يواجه سكان أحياء العُشرة والنُزهة وجبرة والكلاكلة ويثرب بجنوبالخرطوم، أزمة حادة في مياه الشرب أجبرتهم على الاستعانة بالشاحنات "التانكر"، ويشكو السكان من عدم تحرك حاكم الولاية أيمن نمر، لإصلاح هذه الخدمة الضرورية. وذكر إبراهيم يوسف (38) عامًا من حي جبرة شمال، في حديث ل"الترا سودان"، أن قطوعات المياه تبدأ عادة في هذا الوقت من كل عام، تحديدًا في فصل الصيف نفقد هذه الخدمة، وعندما نشكو الأزمة عبر الخط الساخن التابع لهيئة مياه ولاية الخرطوم لا نجد الرد. وأردف يوسف: "قررت الذهاب للإقامة مؤقتًا مع عائلتي الكبيرة شرق العاصمة، لأننا لا نملك أي حل لتوفير المياه، ولا يمكنني أن أشتريها من الشاحنات بقيمة (3) آلاف جنيه يوميًا". وتأثر الشارع الرئيسي في جبرة جنوب والذي يضم محلات تجارية ومعارض ومطاعم وعيادات خاصة؛ بأزمة المياه التي دخلت شهرها الثاني دون أي حلول حكومية بحسب سكان المنطقة. وارتفع الطلب على المياه التي تجلبها العربات التقليدية "الكارو" في مناطق جبرة ويثرب والكلاكلة والعشرة، بينما يضطر ملاك السيارات للذهاب إلى الأحياء المجاورة للتزود بالمياه وتخزينها في المنازل. وتغذي منطقة جبرة جنوب وشرقها وغربها آبار أنشئت للتغلب على ضعف الخط الناقل للمياه في السنوات الأخيرة بحسب هيئة مياه ولاية الخرطوم، التي أشارت إلى أن حل اللجوء إلى حفر الآبار كان نتيجة لنقص إمداد المياه من خط جبل أولياء. وقال إبراهيم يوسف، إن سكان الحي استنجدوا بحكومة ولاية الخرطوم، وهيئة المياه، وحتى مجلس الوزراء لحل مشكلة المياه، لكن الأزمة لم تجد الاستجابة اللازمة، مشيرًا إلى أن هيئة مياه ولاية الخرطوم لا تكترث بتوقف الخدمة. من جهته قال عمر كمال وهو أحد سكان حي جبرة ل"الترا سودان"، إنه يضطر للسهر طوال الليل في انتظار المياه حتى يتمكن من تعبئة وتخزين المياه في المنزل. وأضاف: "عليك أن تختار، إما النوم ليلًا وعدم تخزين المياه، أو السهر حتى الصباح، وتخزين الخدمة التي تتوفر في الساعات الأخيرة من الليل. إن هذا عمل مرهق للغاية، أن تخرج إلى عملك، وأنت لم تنل قسطًا كافيًا من النوم"، يقول كمال. أزمة المياه شملت منطقة الكلاكلة شرق أيضًا، ويعاني السكان في هذه المنطقة الواقعة جنوبي العاصمة من شح الإمداد منذ شهر رغم الاحتجاجات الشعبية وإغلاق الطرق لممارسة الضغوط على محلية جبل أولياء وحاكم الخرطوم. وتؤكد أماني حسين (32)، وهي موظفة تقطن بالكلاكلة شرق، في إفادتها ل"الترا سودان"، أن عائلتها تضطر لشراء اثنين "برميل" من المياه يوميًا من العربات التقليدية "الكارو"، بقيمة (500) جنيه. وأضافت حسين: "إذا لم نشترِ المياه يوميًا؛ لا يمكن أن نحصل عليها من أي مرفق لأن الحي بأكمله يعاني من شح الإمداد والمحلية لا تملك إجابات. حتى مكتب المختص بالخدمة لا يكترث بالأزمة، أما حاكم الولاية أيمن نمر، فلا يملك إجابات لأننا لا نجده لنطرح عليه الأسئلة والشكاوى، و نشعر بالخذلان من حكومة الولاية التي جاءت نتيجة ثورة شعبية" وفي ظل شح المياه، يخشى عثمان حسن (36) عامًا، وهو من سكان حي يثرب جنوبالخرطوم القريب من أحياء جبرة -يخشى من تأثير ذلك على تفشي فيروس كورونا، لأن التعقيم وغسيل الأيدي يحتاج إلى المياه. وشدد عثمان حسن على أن خدمة المياه ضرورية لأنها هي الحياة، وقال: "المؤسف أن حكومة الولاية لا تقدم إجابات أو حتى وعود لأنها لا تكترث للأزمة. لا أدري ماذا يفعلون في مكاتبهم إذا لم يوفروا المياه". وتابع: "نريد شيئًا واحدًا؛ أن يجرب حاكم الولاية أيمن نمر، قطوعات المياه في منزله".