فرت كوادر الحركة الإسلامية من الوطن أفرادا وجماعات عقب نجاح ثورة ديسمبر المجيدة في إسقاط البشير ، ومن بقي منهم البعض ادعى أنه ترك الحزب قبل فترة طويلة من سقوطه ، والبعض الآخر ادعى المرض وعدم القدرة علي التمييز أو الحركة ، تنظيم ما نعلمه عنه من جبن لا يجعلنا نتصور أنه قد ارتدي فجاءة ثياب المواجهة ليقابل غضبة الشعب عليه ويقوم بكل ما يتم من استفزاز وتمكين بشكل منفصل عن إرادة قيادة الإنقلاب العسكرية. تحركات الحركات المسلحة المؤيدة للانقلاب وهي مهما تم إظهارها كعنصر رئيسي في المشهد فهي ليست العنصر المحرك للأحداث ، ورغم ما يتم من محاولات لتضخيم دورها فذلك لا يعبر إلا عن تأمر داخلي مرجعه ذات القادة العسكريين وتأمر خارجي لجار لا يريد أن يستوعب اختلاف احداثيات الواقع السوداني عن تجربته. قرارات إعادة تمكين الحركة الإسلامية ، خلق كيانات وتحالفات ضرار لإرباك المشهد السياسي وإيجاد مقاعد إضافية في أي حلول تسوية قد تأتي ، مواكب البؤساء بدعوي رفض التدخل الأجنبي كلها تأخذ أوامر تحركها من جهة واحدة تراوغ منذ العام 2019 في الإذعان لحتمية الإنتقال الديمقراطي في السودان ، سيمكرون ويخادعون القوي السياسية والمجتمع الدولي ولكن لن يردوا إرادة الشعب الذي سينتصر لا محالة ، وسيعلم حينها الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون. مفارقات من المفارقات العجيبة أن من أهم رهانات الإنقلاب وأعوانه هو تكلانهم علي حسن اخلاق خصومهم اي بقية الشعب السوداني، فهم يقتلون بدم بارد ولكنهم علي ثقة أن الذي يمنع الآخرين عنهم ليس حصونهم ولكن أخلاقهم ويقينهم بالعمل السلمي. يخرج كادر الحركة الإسلامية الذي لم يترك موبقة سياسية إلا وفعلها إلي الشارع بكل وقاحة ليعبر عن أجندة سادته الانقلابيين وهو يعلم أن الذي يحميه ليس هو عسس الطغاة الذين يرافقونه بكل مودة ولكن يحميه سلمية من ينادون بالتحول المدني الديمقراطي. يذهب الطغاة الي المناسبات الإجتماعية وقد يكون في الحضور والد شهيد أو عمه أو اخوه لكن يكون مطمئناً لأن اخلاق من يقتل ابنائهم هي اعلى من أن تجعلهم يأخذون الحق بأيديهم. يأمر قادة الإنقلاب جنودهم فيبطشوا ويعلمون أن الشعب الذي هو صاحب السيادة على الجيش لن يقوم بإنشاء جيش موازي أو يحمل السلاح لأن الشعب يريد أن يبني وطن لا أن ينتقم . في القصة القديمة المعلومة ، اختلفت امراتان في طفل كل تدعي أنه ابنها ولما اختصما الى القاضي قال فلنقطعه الي جزئين ونصيب كل واحدة جزء قالت أم الطفل هو لها لتحفظ ابنها، ولكن في قصة الشعب السوداني لن يترك السودانيين وطنهم لهم ، ولن يحتكموا لقاضي ، السودانيين حيعدلوا العوج بايدهم وشديدهم ، وسيخرجون فجرهم من دياجر الاستبداد ، ديمقراطية ومدنية كاملة ، وجيش واحد مهني في خدمة الشعب لا التسلط عليه. فيسبوك