حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، من أن ربع سكان أفريقيا يواجهون أزمة أمن غذائي ناجمة عن الجفاف الشديد والحروب المستعرة وارتفاع أسعار السلع بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في نيروبي، دومينيك ستيلهارت، إن نحو 346 مليون شخص من موريتانيا في الغرب إلى القرن الأفريقي في الشرق متضررون من انعدام الأمن الغذائي. وأضاف ستيلهارت: "ما لا نريد رؤيته هو الاستجابة التي تأتي بعد فوات الأوان، ولهذا السبب من المهم للغاية لفت الانتباه إلى الوضع الآن". وتسببت الحرب الروسية على أوكرانيا في حدوث صدمات في أسعار المواد الأساسية في العالم النامي، وحدوث نقص في الغذاء في الدول الفقيرة في أفريقيا، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال". ويواجه الصومال، أحد أكثر البلدان تضررا، شبح المجاعة بحلول منتصف العام إذا استمرت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع، وانخفضت الأمطار للموسم الرابع على التوالي، وتراجعت جهود الإغاثة الدولية، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. منذ بداية مارس، غادر حوالي 800 ألف صومالي منازلهم بحثًا عن الطعام والماء، وسيعاني 1.4 مليون طفل صومالي دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد بحلول نهاية العام، ما لم تكثف الدول المانحة استجاباتها. ويقدر برنامج الأغذية العالمي أنه يحتاج إلى إنفاق 273 مليون دولار في شكل أموال طارئة من الآن وحتى أغسطس لدرء مثل هذه الكارثة. في الوقت الحالي، يبلغ حجم إنفاق كالة الإغاثة في الصومال نحو 149 مليون دولار. وقال بيتروك ويلتون، المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في الصومال: "علينا أن ننظر في إعطاء الأولوية للمساعدة، والتي تأخذ في الأساس من الجياع لإطعام الجياع". وزار ويلتون مؤخرًا العائلات النازحة في مخيم في مدينة باردير الصومالية، على بعد حوالي 210 أميال غرب العاصمة مقديشو، وقال: "هناك أطفال لديهم ما يزيد قليلاً عن الجلد المشدود على أقفاص صدرية وأطراف تكاد لا تزيد عن العظام الموجودة تحتها". وأشار إلى أن هناك 28 مخيما من هذا القبيل حول باردير. وتقدر وكالات الإغاثة أنه في فبراير وحده فقدت العائلات الصومالية 650.000 من الحمير والأبقار وغيرها من الماشية، وهو مصدر رئيسي للثروة ل 40٪ من سكان البلاد. وتشتري الصومال عادة ما بين 49٪ و 59٪ من قمحها من أوكرانيا، و 33٪ إلى 43٪ الأخرى من روسيا، وفقًا للأمم المتحدة. وتلقى برنامج الأغذية العالمي في الصومال شحنة 1000 طن من البازلاء الصفراء من ميناء أوديسا الأوكراني في فبراير وحمولة أخرى في منتصف الشهر الماضي، لتوزيعها في الصومال وإثيوبيا. ويؤكد عمال الإغاثة في أفريقيا أنهم لا يريدون التقليل من أهمية الاحتياجات الإنسانية لأوكرانيا، لكنهم يخشون من أن الدول الغنية المانحة في العالم قد تركز بشدة على الحرب في أوروبا لدرجة أنها تنسى الحاجة الماسة في أفريقيا. وقال آدم عبد المولى، منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في الصومال: "من المحتمل أن تجعل الأزمة الأوكرانية المانحين ينظرون إلى الداخل بشكل أكبر، ولن تتلقى خطتنا للاستجابة الإنسانية التمويل الكافي قريبا". وتحذر وكالات الإغاثة من أن الجوع قد يتفاقم أيضًا في دول غرب أفريقيا مثل مالي وبوركينا فاسو، التي تواجه الجفاف وسط صراع حياة أو موت مع تنظيمي القاعدة وداعش. ويقدر الصليب الأحمر أن 29 مليون من سكان غرب أفريقيا بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة، وهو عدد من المرجح أن يرتفع بمقدار أربعة ملايين آخرين مع تقدم موسم الجفاف. كما يواجه حوالي 27 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد في الكونغو الديمقراطية، إلى جانب ما يصل 600 ألف في جمهورية أفريقيا الوسطى، وفقًا ستيلهارت.