*/ الأمة والمؤتمر السوداني والاتحادي داخل الحاضنة الجديدة */ مناوي اشترط بعض الاشتراطات وسينضم قريباً للهيئة الجديدة
يشهد الوضع الآن سيولة سياسية رغم مرور عامين على حكومة الثورة التي وجدت صعوبات بالغة في تحقيق الأهداف التي خرج من أجلها الشعب السوداني وأسقط النظام البائد، فالضبابية لا زالت تخيم على المشهد السياسي والاقتصادي وأدت للكثير من التعقيدات ذات الأثر المباشر على حياة الناس، في وقت خرجت فيه الكثير من المبادرات لإخراج الانتقالية من هذه التحديات. وفي هذا الإطار التقت ( اليوم التالي) برئيس حزب الأمة القومي اللواء فضل الله برمة ناصر، بحثت معه كيفية معالجة هذه التعقيدات ودور الحزب حيال القضايا الراهنة، وما يجري من حديث حول المصالحة الوطنية وكانت هذه الإفادات التي لا شك توضح رؤية (الأمة) حول هذه القضايا، فإلى نص الحوار:- حوار : عبدالله عبدالرحيم – تصوير بدرالدين يونس * رغم مضي عامين على الحكومة الانتقالية؛ إلا أن التعقيدات السياسية والاقتصادية لا زالت تتسيد المشهد؟ حقيقة.. رغم مرور سنتين لهذه الثورة العظيمة ورغم التطلعات للشباب الذي فجر هذه الثورة العظيمة؛ إلا أن السودان لا زال يعاني الكثير، وأقول إن الوضع الآن خانق، اقتصادياً وآثاره على الخدمات ومعيشة الناس في موضوع الكهرباء والمواصلات والعملة ، وبصفة عامة ما زال هناك تحديات كثيرة مواجهة للفترة الانتقالية. وهذه التحديات أقرها كل من يهتم بالشأن السوداني، ونحن في حزب الأمة أعلنا مبادرتنا للعقد الاجتماعي خلال حياة الإمام؛ وضحنا فيها كل السلبيات التي تواجه البلاد والتحديات ووضعنا العلاج لذلك، وطالبنا بتنفيذ المؤتمر التأسيسي لمعالجة هذه القضايا بالإضافة لمبادرة رئيس الوزراء التي حدد فيها كل الضعف. لابد من أن نعترف بأن الفترة الانتقالية الآن تواجه تحديات؛ لكن أيضاً لابد من أن نقر بأن الفترة الانتقالية ليست كلها سلبيات وإنما هناك إيجابيات؛ منها الحرية، وإزالة السودان من القائمة السوداء وإعفاء الديون الدولية بالإضافة لسلام جزئي تم توقيعه رغم ما يشهده منبر جوبا من تعقيدات الانقلاب الذي حدث في صفوف الشعبية والإطاحة بالحلو. * تعقيدات الانتقالية دوماً يشار بها للدولة العميقة؟ نعم.. هذه حقيقة.. فالورثة المثقلة التي ورثناها من النظام السابق الذي دمر كل شيء، الأخلاق والإنسان السوداني، وانهيار الاقتصاد وقضايا الأمن والعزلة الدولية، كل هذه كفيلة بأن تدمر بلداً وسبب إعاقة للحكومة الانتقالية. * مبادرة الحزب وضعت إطاراً لهذه التحديات.. لكنها لم تجد الإجماع داخل قحت ؟ كنت مكلفاً بالاتصال بالقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقانونيين والعسكريين، وكلهم أشاد بها لكن لماذا لم تنفذ؛ لأنه وللمؤسف أن التنافس السياسي هو العقبة، وصار الناس لا ينظرون للمصلحة الوطنية العامة وإنما للمصالح الحزبية والذاتية وهي التي عوقت هذه المبادرة. رغم أن المبادرة و وضعت الحلول وأرجعت كل شيء للمؤتمر الدستوري الذي يعالج كل القضايا . وما زلنا نعاني من هذه السياسات. * التباينات في (قحت) و الانشطار.. هل هو نتاج هذه المبادرة؛ وبالتالي عطلت الانتقالية من تحقيق أهداف الثورة؟ الحرية والتغيير كتنظيم جامع للقوى السياسية هو ما كنا نهدف لتحقيقه، وهو جمعه الصف الوطني والوفاق الوطني، حيث كنا نواجه النظام البائد وهدفنا وقتها جمع القوى السياسية لمواجهة النظام وعن طريقه أسقطناه بجمع الكلمة وتوحيد القوى السياسية، أقر بأنه كانت هناك خلافات في المجلس المركزي للحرية و التغيير، رغم الالتفاف الكبير حوله، وهنا جاءت المطامع الشخصية والحزبية والسبب لأننا لم نكون الهيكل للمجلس المركزي المناسب لإدارة الفترة الانتقالية. فلا يمكن لثمانية وستين شخصاً من المكونات أن يشكلوا قيادة، وكان اقترحنا أن نكون قيادة مصغرة ومجلس تنفيذي وبرنامج لتنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وهذا هو السبب الذي دفعنا لتجميد نشاطنا في المجلس المركزي للحرية و التغيير ولحق بنا أخواننا الشيوعيين. و هل رفعتم تجميدكم الآن، وماذا عن التحالف الأخير(الحاضنة)؟ نحن رفعنا تجميدنا بعد اجتماعاتنا الأخيرة التي أنتجت الاتفاق الثلاثي الذي ضم الحرية و التغيير والكفاح المسلح وحزب الأمة. وبدايتنا لفك التجميد كان حل المجلس المركزي وتكوين مجلس مركزي جديد وحددنا له بأن تكون هناك هيئة مركزية ومجلس مركزي يشكل البرلمان وقيادة تتكون من (17) شخصاً. وما كنا نصبوا إليه تم تحقيقه، وعدنا للحرية والتغيير عبر هذا التحالف الذي وضع الأمور في نصابها. مخرجات الاجتماع الثلاثي هل تم تنفيذها ؟ الاجتماع كون لجنة ووضعت برنامجاً كاملاً وقامت بهيكلة جديدة في الهيئة المركزية. وهل تمت الهيكلة؟ نعم.. تم اختيار هناك خمسة من كل إقليم لتمثل كل السودانيين ومنظمات المجتمع المدني والحركات المسلحة وبقية المنظمات داخل الهيئة المركزية، التي يكون منها مجلس مركزي. الآن الباب مفتوح لكل القوى السياسية المختلفة التي شاركت في إسقاط النظام البائد، للانضمام لهذه الهيئة لتوحيد الصف السوداني والوفاق الوطني. من يؤيد هذه الهيئة الجديدة من القوى السياسية ؟ كل القوى السياسية، الاتحاديين بفصائلهم والمؤتمر السوداني و حزب البعث ، غير أن مناوي له طلبات؛ ولكنه سيأتي. ما هي اشتراطات مناوي، للانخراط في هذه الحاضنة الجديدة؟ له رؤيا في بعض القضايا ونحن سوف ندرسها ونسعى للم الجميع وتوحيد كل الناس والباب مفتوح لكل أبناء الوطن . وهذه الهيئة هي المخرج لمواجهة التحديات. هل وافق الشيوعي وأبدى رغبته في الانضمام؟ اتصلنا به والباب مفتوح وفي أي وقت سنرحب به، فالمبادرة هذه تضم كل من هو ضد إسقاط النظام ولكن الشيوعي ينادي بإسقاط النظام والذين ينادون بإسقاط النظام هم النظام السابق، وأخواننا الشيوعيين يريدون الانضمام لهم والأجدر أن يأتوا إلينا لنصلح هذا النظام؛ بدلاً من إسقاطه، فهو مولودنا الشرعي ولا يمكن أن نلقيه في ثلة المهملات. * اللجوء للمحاصصة في تشكيل الحكومة الانتقالية دون الكفاءة وجد الكثير من الانتقاد والرفض؟ نحن في حزب الأمة منذ البداية اتفقنا مع إخوانا في القوى السياسية المختلفة والقوى المدنية، وقلنا يجب أن لا نشارك في الحكومة الانتقالية وأن نفرغ أنفسنا لتأسيس أحزاب قادرة على ممارسة العمل الديمقراطي بحرية. واتفقنا أن نترك الفترة الانتقالية للتكنوقراط وأصحاب الخبرات والمؤهلين، وحبذنا الذين ليس لهم لون سياسي. لكنه لم يوف الآخرون بهذا الاتفاق غير حزب الأمة. * ولكنكم عدتم وشارك الحزب في الحكومة بوزراء وولاة وفي كل اللجان؟ نعم شاركنا، لأننا شعرنا أن الوضع قد انهار ومشاركتنا لإنقاذه، وقلنا لابد من أن (نشيل الشيلة ) مع الآخرين، ونؤكد أننا في البداية اتفقنا أن نترك الأمر لأصحاب الكفاءات فقط وأن نعمل جميعاً لأجل الممارسة السياسية في فترة الانتخابات والاستعداد لها عبر تجهيز أحزابنا ، ولكن خذلتنا القوى السياسية وشاركت جميعها. * قوى الحرية والتغيير تقول إن الأمة ظل يطالب بالكثير من الوزارات والمقاعد، وهذا عكس ما تقوله عن المشاركة؟ هذه كلمة حق أريد بها باطل، نحن على قناعة أن الفترة الانتقالية ليست للمحاصصة، وإنما هي فترة المهام المشتركة للأحزاب السياسية، وافرض إذا أعطوا حزب الأمة (100) مقعد في التشريعي من (300) مقعد هل يستطيع الحزب تمرير قراراته؟، نحن لا نريد المقاعد وإنما نريد التحالف مع الآخرين لأن الحزب لوحده لا يستطيع تمرير القرارات وإنما عبر التحالف مع الآخرين . ومبدأ العدالة يقتضي أن يكون هناك تمييز وتوزيع عادل بين القوى السياسية، فالثورة انتجناها كلنا ويجب أن نحرسها كلنا. * هل هذه هي الأسباب التي أدت لعدم تشكيل المجلس التشريعي؟ عدم الوفاق على توزيع مقاعد المجلس التشريعي بعدالة هي السبب. نحن في حزب الأمة لا نجري خلف من يحكم السودان وإنما نسعى لكيف يحكم، ولكن كما يقول الناس (الكثير بكثيروا والقليل بقليلوا). * لا يوجد تفاوض مباشر الآن مع القوى الشريكة لتجاوز هذه الخلافات؟ هناك كلام كثير و هناك لجان تبحث وتتناول هذه القضايا باستمرار، نحن نتحدث عن مبادئ الديمقراطية التي تقول (صوت واحد لكل شخص)، ونؤكد لابد من أن نسعى جميعاً لحماية الثورة، ونحن عندنا أكبر عدد من الشهداء خلال هذه الثورة، وخلونا نشارك بتمييز للناس. * برأيك لم تأخر تشكيل التشريعي وقد حدد حمدوك فترته خلال مبادرته الأخيرة ؟ الموضوع معقد وليس سهلاً؛ وهناك افتراضات حيث تم تحديد فترة أولية عند قيام الثورة بستة شهور ولم يتم التشكيل، هناك صعوبات ونريد أن نصل للوضع الأمثل ليجنب الناس الخلافات ويخلق التوازن بأن يرى كل الناس أنفسهم في التشكيل بعدالة. * هناك اتهامات بأن الأمر عبارة عن تمكين شبيه بتمكين الإنقاذ ؟ ليس تمكيناً.. لأن ما تم في الإنقاذ تمكين دون إرادة الناس، وفرض السلطة دون إرادتهم؛ لكن ما يجري الآن باتفاق ووفق مبادرات سياسية حزبية متفق عليها وليس تمكيناً. * مشروع المصالحة الوطنية ورؤية حزب الأمة حولها؟ المصالحة الوطنية هي الأساس لأن الوضع ملتهب في مختلف الجهات، في الغرب والشرق وجنوب كردفان، وهناك شبه انقسام ووجود الأحزاب الكثيرة دليل انقسام، في وقت تجد في بلاد كبيرة حزبين فقط . وعبر المصالحة الوطنية يمكن أن نتجنب النعرات القبلية وبالتالي هي دليل عافية للأمة. هل ستكون هناك مصالحة مع الإسلاميين والمؤتمر الوطني؟ تتم مع أحزاب الأفكار الواحدة فلا يمكن أن تمازج بين السكر والملح.
نفهم إنه لا يمكن أن تتم المصالحة مع الإسلاميين ؟ هناك مقدمات وتقييمات للإصلاح والمصالحة. كيف.. وضح أكثر؟ ليس كل أعضاء المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية مجرمين، هناك أعضاء لم يتلوثوا ولم يجرموا، وهناك من ميز نفسه قبل سقوط النظام، ولكن الذين مكثوا، إلى أن (ضربت النقارة) وسقط النظام، فليس معهم مصالحة. ولا يصح أن نحدد أن كل قيادات الوطني والحركة الإسلاميين بأنهم مجرمون، وهؤلاء تتم معهم المصالحة. هل يمكن للأحزاب التي شاركت النظام السابق أن تدخل الانتخابات القادمة؟ نعم يحق لها . المؤتمر الوطني هل يمكن أن يشارك؟ في الحكومة الانتقالية لا ولكن في الانتخابات القادمة يمكن أن يدخلها. ولكن الوطني له ممارسات سياسية قاسية جداً وآثاره موجودة مثل فصل الجنوب والفساد المالي، والتنكيل بالقوى السياسية وشرذمتها وتعذيب السياسيين وتكميم الأفواه وغيره، فلابد من إزالة آثار النظام السابق، قوانينه وممارساته، ولكن الذين لا جرم لهم في ما حدث من قيادات الوطني وميزوا أنفسهم فلا ضير عليهم. الحديث عن الانتخابات المبكرة ؟ نحن نلتزم بالوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا للسلام، والزمن المحدد للفترة الانتقالية يجب أن لا يحصل فيها نوع من المد، لكن نلتزم بأن تتم مدتها ولا نحبذ أن تُجرى انتخابات قبل الفترة المحددة، إلا إذا فشلت الانتقالية وفشلت القوى السياسية في أداء مهامهم. استعدادات الحزب للانتخابات؟ والآن نحن نمضي في إجراء عملياتنا التنظيمية، ونعد في أنفسنا للانتخابات عبر الإعداد في تنظيم الحزب من القرى والفرقان والولايات وتوجيهاتنا صدرت بمنشور أن تعقد المحليات مؤتمراتها، وأي شخص منتمٍ لحزب الأمة لا يحق له ممارسة نشاطه إلا إذا كان مسجلاً ودافعاً لاشتراكاته ولديه بطاقة. وأي محلية تقوم بعملية التصعيد وغيره. وماذا عن المؤتمر العام؟ نحن نستعد الآن لمؤتمرنا العام. هل حددتم موعداً زمنياً لانعقاده ؟ المنشور صدر وهو معقود باكتمال مؤتمرات المحليات، وفترة هذه محدد في المنشور التنظيمي.
رؤية الحزب لمجريات السلام ومنبر جوبا؟ هناك انقلاب الآن داخل الحركة الشعبية وجيئ بتلفون كوكو أبوجلحة، وتمت توليته رئيساً للحركة الشعبية وهذه معركة جديدة. من تحبذون أن يكون على رئاسة الحركة الشعبية؟ ابو جلحة رجل وطني عكس عبدالعزيز الذي يتحدث عن الإقليم، بينما يتحدث أبوجلحة عن السودان، وأن جبال النوبة جزء لا يتجزأ عنه. الحلو أكثر تأثيراً في جبال النوبة؟ الحلو من المساليت والناحية العرقية مؤثرة جداً في هذه القضايا ونحن نتمنى أن يتم تجاوز هذه القضية دون مشاكل. ما هي رؤية الحزب في لقاء السبت، اليوم المختص بأسرة المهدي وخلفائه والأمراء؟ الحزب ضد هذا المؤتمر، فهو يدعو لتوحيد أسرة المهدي وخليفته وهما مدار احترامنا وتبجيلنا وتقديرنا ولا يمكن فصلهم من القاعدة بهذه الطريقة المشينة. الإمام الصادق المهدي دائماً يدعو لجمع الصف وتوحيد الكلمة وهذا هو تاريخنا ونحن نحترم تاريخنا. إلى ماذا يهدف هذا المؤتمر ومن يقفون على أمره؟ من يقف على أمره هو مبارك الفاضل وهو محاولة لخلق قيادة جديدة لبيت المهدي وخلفائه وهذه القيادة تقليدية معروفة ومكانتهم محفوظة ولا يحتاجون لمن يظهرهم بهذه الطريقة ويجمعهم على هذا الإطار. ونحن حريصون على أن يظل الجسم متماسك القيادة والقاعدة في تجمع واحد. هل من هدف سياسي وراء هذا التجمع؟ مبارك يريد أن يقول هذه هي القيادة والتنافس على القيادة يجب أن يكون بالبذل والعطاء وهذه هي القاعدة التي وضعها الإمام الصادق لإمامة الأنصار ولكيانهم والحزب، فهي ليست بالحسب والنسب. هل أبواب الحزب مفتوحة لعودة المنشقين مثل مبارك الفاضل وآخرين؟ باب الحزب مفتوح لكل من يؤمن بدستور الحزب ومؤسساته.