تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا طريفًا لمتظاهر سوداني وهو يختبئ مع عدد من المحتجين، بعيدًا عن قوات الشرطة التي كانت تحاول تفريقهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع. صوّر أحد المتظاهرين صديقه وهو يرصد ما يجري من أحداث بطريقة مبدعة وطريفة، على ألحان أغنية بداية المسلسل الكرتوني (مدينة النخيل) الشهير الذي كان يُعرض على قناة (سبيستون) للأطفال. وكان المتظاهرون في عملية كر وفر مع قوات الشرطة التي تحاول تفريق المسيرات بالغاز المسيل للدموع والرصاص. وردّد المتظاهر المبدع قائلًا بدل "في مدينة النخيل"..(في مدينة البمبان) وهو الاسم الذي يطلقه السودانيون على الغاز المسيل للدموع. وتابع "في مدينة البمبان.. القنابل الصوتية الرصاص والبمبان.. ثوار أحرار في الميدان". وواصل غناءه وهو يقرع قطعًا حديدية وسط سحب الغاز المسيل للدموع "برهان ودقلو (حميدتي) شريران.. على الأذية متفقان"، وهي كلمات الأغنية الأصلية. ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردًّا على إجراءات استثنائية اتخذها البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسَي السيادة والوزراء الانتقالييْن وعزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك واعتقال مسؤولين وسياسيين. ورغم توقيع البرهان وحمدوك اتفاقًا سياسيًّا في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تضمّن عودة الأخير إلى منصبه وتشكيل حكومة كفاءات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، فإن قوى سياسية رأت الاتفاق "محاولة لشرعنة الانقلاب"، وتعهّدت بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق "الحكم المدني الكامل" خلال المرحلة الانتقالية. وكان رئيس بعثة الأممالمتحدة في السودان (فولكر بيرتس) قد أعرب عن انزعاجه الشديد من تقارير تحدثت عن مقتل المتظاهرين، وأكد ضرورة إجراء تحقيق ذي مصداقية في هذه الانتهاكات، مشددًا على الحق في حرية التعبير. كما أدانت السفارة الأمريكية لدى الخرطوم مقتل محتجين وإصابة العشرات في مظاهرات شهدتها البلاد للمطالبة بحكم مدني كامل.