فبالامس تسمرت طويلا امام جهاز التلفاز واعضاء لجنة ازالة التمكين يقدمون للشعب قوائم طويلة عن لصوص اعتدوا علي اراضي . معقول يا ناس كل هذه الفساد بالسودان؟ ومعقول كل هذه التعديات علي الاراضي؟ ومعقول كل هذه الجرأة علي المال العام؟ والسؤال لأي دين ينتمي هؤلاء السراق واللصوص. اليس معيبا ان يكون بين ظهرانينا كل هذه الكم من اللصوص والحراميه والمجرمين. اليس معيبا ان نكون فرجة للعالم؟ فلقد كان السودان قبل الانقاذ مضربا للامثال في الصدق والامانة. وللسودانيون قصصا رائعة قلما تجدها في الكثير من الشعوب. وماذا فعل بنا الكيزان في الثلاثون عاما التي حكموا فيها السودان؟ لماذا افسدوا اخلاقيات الناس بهذه الطريقة؟ ولماذا تغيرت وتبدلت سلوكيات الناس في الشارع؟ الناس دي ما عارفه قول الله تعالي في السراق (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم) (38) سورة المائدة وان كان اكثر ما يثيرني ذلك التهليل والتكبير الذي يهتفون به في مناسباتهم هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه. ومن يصدق ان بلادي الآن ضمن الدول الاكثر فسادا فى العالم. ومن يصدق ان (اسرائيل) التي يكررها الجميع هي اقل منا فسادا . صدقوني لقد تمنيت ان يقرأ هؤلاء المفسدون كتاب جون م هنتسمان " الرابحون لا يغشون ابدا". حيث يقول الكاتب : يعتقد معظم المفسدون في هذه الدنيا انهم لا يملكون قيما في وقت تتناغم فيه اطماعهم الربحيه مع التزامهم الاخلاقي. وحقيقة فان الجنس البشري هو الكائن الارضي الوحيد الذي يعرف الشعور بالذنب وبعكس تلك الحيوانات التي من حولنا والتي لا تتكدر مطلقا حين تسيء الادب. فالشعور بالذنب ضرورة تهذيبية كي يقلع الفرد عن أخطائه. ولكن لا يصل إلى حد الشعور بالذنب الوهمي الذي يعرقل تفكير الفرد ويضخم الأخطاء كما هي لدى مريض الاكتئاب فهو العامل الأساسي والمميز في تشخيص الاكتئاب عن بقية الاضطرابات ويرى في أهون أخطائه ذنوبا لا تغتفر. والسؤال الم يساور هؤلاء شعورا بالذنب وهم يسرقون كل هذه الاراضي. يقول افلاطون فى كتابه الاساسي الجمهوريه : "لم اعد اتردد عندما اقول انه ينبغي علي حماتنا وحراسنا ان يكونوا فلاسفه" وليت كبارنا بمن فيهم المفسدون ان يتصفوا بصفات الزعامة. فالكثير من المفسدين يعجبهم نهج قارون الذي خسف الله به الارض. في حين نراهم يتجاهلون سيدنا عثمان ابن عفان رضي الله عنه وقد كان ثريا و يعمل في التجارة وقد نذر كل ثروته نصرة للاسلام. ولعلنا وككل سكان المعمورة مولعون بالثراء ولكن ليس بهذه الطريقة المحرمة والقبيحة والتي نتدافع بها بالايدي والمناكب من اجل الثراء الحرام. فكثيرا ما يؤذي بعضنا بعضا كلا يريد الاستئثار بمنابع الثروات ومصادر الرزق والجاه والسلطان. فشتان اخوتي ما بين زماننا هذا وماضينا الجميل الذي لم يعرف الفساد ابدا. فلقد كان الطهر والعفاف ونظافة اليد قيما لكل السودانيين. وبعكس هذا الزمان الذي اصبح فيه التباهي بالجرم علنا وحديثا في المجالس عن فلان الذي صعدت اسهمه كالصاروخ فاصبح يمتلك ابراجا . وشوفوا فلان ما شاء الله بني قصر في شهرين ، وشوفوا فلان عندو وعندو. وشوفوا فلان باني فيلا في كافوري. وشوفوا فلان بيلعب بالقروش كيف في الاعراس وبيرشها رش علي القونات. ولا حول ولا قوة الا بالله اعلموا اخوتي ان تصنيف السودان في مؤشرات الفساد العالمية هو سيء للغاية : 1 فنلنده 2……… 3……… ……… 175 السودان 176 اليمن 177 سوريا 178 جنوب السودان وهنا تنتهي القائمة. فوافضيحتاه علي حالنا !!!!!!! ووآسفاه علي ما جري لنا !!!!! لماذا شوهوا صورة السودان بهذه الطريقة القبيحة. [email protected]