في حياتنا أشخاص مختلفو الطبائع والرؤى ، وتناغم المجموعات الحياتية يكشف الكثير من المستور ، ومن أمراض العمل الإجتماعي الإنطباعية هو مايمكن أن نطلق عليه اصطلاحا (الجانب السلبي) لدى من يقود العمل العام ، ومن الحكمة لأشخاص كثيرين أن يظلوا في العمل الإجتماعي بعيدين عن الاحتكاك بمعجبيهم ، وقال أحدهم أنني كنت أرسم صورة معينة للفنان الفلاني وكنت من أشرس المدافعين عنه والمعجبين بفنه ، ولكنني عندما التقيته وقضيت معه أقل من ساعة ، هالتني الهمجية التي يتعاطى بها ، وسقط في نظري ذاك الفنان الذي كنت أرسمه في خيالي . إنها آفة نجوم المجتمع الذين لايدركون حس وفنّ القيادة التي تفرض عليهم استيعاب أن الفرد فيهم يشكّل مجموعة شخصيات في شخص واحد ، فللمرء شخصيته مع أمه وأبيه ، وله شخصيته مع أصدقائه وله شخصية أخرى مع زملائه ، وهكذا ، ولابد أن تكون له شخصيته في العمل المجتمعي والتي تفرض في شروطها أن يحتفظ بسلبياته بعيدا عن تلك الشخصية كما السباح وملابسه العادية حين دخوله الحوض . هناك من يرون بآذانهم لابعيونهم ، ويتحدثون بألسنة وانطباعات الآخرين، ويبنون مواقفهم على الرؤى السطحية لا العميقة والجوهرية ، وينفعلون مع أقل هبة ريح وتلك ليست من صفات القيادة المجتمعية التي تفرض من كل قائد توقّع تدفق المشكلات في أحرج الأوقات ، ومدى استعداده ومقدرته على استيعابها والتعامل معها وتحويلها لخانة الإيجاب ، ولو كان القيادي جزعا فمن يهديء من يقودهم ؟؟؟ . هناك أشخاص تكتشف فيهم ارتفاع معدّل أنديادرين ( الأنا ) ، وهو مرض متفشي في رواد العمل الاجتماعي إلا من رحم ربك ، وهو سبب رئيس في فشل الكثير من المخططات الممتازة للمناسبات بتحويل جزء من الكتلة الواحدة ، معول لهدم كل مايصدره الجزء الثاني ، ويبدأ ذلك بإفشاء أسرار مخططات اللجان من قبل مرتفع الأنا من أعضائها لإثبات معرفيته وإحاطته بالأسرار ، أو التباهي بموقف يراه بطوليا فرضه في إجتماعات لجنته فيفشي أسرار اللجنة ، تلك هي المشكلة الأكبر التي تنخر عظام العمل الاجتماعي . هناك الكتلة الانتفاعية التي تريد الانتفاع ماليا من قيادتها ، وتلك الكتلة بكل أسف تنتهج سبلا معقدة في الإفساد والسرقة معظمها يكون عن طريق الفواتير وابتداع المناسبات لا من أجل المناسبات ، ولكن من أجل الإختلاس لو صحّ المصطلح . هناك مرض آخر يصيب نجوم وقادة العمل الإجتماعي وهو التعامل مع العمل بصورة فردية لاجماعية أو تقديرية ، وهو سبب آخر لإفشال معظم المخططات العظيمة ، ومرض آخر هو حبّ الظهور ومحاولة إيصال معلومة أن مجهوده صانع الأحداث دون إدارك لحقيقة أن العمل الاجتماعي عمل جماعي لامكان فيه للفردية والأمراض التي تفتك بالعمل الاجتماعي يدخل فيروسها عن طريق قياداته ونجومه ، وتنتقل عدواه لبقية المفاصل ، ومنها التعصّب في الرأي ، والحسد على المواقع والمناصب والصلاحيات ، ومنها أيضا مرض حب التباهي بمعرفة هذا أو ذاك، ومحاولة إثبات أنه شخصية مهمة وما إلى ذلك من متحورات العمل الاجتماعي المتعددة التي اتمنى أن يستفيد منها الداخلون حديثا للعمل الاجتماعي . [email protected]