تُنسَب الي ابن خلدون مقولة شهيرة يقول فيها: لو خيّروني بين زوال الطغاة أو زوال العبيد، لاخترت بلا تردّد زوال العبيد، لأنّ العبيد يصنعون الطواغيت ولا يبنون الاوطان، وانا أقول انه ربما كان ابن خلدون قاسيا بعض الشيء في كراهيته لعبيد زمانه، فاولئك كانوا مغلوبين على أمرهم ويعانون اوضاعا مأساوية مرتبطة بتلك الحقبة الكالحة السواد. حسب موسوعة ويكيبيديا، العبودية تعني حالة (امتلاك إنسان لإنسان آخر) حيث يُطلق على المالك اسم (السَّيِّد) وعلى المملوك اسم (العَبْد)، وعملاً بمبدأ هذا التعريف يسهل الجزم بان العبد هو من لا يملك أمره، ولا يستطيع التقرير في شئونه الخاصة بدون اذن سيده وبالتالي لا يملك مصير حياته في هذه الدنيا. تخيل معي عزيزي القارئ .. !!؟ ماذا كان سيكون رأي ابن خلدون لو خيّروه ليدلي بدلوه مرةً أخرى في عبيد زماننا هذا؟ الذين لا تملك "ويكيبيديا" ولا غيرها تعريفا دقيقا لهم ويتوهمون بانهم أحرار وهم في حقيقية الأمر مملوكين لاولياء نعمتهم وقد وهبوا انفسهم طواعية ليكونوا ادوات للبطش والغدر والتنكيل، ينفذون جميع المهام القذرة مقابل (فتات موائد الاسياد وحفنة من الجنيهات).. أو شيء من هذا القبيل، والحق يقال "عبيد العصر" هم أكثر الكائنات تفاهة (ويفوقون سوء الظن العريض )، ولا مجال اطلاقا لمقارنتهم بعبيد العصور المظلمة المقهورين من البشر والتاريخ. أن عبيد عصرنا الحالي تجدهم ينتشرون في جميع المؤسسات والمرافق الرسمية وغير الرسمية للدولة، مفسدين بالتملق والتطبيل الاعمى كل ما هو جميل طالته ألسنتهم اللاعقة لأحذية الحكام والأباطرة والمسئولين وأياديهم القذرة التي تمتد لكل شيء مضيفةً عليه توابل الفساد. نعم .. يفسدون كل شيء بأحترافية تفوق قدرات الشيطان نفسه في صنع الشر ونصب المكائد، وهذا فقط كي تسمو قامة أسيادهم وتسود سلطتهم وسطوتهم .. ما أكثرهم وما أكثر الطواغيت في بلادنا. إن حلول سلام حقيقي دائم الذي نتمناه لانفسنا ولبلادنا يحتم على كل حر أن يحمل على عاتقه عبء المواجهة مع هؤلاء العبيد وتعريتهم بكل الوسائل الممكنة التي لا تفضي الي قيام عنف، ففي ازاحتهم عن المشهد راحة للجميع وعافية لوطنا الممكون, فضلا من ان الجنيهات التي تنفق على شرائح هؤلاء مقابل خدماتهم السيئة كافية للمساهمة في البناء والتعمير والتحرير، فهل يسمعني أحد يا سادة..؟ ارجوكم أبعدوا عنا العبيد. وألقاكم