استمعت (الديمقراطي) لروايات مؤثرة لناجين من أحداث النيل الأزرق، تعرضوا لإصابات قبل إسعافهم إلى مستشفيات في مدينتي الدمازين ومدني. ووصلت 7 حالات جديدة من مصابي أحداث النيل الأزرق، إلى مستشفى مدني، حيث خرجت حالة واحدة من المستشفى بعد أخذ العلاج. وقال الناجي إبراهيم عمر (30عاما) ل (الديمقراطي) إنه أصيب بطلق ناري في قدمه اليمنى عند بداية اندلاع الأحداث يوم الجمعة الماضي، في منطقة قنيصة شرق، بعدد 3 رصاصات حية أطلقها عليه مسلح نظامي من قبيلة الهمج. وذكر إبراهيم أنه أسعف بعربة "تكتك" برفقة شخص آخر يدعى سالف محمد، لكن الأخير توفى فور الوصول إلى مستشفى الدمازين. واندلعت يوم الجمعة الماضي، اشتباكات مسلحة بين إثنين من المكونات الاجتماعية لولاية النيل الأزرق، هما "الهوسا والبرتا"، امتدت إلى 3 أيام، وأسفرت عن مقتل نحو 80 شخصاً، إضافة إلى حرق ونهب الأسواق في مدينتي الدمازين والروصيرص. وأجبرت الأحداث نحو ألفي مواطن على النزوح من مدينة الروصيرص، والاحتماء بمدارس قرب حامية الجيش داخل مدينة الدمازين، كما فرّ المئات إلى ولاية سنار المجاورة، ووصل آخرون إلى مدينة مدني القريبة نسبيا من العاصمة الخرطوم. معاناة وضغط نفسي من جانبه قال الناجي محمد موسى "27 عاما" ل (الديمقراطي) إن الأحداث الأخيرة بالدمازين تسببت في إصابة شقيقته ثريا موسى (17 عاما) بثلاث طلقات نارية، في يدها، وإصابة ابن عمه بطلق ناري في يده، بجانب وفاة ابنة عمته، وابنة أخيه ذات ال 4 أعوام في حي الدوحة بالدمازين، كما تعرضوا للهجوم مرة أخرى أثناء مرورهم بقرية شمار بالقرب من منطقة ود النير. وأضاف أن عائلته تحركت بعربة لقرية شمار ومنها لود مدني، لكنه بقي في حي أركويت بالدمازين، قبل ان يتحرك مع طوف البصات الذي اتجه إلى سنجة، والتي بدورها تعرضت للهجوم في حي الهجرة بالقرب من السوق الشعبي والمستشفى الصيني، ما أجبرها على العودة إلى قيادة الفرقة الرابعة مشاة، لتواصل سيرها مرة أخرى، لكنها تعرضت للهجوم بالحجارة رغم مرافقة مدرعتين عسكريتين وعربة كروزر للطوف". وبعد رحلة شاقة تمكن محمد من الوصول إلى مدينة مدني بولاية الجزيرة، حيث تنفس الصعداء بعد يومين من المعاناة والضغط النفسي. ويرافق محمد موسى الآن شقيقته الصغرى "ثريا" التي تتلقى العلاج بمستشفى مدني. إلى ذلك توجد 20 أسرة نازحة من أحداث النيل الأزرق، في حي "الكمبو" جنوب مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة، بينما توجد 30 أسرة أخرى في مدينة سنجة بولاية سنار. وتعود أسباب القتال وفق روايات متطابقة، إلى مطالبة قبيلة الهوسا بنظام إدارة أهلية خاص بها، بينما ترفض مكونات قبلية أخرى تتزعمها قبيلة "البرتا" ذلك، بحجة أن سلطة الإدارة الأهلية تمنح لأصحاب الأرض، وأن الهوسا لا أرض لهم. وبحسب بيانات تحالف الأجسام الطبية بالدمازين فإن حالات الوفاة بالنيل الأزرق تجاوزت ال 85 بينما الإصابات تزيد عن 144 فيما تم ترحيل 25 مصاباً من أصل 36 محتاجين لعمليات جراحية الثلاثاء إلى الخرطوم قبل أن يعود الهدوء إلى الإقليم لاحقا. الديمقراطي