كشفت لجنة الأطباء المركزية، فجر الجمعة، عن 74 حالة إصابة في صفوف الثوار، بينها ثلاث إصابات برصاص قوات الانقلاب في الاحتجاجات التي نُظمت بشرق النيل وبري وأم درمان. ونظمت لجان مقاومة وثوار شرق النيل، الخميس، موكبا ضد الانقلاب الذي قامت قواته بالانتشار الكثيف في محيط المنطقة وأغلقت عدة جسور من بينها جسر المنشية الذي يربط شرق النيلبالخرطوم. وقالت لجنة الأطباء، في بيان حصلت عليه (الديمقراطي)، إنها رصدت 4 إصابات في شرق النيل من بينها ثلاث إصابات بالرصاص وإصابة في الرأس بعبوة غاز مسيل للدموع حالته غير مستقرة. وكشفت عن إصابة 53 ثائرا في مواكب الخرطوم وإصابة 17 آخرين في منطقة أم درمان من بينهم ثائر تعرض للدهس بعربة تابعة لقوات الانقلاب، حالته غير مستقرة كما أجريت له عملية استكشاف مستعجلة وتم استئصال الطحال. وقال تجمع لجان أحياء الحاج يوسف وغاضبون شرق النيل ولجان المقاومة بالجريف شرق، في بيان مشترك حصلت عليه (الديمقراطي)، إن "الكر والفر بين الثوار وقوات الانقلاب استمر قرابة الأربع ساعات". وأضاف البيان: "بدأت الأجهزة الأمنية بإطلاق الرصاص الحي على الثوار السلميين، وفي تمام الخامسة مساءً جاءت عربة تتبع لقوات الشرطة (شغب) عليها فرد يتبع لنفس القوات وكان يحمل في يده (كلاش) وبدأ بإطلاق الرصاص بطريقة عشوائية على الثوار ما نتج عنه إصابة ثلاثة من الثوار (أحدهم في الكتف وآخر في الفخذ والثالث في الظهر)، وتم نقلهم إلى أقرب مستشفى، كما تم رصد عدد من الإصابات بشظايا قنبلة صوتية". وأدان ثوار شرق النيل بأشد العبارات مثل هذه الأفعال وحملوا كامل المسؤولية لمدير شرطة محلية شرق النيل. وجاء في البيان أن قوات الشرطة "تتعامل بوحشية مع المحتجين وتأتي بعد كل موكب ببيانات زائفة تقوم بشيطنة الثوار السلميين في محاولة فاشلة لتبرير انتهاكاتها غير الإنسانية". وتضمن البيان رسالة للشرطة نصها: "نعدكم أنه قريباً ستُكشف الأقنعة ويحصحص الحق، فمجلس الانقلاب الدموي ساقطٌ لا محالة؛ طال الزمن أم قصر؛ ولن تجدوا من كنتم تقتلون من أجلهم في جانبكم وحينها لن ينفع الندم". من جانبها أكدت مجموعة (محامو الطوارئ) وقوع إصابات بالرصاص الحي، وقالت في بيان إنه "يوما بعد يوم تزداد وتيرة العنف وهاهي قوات الانقلاب تستخدم الرصاص الحي في مواجهة الثوار السلميين العزل في موكب بشرق النيل الذى دعت له لجان المقاومة حسب جدول نوفمبر وقد اصيب ثلاثة ثوار حسب رصدنا". ومنذ أكثر من عام، ظلت لجان المقاومة تقود الاحتجاجات السلمية ضد سلطات الانقلاب، بينما ظلت القوات الأمنية تواجه المظاهرات السلمية بالعنف المفرط، ما أدى لاستشهاد 119 متظاهرا. وتستخدم قوات الانقلاب الأسلحة المضادة للطيران والكلاشنكوف وسلاح الخرطوش الذي يطلق مقذوفات متناثرة ومسدسات تعمل بالليزر مسببة كسوراً في الأيادي، علاوة على القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والأسلحة البيضاء؛ في قمع الاحتجاجات التي تُطالب بإسقاط انقلاب 25 أكتوبر 2021م على الحكم الانتقالي وسلطته المدنية. وتقول منظمة (حاضرين) التي تقدم خدمات الرعاية لمصابي المواكب، في تقرير، إن فريقها العامل رصد أكثر من 7 آلاف مصابا بينهم ما يزيد عن 400 طفل. ومن بين الإصابات تُوجد 955 حالة بالرصاص و274 حالة بطلق ناري متناثر "خرطوش" و65 بسبب الدهس بواسطة سيارات الانقلاب. ووفقًا للتقرير، الذي يُغطي الفترة من 25 أكتوبر 2021 إلى 4 أغسطس 2022، فإن 9 من بين الإصابات أدت لحدوث درجات مختلفة من الشلل وجرى استئصال العين المصابة ل 12 ثائرًا، إضافة إلى تسجيل 50 حالة عنف جنسي. وانقلب الجنرال عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021م على السلطة الانتقالية التي نصبتها ثورة ديسمبر بعد الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير، وواجه الشعب السوداني الانقلاب بمقاومة أبرز أشكالها المواكب الاحتجاجية التي نظمتها وتنظمها لجان المقاومة، وتقابلتها السلطة الانقلابية بعنف وحشي.