مصالح النخبة المركزية فى السلطة السياسية بعد إتفاقية جوبا لسلام السودان أصبحت تسير بخطوات متعثرة قد تفقدها الجوهر والبريق. وذلك لإدخال عناصر وأطراف سياسية جديدة غير مألوفة فى عُرفهم (البيوتاتي) ذو الست عقود العجاف، وبالتالي استشعارًا منها بالخطر الماثل أمامها كان لابد لها من إيجاد رؤية بديلة تكسبها الترياق للحفاظ على منفعتها ومكاسبها الذاتية. وهذه النُخب مثل الثعابين الناعمة الملمس ينثرون السم الزعاف على القيم الانسانية التى تعارض مصالحهم ويغيرون جلودهم وفق تضاريس المنفعة ويتحصنون فى حصون من الرمال الناعمة دائمًا. وما ذكر فى كتاب الوسيط الإفريقي البروفيسور ود لباد حول حوار (الجِرسة) بين حميدتي وصديق يوسف -"لا لن تذهب ستبقي معنا، لن تتركنا فريسة للحركات المسلحة سنواجههم معاً"- ليست بعيدة عن الذاكرة. الرؤية البراغماتية البديلة للنخبة المركزية جاءت فى سياقات أختطاف قيمة من قيم ثورة ديسمبر وهو السلام وتوظيفها وفق مزاجها، كما ذكرنا إن هذه النُخب لا تهمها شعارات الثورة (حرية، سلام، عدالة) بقدر ما تهمها إستمرار مصالحها الذاتية. هنا برزت أصوات من أعضاء ذات النادي النخبوي تنادي بإلغاء إتفاقية جوبا للسلام وبالتالي إلغاء شعار من شعارات ثورة ديسمبر، وإلغاء السلام يقابله إعلان الحرب وأيهما يختار من يتحصن بحصون الرمال؟. وأخرى ذو نزعة انفصالية تنادي بأن تذهب دارفور للالتحاق بأختها الكبرى الجنوب وهنا ايضاً فاتورة واجبة الدفع ولكنها غائبة عن أذهان سُمار النادي. عند إمعان النظر فى التأريخ السياسي الغربي نجد إن مبادئ الثورات الاروبية من حرية وديموقراطية ومساواة اختطفت بإسم القومية التي أنتجت الفاشية بصورتها النازية واللينينية والموسولينية حتي أدركتها الديموقراطية الليبرالية. وايضاً مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة تتعرض الى إختطاف براغماتي نخبوي فى مسعي الى إعادة إنتاج فاشية حمراء جديدة لإشباع حاجيات النُخب ولكن هيهات. على تلك النُخب المركزية الاستعداد للانتخابات وتحويل الصراع الى النضال الديموقراطي لبناء دولة المؤسسات .. [email protected]