كمال كرار الناطق الرسمي باسم حزب البعث وصفنا بالنرجسية عندما سئل عن موقف الحزب الشيوعي من أطروحاتهم، لنرى الآن مواقف البعثيين غير النرجسيين طيلة الفترة التي شاركوا فيها العسكر السلطة الانتقالية، قبل أن ينقلب عليهم البرهان وحميدتي وبقية الشلة.. البعثيون الذين شعارهم (أمة عربية واحدة)، كانوا في سرج واحد مع البرهان وهو يقابل نتنياهو عدو العرب، ويوقع معه الاتفاقات الإبراهيمية، ويستقبل الوفود الأمنية الاستخباراتية في قلب الخرطوم… لم ينطق وزير بعثي واحد برفض التطبيع داخل مجلس الوزراء وممثلهم في السيادي عمل (نايم)، والعلاقة مع البرهان (صاحب نتنياهو) ظلت عسل على لبن حتى قال الأخير ذات يوم إنه كان ضمن من خططوا لانقلاب رمضان البعثي لكنه نجا من الاعدام آنذاك. وأصحاب القومية العربية لم ينطقوا بكلمة عن وجود القوات السودانية ضمن التحالف السعودي، وهو تحالف إمبريالي أسقط نظام البعث العراقي، ضمن الجيوش الأمريكية التي دخلت بغداد. والبعث وهو في حكومة حمدوك مرر السياسات الاقتصادية التي وضعت بلادنا في قبضة الصندوق والبنك الدولي، وارتضى أن يختطف العسكر ملف السلام والاقتصاد والعلاقات الخارجية.. سيردون علينا بالقول (الني) عن إصدار بيانات شجب واستنكار، ونرد عليهم لماذا لم يخرجوا من السلطة؟ أم أن بريقها يعمي الأبصار؟!! الحزب الشيوعي نرجسي في نظر هؤلاء لأنه ضد التسوية، ومع الثورة حتى الانتصار. والحزب الشيوعي نرجسي لأنه يكشف الحقيقة للناس ولا يجامل في الوطن ولا يبيع دم الشهداء بثمن بخس.. نرجسيون نحن لأننا نقف مع اللاءات التلاتة، ونمضي مع الثوار لاستكمال مهام الثورة.. يهاجمون الآن الحزب الشيوعي ولا يهاجمون الإنقلابيين، لأن التسوية تطبخ الآن باسم حقن الدماء وعدم الانزلاق للفوضى.. والتسوية المزعومة تحملهم مرة أخرى للاستوزار والنفوذ السياسي والاقتصادي.. ولأن الحزب الشيوعي ضد التسوية فهو يعرقل مصالحهم وبالتالي فهو نرجسي. ولأن لجان المقاومة أيضًا ضد التسوية، فلا بد من جرجرتها إلى التسوية لهذا تطير وفود البعثيين إلى الولايات بعد أن (قنعوا) من تدجين لجان الخرطوم.. نرجسيون؟ نعم إن كانت تعني الوقوف في صف الشعب والثورة.. وأما الانتهازيون فإلى مزابل التاريخ مع الإنقلابيين وجماعة الموز والطحنية… وأي كوز مالو؟ الميدان