حمّل مبارك أردول الأمين العام لقوى الحرية والتغيير (مجموعة الميثاق الوطني) القوى السياسية المتصارعة في السودان فاتورة دماء الضحايا الذين سقطوا منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وردًّا على سؤال للجزيرة مباشر عما إذا كان يحمّل القوى السياسية مسؤولية مقتل أكثر من 99 شخصًا منذ أكتوبر الماضي، أجاب أردول "بلا شك أحمّلها المسؤولية". واستطرد خلال لقاء مع برنامج المسائية "الشعارات التي تُرفع -في العملية السياسية- تحدّد مستقبل التعامل مع صاحب هذه الشعارات وطريقة هذا التعامل، فمن يرفعون شعارات ترفض التفاوض والحوار ماذا يريدون؟".
وردًّا على تحميل القوى السياسية مسؤولية مقتل المتظاهرين، قال عادل خلف الله القيادي بقوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) إن "انقلاب 25 أكتوبر 2021 ارتكز على حجج واهية ومنطق معوج، من بينها أن القوى السياسية الموجودة في السلطة لا وزن لها، ولا تملك أي تأثير في الشارع السوداني". وأضاف "الآن -بعد أن وصل الانقلاب ومكوناته المختلفة إلى طريق مسدود وفشل ذريع- يتحدث عن أن القوى التي لا وزن لها هي التي تتحمل النتائج الماثلة الآن، وهي التي تحرّض الشعب وتعبّئه للخروج ومواجهة الأجهزة القمعية"، على حد تعبيره.
وفي معرض رده على سؤال الجزيرة مباشر عن الغرض من قرارات أكتوبر وهل أدت الغرض المطلوب منها؟ أجاب أردول "ظلت المجموعات التي كانت في الحكم تقاوم هذه القرارات لمدة طويلة، مما تسبّب في عدد كبير من المشاكل، يضاف إلى ذلك أن بعض الأطراف -خارج نطاق الحكومة- كانت لديها رؤية أحادية ترى أنها وحدها الأحق بالسيطرة بعد سقوط النظام". وتابع "هذه المجموعات كلها تصعّد من خطابها وتلقي اللوم على باقي الأطراف، وتعمل على تصنيف المكونات السياسية وإلغاء المكوّن العسكري، مما أدى إلى دخولهم في صدام دفع أبناء الشعب السوداني فاتورته".
وقال أردول إن ما جرى في 25 أكتوبر 2021 ليس انقلابًا ولكنه تصحيح لمسار العملية السياسية في السودان، مؤكدًا أن الحوار مع المكوّن العسكري لا بد أن يشمل مختلف أطياف القوى السياسية. ونفى أن يكون نادمًا على دعمه قرارات 25 أكتوبر، مشددًا على ضرورة وجود تغيير سياسي في البلاد، مضيفًا أن البلاد كانت قد وصلت إلى حالة من الانسداد الكامل، وأنه دعم -حينها- توسيع قاعدة المشاركة والحوار بين كل الأطراف السياسية. واستطرد "للأسف ما نراه الآن ونشعر به هو سقوط عدد من المواطنين شهداء نتيجة رفضهم للقرارات التي اتُّخذت، في حين أن الأمور ما كان يجب أن تسير في هذا الاتجاه"، على حد قوله.
وفي السياق، قال عادل خلف الله إن ما وقع في 25 أكتوبر الماضي انقلاب مكتمل الأركان، ويُعد أسوأ انقلاب مرّ بتاريخ التجربة الوطنية السودانية، حسب وصفه. وأضاف "التجربة الوطنية في السودان لديها موقف واحد يتلخص في رفض الانقلاب ومقاومته وإسقاطه طال الزمن أم قصر". وتابع أن "الإقصاء هو العمود الفقري لانقلاب 25 أكتوبر الماضي"، وفق تعبيره، وأنه أقصى القوى والتيارات الفكرية والرئيسية في البلاد بحجج واهية ومنطق معوج. وأكد خلف الله أن الشعب السوداني خرج متمسكًا بالمسار الديمقراطي والتعددية والديمقراطية والسلام والعدالة.