التفكير خارج الصندوق للبحث عن مالية تمويل الدول النامية هو ما تأتي به عبقرية النشطاء، ذاك عند أهل التفكير المالي السوي تمثل في صندوق اعماردولة اسرائيل ، تحركت المنظمات اليهودية في عام 1946م وحولت العداء العربي الي مساهمات مالية لبناء اسرائيل دولة في فلسطين ، الاسهم والسندات في سوق المال الامريكي طرحت واصدرت ووجدت رواجا وما تزال ، هكذا ارتفعت دولةاسرائيل واشتد ساعدها ، في الهند أيضا حملات بناء الامة الهندية لم تتوقف منذ اربعينيات القرن الماضي وارتفعت موجات زخمها بعد انفصال الجزء المسلم وتكونت دولة باكستان قبل أن تخرج من رحمها بنغلاديش ، لم يقف دكتور محمد يونس مكتوف اليدين أمام فقرمواطنيه في بنغلاديش بل جاء بفكرة بنك غرامين أو بنك الفقراء الذي نقلت أمريكا تجربته ونال دكتور محمد يونس جائزة نوبل في الاقتصاد عبر ذلك التميز والتفكير الايجابي. في إقليم دارفور حول النشطاء السودانيين ازمة الاقليم السوداني الي معركة واحدة فقط ، كسبوها بإدخال نظام البشير في دوائر العقوبات وجر ذلك البؤس ليس لأهلهم في دارفور بل الي السودان الجغرافيا والأمة ، تحركت منظمات المجتمع المدني العالمية خلف نشطاء دارفور لتحويل سيرة دارفور الي مأساة انسانية هي من بين الاسوء صيتا في العالم ، مع انتصار ثورة ديسمبرعجز نشطاء السودان عن عكس دوران عجلة المناصرة لتغدو للاعمار والتنمية بتحويل منظمات المجتمع المدني العالمية الي طاقة بناء ايجابية ، كسب نشطاء السودان معركة احلال البؤس في اقليم دارفور ولكنهم وقفوا عاجزين عن صناعة البناء وتحويل اقليم دارفورالي منطقة تجمع منصات التنمية والاعمار من جميع أنحاء العالم. مني أركو مناوي ليس وحده من يبني اقليم دارفور، فليظهر النشطاء الذين سبق أن شاهدناهم يتراكضون بمذكراتهم بين لجان الكونغرس الامريكي وساحة المحكمة الجنائية في لاهاي لتشديد مزيدا من العقوبات علي السودان ، جاء الان دورهم لتكرار ذات الركض جيئة وذهبا بلسان ينطق بما ينقض غزلهم السابق ، ينقل المعسكرات لتصبح مدنا عصرية تضم أهلنا النازحين ، حركة النشطاء تستدعي مركزكارتر ومسترجورج كالوني وأوبرا وينفري لإعادة البسمة لأطفال دارفور ، اعادة الاطفال الذين أخذتهم المنظمات التبشيرية بعيدا عن دارفور. نشطاء السودان الذين كان صوتهم عاليا لإبراز اقليم دارفور كمنطقة حروب ومجاعات ، هم اليوم في ساحات عمل الخير ونشر السلام يسجلون غيابا تاما ، لايدفعون أثمانا لتكوين قوافل سلام من المحاربين ، وبالأمس همهم ايجاد تمويل لمعدات الدمار والقتل وعربات الدفع الرباعي وما تحمله من أسلحة دبرها النشطاء لحركات الكفاح المسلح ، لا يطلبون من الاممالمتحدة وهيئات نزع السلاح الاممية نزع سلاح المقاتلين الذين قررت الاممالمتحدة طردهم من ليبيا ووجهتهم الي السودان ، هم مرتزقة يتحركون الان بأسلحتهم الثقيلة ينشدون سلب الاهل بدارفور والخرطوم لتأمين عيشهم ، مطالبة النشطاء بتجريد ونزع سلاح تلك القوات المنبوذة والمطرودة من الفضاء الليبي يهدف الي تقليل التقلتات الامنية بين قوات الكفاح المسلح التي تتمركز الان في الخرطوم ودارفور. صيت أقليم دارفور الذي رفعه عاليا النشطاء السودانيين يجب أن يتحول الان الي مصدر لاستقطاب التنمية لإقليم دارفور ، هو من بين طرائق بحث التمويل لتنمية مناطق النزاع بنوع يتفرد الاقليم به ويصبح أنموذجا ، هو يماثل صناديق اعمار المانيا وفيتنام ورواندا وجنوب أفريقيا ، النشطاء السودانيين مطالبون اليوم بتحرير عقولهم من الماضي وإسكات الغضب والعودة لمناشطهم السابقة لكن لادارةالسلام والاعمار والتنمية لا بالمذكرات وتقديم مستندات الادلة والإثباتات علي الانتهاكات بدارفور ، بل بتقديم معاناة النازحين والسودانيين عموما بسبب تطاول حصار البؤس علي اقليم دارفور والسودان عموما ، استمرار المعاناة أخرجت العقوبات من هدف الضغط علي رئيس البلاد الي قتل العباد. وتقبلوا اطيب تحياتي. [email protected]