د . أنور شمبال باتت الظروف مهيئة أكثر من غيرها لشباب الثورة وللشعب السوداني ، أن يصنع واقعاً يشرّف الوطن ويشرّف أحفاده ، وذلك باستلام زمام المبادرة ، ورسم برنامجاً سوداني خالصٍ لبناء الوطن ، وممارسة الضغط بشتى السبل حتى لا تنتكس الراية ؛ راية التحول إلى مجتمع مدني وحكم مدني، كلٍ يعرف حقه ومستحقه، وتكون المؤسسة العسكرية جزءاً منه تؤدي دورها الموكل لها "حفظ حدود الدولة"؛ وإلغاء منهج الإنقلابات إلى الأبد ، وقد يكون لذلك ثمن ، ولكنه ممكن ، وليس أبهظ مما دفعه الشعب من تضحية . فلا ضنك ولا عذاب ولا ضيق يمكن يعيشه الشعب أكثر من الذي عايشه ، من تقتيلٍ ، وتشريدٍ ، وترهيبٍ ، وتخفيضٍ لقيمة عملته الوطنية ، ومغالاةٍ في أسعار السلع الإستهلاكية ، والوقود … وهو أمر مقصود في ذاته ، حتى يتنكر الشعب من ثورته المروية بدماء شباب عزّل ، ويرضون بحكم أولئك الحمقاء ، الذين مارسوا ويمارسون كل أنواع التنكيل بالشعب للرضوخ إليهم ؛ بما يملكون من قبضة أمنية ، وقوة اقتصادية ، وتنظيم ماسوني واسع الانتشار . تواتت الظروف بانكشاف المستور من بؤر الصراعات على قمة حكومة الفترة الانتقالية، ومعرفة من الذي يهمه الوطن ، ويملك رؤية ومشروعاً وطنياً ، ومن الذي يسعى إلى بناء ذاتية ، ومآرب أخرى ، ويعرف كيف يحركها من مرحلة إلى مرحلةو، للوصول إلى هدف واحد وهو عدم استقرار البلد ، والمنطقة بأكملها . لم تكن هذه الأزمات طبيعية، والسودان ليس استثناءً ، بل هي مآمرة مصنوعة بحنكة من واجهات دول عظمى ، ووسطاء إقليميين ووطنيين ؛ ونفذت ونجحت في العراق وليبيا ، ومصر ، واليمن ، وتونس ، والجزائر ، ولبنان التي تعاني اليوم أزمة وقود وكهرباء وهي التي تتوسط الدول المنتجة للنفط . ولم تنجُ من الشرك إلا دولة إيران لما تتمتع به من وعي شعبوي ، ومجتمع مدني ، وحكومة مدنية . التحدي هو رفع الوعي الشعبوي ، وريادة الشباب للمشهد ، حتى لا يكونوا عجيناً سهل التشكل في مصالح الآخرين ، وعليه أن يبني نفسه بنفسه ، ويصمم برامج وطنية خالصة غير منتمية لأي من المعسكرات تبني بها البلد، ولا يعتمد على وعود كاذبة خاطئة لا محل لها في الوجود ، حيث لا توجد دولة في العالم نهضت بفكرة مستوردة ، أو معونات خارجية . [email protected]