ويكون إنو يجيك مخلوق كده، لمَّا تعاين ليهو، تَشُك إنو طلع من بطن أُمُّو بباب الخروج العادي، وما بتُشُك لحظة إنو ربَّنا لمَّا اشتغلو كان في مزاج سيئ وزهجان جداً، وبتعرف مباشرةً إنو الله لا يمكن يكون صلَّى عليهو يوم أو سَلَّم. المخلوق ده عشانو هُوَّ ولأجل قضاياه في المكان الأوَّل، الناس قامت بإحدى الثورات الكُبرى في التاريخ وبتخطيط كامل وقيادة مسئولة من كنداكات وشفَّاتة شمال البلاد والوسط. ولولاهم أو من دونهم ما كان ممكن أبداً تقوم الثورة. ويجيك بكل بجاحة وبلاهة الدنيا كلها، ويقول ليك : ( الشريت النيلي) :( وهكذا، ويَكُونُ أَلَّا يُدُلُّنا على موتِ ثورتِنا المجيدة إلَّا دابَّةُ الأرضِ أكلت مِنْسَأَتَها حتى انهارت من قواعدِها، وسقطت الأقنعة، ورُفِعَ عَنَّا الغطاءُ فإذا الأبصارُ حديد. وإذا الأحلامُ والآلامُ والآمال تشَظَّت في العدم، وتلاشت بخَيْرِها إن كانَ بها خَيْر، وبِشَرِّها والغالِب عليها الشر، حتى لم يَبْقَ أمامَنا من سبيلٍ إلَّا أن ننشُدَ بعضَ العزاء في الهَم والأسى، أو نلتمس شيئاً من السلوى في الحزن النبيل. بإمكاني، وفي المُكْنة أن أتصوَّر حروباً أهلية تنشب هُنا وتندلع هناك، لكن ثورة أُخْرَى على مثال ثورة ديسمبر الكُبْرى فهذا ما لا يتشكَّل في خيالي، ولا تُمَرِّرُه مساراتُ فِكْري، ولا أتصوَّرُه أبداً على المدى المنظور. وهكذا، حَدَّثَنِي فجراً، قلبي عن رَبِّي.