتو ، ويمرق ، برغمه ورغمِ أنفه ، كأنَّما يُسَاقُ إلى الموت .وكُنَّا ننتظر إنو من بنادرنا وحناجرنا ومقابرنا، مِنْ قسا الشاقِينا حَاقِرْنا .. يَمْرُق وطن واعِد جديد. مرَّة جا داخل شايل جريدة اسمها : الشَاهِد السياسي، وقال إنو هي حقة عادل عوض الضابط المسؤول من ملف البعثيين بجهاز الأمن ، وإنو هو, , زاهر, , اشتغل في الجريدة دي كمدير إداري .ف أخدتَ منو الجريدة ومشيت قعدتَ بعيد وقريتها ، وقلتَ ليهو : ستموتُ في شهرين .وفعلاً . عندما أشاهد Emtenan داخلة أو خاشَّة في جريدة اليوم التالي ، كنتَ بحس إنو قلبي سقط في جوفي ، لأنو ده ما محلَّها مهما اتوفَّر ليها هامش حرية في إنها تكتب ما تريد ولا تكتب ما لا تريد ، لكن مضطرة تشتغل يعني ، زيَّها وزي بقية خلايق الله. في أو حوالي 16 سبتمبر 2020م . صدر العدد الأوَّل من جريدة الديمقراطي .وبعد الاطلاع عليها كتبتُ : ستموتُ في أسبُوعَيْن، إذا مضت في خط عددها الأوَّل .وكانَ في العدد لقاء مع الصادق المهدي ، وكانَ ذلك في تقديري انتحاراً، على بَيِّنة أنَّ المزاج العام كانَ رافضاً للصادق ، وكانت القلوبُ كَرِهتْه والنفوس عافَتْه .لكن سرعان ما استدركوا هذه السقطة فنهضوا ، ومضوا .وما كُل جَرِح بيعَلِّمك أسف السقوط . تمنِّياتي صادِقة ومن القلب ، للحِراك بالتوفيق .وتوقَّعاتي أنَّها ستتخَيَّر من المسالك، الطريق الدُغْري وعديل ، فإن صَدَقَ ظَنِّي ، فلتعلم أنَّ هذا الطريق مسدولٌ عليهِ بالكفن ، ومسدودٌ عليه بالحنوط ، فَلْتَرْكِز لِلبجيبها الريح .