قبل أسابيع دعت دول الترويكا الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا والنرويج الفصائل غير المشاركة في محادثات السلام السودانية إلى الانخراط في العملية السلمية لوضع حد للنزاعات في البلاد، فيما كشف رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، عن مباحثات مع رئيس الحركة الشعبية شمال، عبدالعزيز ادم الحلو، حول مسار عملية السلام، في ذات الوقت أشاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بالدور الذي تلعبه دول الترويكا في تعزيز السلام والاستقرار في السودان. اثناء اللقاء في القصر الرئاسي، ثمن أعضاء المجموعة التي كانت تضم المبعوث الأمريكي دونالد بوث ومبعوث المملكة المتحدة بوب فرويدز والمبعوث النرويجي اندريه ستانسن الجهود التي تبذلها المجموعة لدعم الفترة الانتقالية، ودول الإيقاد بشأن سلام السودان، بينما يعتقد مراقبون ان دول الترويكا شكلت حضورا بارزا في مفاوضات جوبا، وتحفيز عمليات السلام ولعبت دور كبير جدا في الاتفاقات التي تمت في السابق، وعندها تنسيق مع المنظمات الاقليمية وشبه الاقليمية في أفريقيا، بما في ذلك الحوافز التي يمكن أن تقدم للحركات، يكون في تشجيع على الدخول في عمليات السلام، والقضايا السياسية والاقتصادية، عندما يحقق نوع من الاستقرار في المناطق التي تشهد نزاع، هذه الدول تقدم حوافز اقتصادية للأقاليم التي يتحقق فيها السلام، وهذا يتم ربطه بالبند السادس اللجان الاممية الفنية المنوط بها رعاية السلام والانتقال الديمقراطي في السودان، وهذا شكل من المحفزات، ولا تكون هناك ممارسة للضغوط بشكل واضح. يوضح المهتمين أن إلى أن الدور الخليجي والمصري، انه دور لا يخدم مصالح السودان، بقدر ما أنه يخدم مصالحهم في الإقليم، ودور المحور الإقليمي لها تأثير على الترويكا، بل الترويكا لها تأثير عليها، وقضية السلام الشامل لابد أن تتحقق في السودان، من أجل الانتقال الديمقراطي والتنمية والإنسان السوداني، واطراف اخرى تتهم دول الترويكا بأنها المهندس الرئيسي لقوى الهبوط الناعم، ولديها اهتمام كبير بالسودان، تسعى إلى تحقيق اتفاق سلام، وبدأت الخطوات مع النظام السابق برفع العقوبات الاقتصادية، بغرض تحقيقه، أما فيما يتعلق بالتأثير الخليجي انه القي بظلاله على القرن الافريقي بأكمله، ان دولة الامارات العربية المتحدة لها مصالح واستثمارات في إثيوبيا، وفي نفس الوقت هي جزء من دول المحور، في ظل تشابك الملفات، يمكن للترويكا الضغط على الأطراف أن تقبل بأي اتفاق يمهد لها البناء على الأرض، وتساهم في دعم السودان لوجستيا وفنيا فيما يتعلق بتنفيذ توقيع اتفاقية السلام مع الحركات. الترويكا الضامن الرئيسي للاتفاق يضيف دكتور محمد زكريا فرج الله مقرر المجلس المركزي للجبهة الثورية أن دول الترويكا من مجموعة أصدقاء السودان، وشكلت حضورا بارزا في مفاوضات جوبا وجلساتها المتعددة، وفي فترة التوقيع كانت شاهدا على اتفاق سلام جوبا، وايضا الضامن الرئيسي، يقول محمد ل(شوارع) معلوم أن اتفاقيات السلام حينما تكون مشهودة بواسطة الأطراف الدولية، هذا الأمر يوفر إمكانية من خلال التقارير التي تراقب الاتفاق، وان العالم اصبح قرية صغيرة والسلم والأمن العالميين يهم المجتمع الدولي، ويؤكد أن مثل هذه التقارير ترسل اشارات ايجابية للفاعلين في المؤسسات الدولية، وأن المحصلة النهائية في هذه العملية في توفير الدعم في اتفاق السلام، وكذلك رعاية المشروعات الكبرى المتعلقة بإعادة الإعمار وقضايا العدالة الانتقالية، وإعمار ما دمرته الحرب، يؤكد ان المجتمع الدولي كشاهد يمكن ان ييسر، ويقدم كثير من الحلول، في حال تعقدت الأمور بين الأطراف الموقعة على الاتفاق، بمد هذه الأطراف بالمقترحات والآراء الوسطية التي تكون عادة في مثل هذه الحالات مقبولة من كل الأطراف، وهذا الدور مساند وداعم لدور وساطة جنوب السودان، وانه دور لم ينتهي بتوقيع الاتفاق، وإنما دور يمتد إلى ما بعده. الترويكا لها تأثير على دول المحور الإقليمي تماضر الطيب المحاضرة بمركز الدراسات الدبلوماسية في جامعة تقول ل(شوارع) أن دول الترويكا معروف عنها ان تقوم بدور الرقابة في مفاوضات السلام، وتحفيز عمليات السلام ولعبت دور كبير جدا في الاتفاقات التي تمت في السابق، وعندها تنسيق مع المنظمات الاقليمية وشبه الاقليمية في افريقيا، ودائما دورها يتماشي مع الإيغاد في مسائل السعي الى السلام وتحقيقها، وتضيف ما يمكن أن تقدمه دول الترويكا أن تلعب الدور الذي يقدمه المجتمع الدولي بصورة عامة وتطوير ملفات حقوق الإنسان، ودائما تكون الحوافز التي تقدمها تلك الدول هي شكل من أشكال المساعدات الإنسانية وتحسين علاقات، وتضمن للدول أن يكون هناك علاقات طيبة وطيدة، تتعلق بالوزن الدولي لهذه الدول الكبري. رعاية السلام والانتقال الديمقراطي وتضيف تماضر هذه الدول، في أروقة المنظمات الاقليمية والدولية بالذات في الأممالمتحدة تقدم الحوافز، بما في ذلك الحوافز التي يمكن أن تقدم للحركات، يكون في تشجيع على الدخول في عمليات السلام، والقضايا السياسية والاقتصادية، عندما يحقق نوع من الاستقرار في المناطق التي تشهد نزاع، هذه الدول تقدم حوافز اقتصادية للأقاليم التي يتحقق فيها السلام، وهذا يتم ربطه بالبند السادس اللجان الاممية الفنية المنوط بها رعاية السلام والانتقال الديمقراطي في السودان، وهذا شكل من المحفزات، ولا تكون هناك ممارسة للضغوط بشكل واضح، كي تدفع المفاوضات تبتعد عن أي شكل من أشكال، حتي يكون هناك نجاح، ودائما تستخدم الجانب التحفيزي الذي يكون فيه شروط اقتصادية أكثر، وطرح استثمارات في المستقبل في حال تحقيق السلام. الدور الإقليمي ليس في صالح السودان تشير تماضر إلى أن الدور الخليجي والمصري، انه دور لا يخدم مصالح السودان، بقدر ما أنه يخدم مصالحهم في الإقليم، ودائما هذا الدور مرفوض من الداخل السوداني، وينظر إليه حتى من جانب الحركات المسلحة إنه دور يكرس لشمولية أكثر ما يكرس للانتقال الديمقراطي، والترويكا جزء من المجتمع الدولي وتسعى إلى عملية سلام شامل، ودول الاقليم نفسها اذا كانت تلعب دور محوري، لا تستطيع أن تلعب الدور العالمي، وهذه الدول الاقليمية ليست لها اليد والوزن الذي يجعلها تقوم بنفس دور المجتمع الدولي، وهم يحموا مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وهم أنفسهم لا يستطيعون حماية أنفسهم، سواء كان في مصر والسعودية والإمارات. الترويكا عصية على التركيع توضح تماضر أن الترويكا عصية على الإمارات أن تؤثر عليها بأي حال من الأحوال، بالتالي حركات الكفاح المسلح التي لم تتوصل لعملية التفاوض حول السلام، تجد نفسها في المستقبل القريب ليس لها أي خيار سوى الانضمام، وتتوقع أن تتجاوز حركة عبدالعزيز ادم الحلو الخلافات مع الحكومة الانتقالية، وتلتحق بالسلام، وحتى عبدالواحد محمد نور في الخارج سوف ينضم، وعلى الحكومة احتواء كل الحركات لتحقيق سلام شامل، وتقدم تنازلات، على سبيل المثال، مسألة الدين والدولة، تم الاتفاق عليها، ولا تعتقد أن دور المحور الإقليمي لها تأثير على الترويكا، بل الترويكا لها تأثير عليها، وقضية السلام الشامل لابد أن تتحقق في السودان، من أجل الانتقال الديمقراطي والتنمية والإنسان السوداني. المساهمة في رفع العقوبات الاقتصادية يوضح جمال كوكو المحاضر بجامعة الدلنج أن دول الترويكا هي المهندس الرئيسي لقوى الهبوط الناعم، ولديها اهتمام كبير بالسودان، تسعى إلى تحقيق اتفاق سلام، وبدأت الخطوات مع النظام السابق برفع العقوبات الاقتصادية، بغرض تحقيقه، حتى تستغل الفرص الموجودة في السودان، ومن ثم تحقيق مصالحها في القرن الأفريقي، يقول جمال ل(شوارع) إن الاهتمام المتزايد ودول القرن الأفريقي والسودان تحديدا، بسبب النفوذ الروسي في البحر الأحمر وقطاع التعدين في السودان ودول الساحل تشاد والنيجر ومالي وموريتانيا، أصبح للروس نفوذ في هذه المنطقة، وحتى ليبيا، ويوضح ان الهشاشة الامنية جلبت الكثير من المشاكل للدول الأوروبية فيما يتعلق بالهجرة والاتجار بالبشر ونشاط الجماعات الإرهابية، واستغلال البترول والمعادن، واشياء كثيرة لديهم مصالح فيها، وان السودان يمثل منطقة مهمة لهذه الدول، اما امريكا لديها اهتمام كبير جدا، فيما يتعلق بالنفوذ الروسي، وازدياد الجماعات الارهابية، حتي لا يصبح أو سوريا أخرى، لذلك تبذل جهدا لكي يستقر السودان، ويؤكد ان هذه الدول لها تأثير على الحركات المسلحة للتوقيع على اتفاق سلام جوبا، وساهمت في الدعم اللوجستي والفني باستضافة جنوب السودان هذه المفاوضات بين حكومة السودان وحركات الكفاح المسلح، وأن استقرار السودان الكبير يعني جنوب السودان، ويكشف من الحوافز التي قدمت، دعم سلام جوبا، وتأكدت ايضا ان الاتفاق بدون حركتي عبدالعزيز ادم الحلو وعبدالواحد محمد نور لن يكون شاملا، لذلك تسعي السلام عن طريق المبادرات المحلية فيما يتعلق بالسلام على الأرض. الرفض المصري للاتحاد الافريقي يضيف جمال ان هذه الدول لها المقدرة على قطع الدعم والسند السياسي واللوجستي الذي تقدمه للسودان، والحركات جزء من السلطة، وفي ظل التماطل يمكنها قطع هذا السند، أما فيما يتعلق بالتأثير الخليجي انه القي بظلاله على القرن الافريقي بأكمله، ان دولة الامارات العربية المتحدة لها مصالح واستثمارات في إثيوبيا، وفي نفس الوقت هي جزء من دول المحور مع مصر والمملكة العربية السعودية، لها مطامع في كل الموانئ، بما فيها شرق السودان، وعدن في اليمن، والصومال وجيبوتي، للحفاظ على مصالحها في البحر الأحمر، وكذلك مصر فيما يتعلق بقضية سد النهضة، وفي نهاية عهد الرئيس السابق دونالد ترامب رعت اتفاق بين دول الثلاثة، لكن إثيوبيا رفضته لتعارضه مع مصالحها، لذلك تسعى لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية فيما يتعلق بالتنمية في الزراعة والامداد الكهربائي، وهذا يصطدم مع مصر، وهي حليف استراتيجي للترويكا، يمكن لها أن تقوم بدور التسهيل، ولكن إثيوبيا ترفض تدويل القضية، وتفضل ان يقود الاتحاد الافريقي هذه القضية، والمصريون يرفضون الاتحاد الافريقي باعتبار إثيوبيا لها تأثير فيه، يشير جمال إلى أن الوضع غير مفهوم و متشابك، ومعقد فيما يتعلق بتأثير دول الترويكا على التوتر بينها وكذلك التأثير على الحركات لتوقيع السلام . تشابك الملفات يوضح جمال في ظل تشابك الملفات، يمكن للترويكا الضغط على الأطراف أن تقبل بأي اتفاق يمهد لها البناء على الأرض، وتساهم في دعم السودان لوجستيا وفنيا فيما يتعلق بتنفيذ توقيع اتفاقية السلام مع الحركات، لكن هذا لا يعني استقرار السودان، وينصح النزول بثقلها على الأرض، وأمريكا ضغطت بأبعاد قاعدة فلامينغو الروسية في البحر الأحمر، واجبروا إدارة السودان أن تتراجع عن هذا الاتفاق السوداني- الروسي الذي أبرم في عهد النظام السابق، وهذا يلقي بظلاله على السودان، أن دول الترويكا يمكنها سحب دعمها، ولها أيضا تأثير علي الحركات الرافضة للسلام، خاصة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، باعتبار الولاياتالمتحدةالأمريكية من الرعاة الأساسيين، ويمكن أن تؤثر على حركة عبدالعزيز ليس للتوقيع عليه السلام، والاوروبيين يمكن أن يؤثروا علي عبدالواحد محمد نور، قد يكون ايجابي او سلبي، وحكومة جنوب السودان يمكن ان تضغط علي الحلو في قضية السلام. الدول لها رأي سياسي موحد في ذات السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي فتحي حسن عثمان ل(شوارع) أن دول الترويكا الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا والنرويج لها رأي سياسي موحد تجاه قضية السلام في السودان، وبطبيعة الحال لها مصالحها في السودان، كما أن للسودان مصالح مشتركة مع هذه الدول لذلك تواصل دور دول الترويكا منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل فى السودان التي عرفت باتفاقية نيفاشا في العام 2005 وفي العام 2020 عند توقيع اتفاقية السلام في جوبا كانت دول الترويكا حضور وشهود على ذلك الاتفاق، يضيف فتحي حيث وقعت لاحقا على وثائق ذلك الاتفاق باعتبارهم شهود ويسعون مع حكومة الفترة الانتقالية لدعم تطبيق كافة بنوده وبالفعل لهذه الدول بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية تأثير قوي وفعال جدا علي جميع الفاعلين في المشهد السياسي السوداني إجمالا، والحركات المسلحة جزء من هؤلاء الفاعلين والضغوط التي تمت ممارستها بصورة سرية هي إيقاف الحرب في دارفور والمنطقتين تم ذلك بأمر هؤلاء، يشير فتحي إلى أن الآن ليس هنآك نظام شمولي قائم أو موجود، فليس هناك مسوغ موضوعي لحمل السلاح والاحتجاجات المسلحة. العمل السياسي السلمي يؤكد فتحي الساحة السودانية مفتوحة للعمل السياسي بالوسائل السلمية المدنية، وهذا اكبر ضغط تواجهها الحركات المسلحة التي لم توقع على أي اتفاق سلام مع حكومة الفترة الانتقالية عوضا عن الحديث أو الإشارة إلى ضغوط الترويكا والحديث عن تأثير الدور المصري والخليجي على السودان في ظل الفترة الانتقالية فيه مزايدة سياسية عمل اليسار السوداني، وبعض الأحزاب العروبية الصغيرة على تضخيمها في الوثيقة الدستورية تتحدث عن علاقات خارجية للسودان متوازنة دون تبعية أو محورية لذلك فالتاثير الذي يمكن التعويل عليه هو وجود الإرادة السياسية لدى مكونات حكومة الفترة الانتقالية، بشقيها المدني والعسكري، فلو توفرت تلك الإرادة السياسية فيمكن أن يلتحق الجميع بركب السلام.