ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    صقور الجديان" تختتم تحضيراتها استعدادًا لمواجهة غينيا الاستوائية الحاسمة    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    بالصورة.. "الإستكانة مهمة" ماذا قالت الفنانة إيمان الشريف عن خلافها مع مدير أعمالها وإنفصالها عنه    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الثقافة والإعلام :انضممنا لاتفاقية تمكننا من استرداد الآثار المنهوبة منذ الاستعمار
هادية قاسم نشر في الراكوبة يوم 25 - 12 - 2022

كشف وزير الثقافة والاعلام والسياحة المكلف الدكتور جراهام عبد القادر عن استعادة (79) قطعة أثرية من الخارج بجانب اشتباه في وجود ثلاث قطع أخرى باسبانيا قيد النظر، وأكد أن الآثار تتعرض لكثير من الأخطاء التي تضر بها مثل التوزيع غير القانوني للتنقيب الأهلي عن الذهب الذي لا يخضع احياناً لوزارة المعادن. فيما قال ان أي انتهاك أو إلغاء للتنوع بالبلاد سيعني هزة يمكن أن تودي الي ما لا تحمد عقباه. مضيفاً في هذا الحوار مع (الإنتباهة) أن صناعة الهوية ليست الأمر الذي يتطلب استخدام العصا الغليظة، بجانب محاور عديدة يجدها القارئ أدناه.. فإلى مضابط الحوار.
* دعنا نبدأ بالهوية والتنوع الثقافي واللذين كثر الحديث والجدل حولهما.. كيف لنا أن نجعل من تنوعنا مصادر قوة؟
موضوع الهوية والتنوع الثقافي في دولة مثل السودان هو الحلم الوطني الأكبر الذي يسعى له كل السودانيين، وهذا الحلم يجب أن يُنظر اليه كالنظر الى ألوان قوس قزح، فاذا تم عزل أي لون لن يصبح (قوس قزح)، فالتنوع الثقافي كنز وقوة، وكأننا نقول للعالم إننا نبدأ من حيث انتهى الآخرون، ونقدم لهم تنوعاً دينياً وتنوعاً في الموارد الطبيعية وتنوعاً في الثقافة وتنوعاً في الموارد الزراعية، وأي انتهاك أو إلغاء لهذا التنوع يعني هزّة يمكن أن تودي بهذا البلد الى ما لا تحمد عقباه. ولا بد أن نتشارك جميعاً في تساوي أصوات الناس جميعاً، وتساوي الأصوات يعني أن نخرج من جلباب قبائل الجمهورية تقاتل جمهورية القبائل، والارتهان والاتكاء الشديد على القبلية ليس من مصلحة أهل السودان، وطبيعي أن يعتز الناس بقبائلهم، لكن ليس من الطبيعي أن تتحول القبيلة الى دولة، وأن تلغي القبيلة القبائل الأخرى وثقافاتها. وفي كل المواثيق الدولية في ما يتعلق بالثقافة فالثقافة حرية لجميع الناس بأن يمارسوا ثقافاتهم في مناخ متحرر من القيود في حدود أن تحترم هذه الثقافة تلك الأخرى، وأن يعتز الجميع بأن هذه الثقافة تعبر عنهم.
* ألا تحتاج مجتمعاتنا الى توعية في هذا الشأن؟
صناعة الهوية ليست الأمر الذي يتطلب استخدام العصا الغليظة، والهوية عملية تراكمية، وهذه التراكمية تأتي من اتساع الأصوات أولاً وانسيابها لفترة طويلة للتناغم، والمواطن السوداني يرى نفسه سودانياً ليس فقط باللون لكن بالجلباب والثوب السوداني ومواعين الطعام المختلفة والأعراس التقليدية وغيرها، وهذا الانسياب لن يصبح ممكناً لولا التداخل الاجتماعي الذي بدأ منذ فترة مبكرة واستمر. وما يجمعنا هو الفكر والعقل الثقافي الجمعي، وهو يحتاج ايضاً الى رعاية من خلال اتاحة المنابر للحديث حول الأمر، والاتجاه نحو بناء وطني وهوية وطنية ليس مهمة الوزارة وحدها، بل هي مهمة كافة مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، والمجتمع المدني هو الأقوى لأنه متحرر من قيد الحكومات.
* هل أنتم كوزارة معنيون بإدارة التنوع الثقافي وكيف تديرون هذا الأمر؟
واحدة من قضايا الوزارة هل ندير التنوع الثقافي أم نجعل التنوع الثقافي أمراً معاشاً؟ والإدارة تعني ان تضع موجهات وتدفع الناس الى هذا التوجه، وهذا مقبول من جانب، ولكن الثقافة حياة الناس، ويجب ألا تديرهم باستخدام موجهات ضاغطة، ويجب أن يشعروا بحريتهم في التعبير والتعامل.
* الحوار المجتمعي عبر الرسائل الإبداعية فماذا أعددتم في هذا الشأن؟
الوزارة سيرت أربع قوافل لأربع ولايات في السودان خلال هذا العام، وهي تتضمن اعمالاً مسرحية ومعارض للكتب وأغاني مختلفة وشعراً وأكروبات، والحوار المجتمعي ما بين قافلة تذهب من المركز وتندمج مع فنانين من الولاية وتقدم اعمال مختلفة، ويبقى أن الوحدة الوطنية لا تصنع بتوجيهات وإنما بين حوار بين المواطنين عبر المكونات الثقافية.
* من أين تأتي الوزارة بالكتب التي توزعها على المكتبات العامة؟
مخازن الوزارة بها كتب كثيرة، وخلال الفترات الماضية من خلال معارض الخرطوم كانت الجهات المشاركة في حال عجزها عن دفع الرسوم تعطي مقابلها كتباً، وهذه الكتب الآن يتم توزيعها للمكتبات العامة في الولايات.
* أنتتم مقصرون في طباعة الكتب.. ماذا تقول؟
الظروف العامة التي تمر بها البلاد لا تخفى على أحد، والآن بمعيتنا اربع اصدارات جديدة ستدشن خلال أيام منها مجلة الثقافة السودانية مجلة تهارقا عن السياحة وغيرها، واعتقد في ظروفنا الاستثنائية التي تمر بها البلاد يعتبر هذا انجازاً كبيراً.
* أليست لديكم ميزانية للطباعة مثلما كان يحدث في السابق؟
حتى اذا كانت لدينا ميزانية للطباعة فالأمر اختلف الآن، وما كنت تشتريه بعشرين جنيهاً أصبح بمئتي جنيه، وربما هذا ما جعلنا نلغي بعض القضايا بحيث نركز على بعض من اختصاصات الوزارة في الجوانب التي بها اضاءة ايجابية.
* صندوق دعم المبدعين لا وجود فعلي له ويعمل وفقاً للعلاقات الخاصة، اذ لم يجد مبدعون كُثر الرعاية في أوقات سابقة، لماذا لا تتابعون هذا الأمر بدقة؟
القطاعات الفنية قطاعات اهلية، ونحن نسجل عشرات الفرق الفنية، ولدينا علاقات مع اتحادات ومنظمات فنية متروك لهم الفعل الثقافي، وكنا نتألم من أن ظروف (كورونا) توقف عدداً كبيراً من الفنانين، وكنا نتحرك هنا وهناك لمساعدتهم ولا داعي للخوض في هذا الحديث. كما أن الفنانين ليس لديهم قطاع تأميني بعد توقف النشاط، وهم كثيرون جداً.
* ماذا عن التبادل الثقافي مع البلدان الأخرى وكيف تنظرون الى هذا الملف المهم؟
* يجب ان نضع في الاعتبار أن من المحيط الهندي الى المحيط الأطلسي كان يسمى الحزام السوداني، وجميعه يخضع للسلم الخماسي، وكانوا جميعاً يهاجرون الى السودان، وهذا الانفتاح كان جزء منه يقوم على المجتمع المدني من قطاع الفنانين واتحاداتهم، وكانت لهم يد طويلة في الأمر.. والآن حركة الممثلين والغنائيين لشرق وغرب إفريقيا لم تعد كما كانت.
* ما السبب؟
أحد الأسباب التحول الكوني، فالآن هذا الانفتاح الكوني أحدث متغيرات واسعة، بجانب الشعور الوطني لدى الدول نفسها وبروز نجوم عبر الوسائل الحديثة. وانفتاحنا نحو افريقيا كان يتطلب اذا لم نحافظ على فنون الأداء في مجال الموسيقى والأغنية أن نحافظ على ان تكون الخرطوم ملتقى للإنتاج الفني، والانتاج الفني ايضاً شغل قطاعاً خاصاً.
* بعض الكيانات الثقافية تعاني من أزمة مقار؟
سعينا قبل فترة لنحصل على أراضٍ في الخرطوم كانت تتبع لجهات تم تحويلها الى وزارة الثقافة، وهذا يتطلب قطاعاً خاصاً له القدرة على انتاج فعل ثقافي، والدولة لا تستطيع أن تنتج فنوناً وإنما ترعاها كما اسلفت لكِ.
* هنالك بلدان استثمرت في الثقافة وحصدت غرسها ونحن مازلنا نعاني من عدم توفر أبجديات الثقافة؟
الاقتصاد الابداعي في الهند مثلاً وفي دول أخرى اصبح أكثر فاعلية لأنهم أسسوا بنية تحتية لهذا المجال.
* الا يرجع ذلك الى ايمان حكوماتهم بأهمية الفعل الثقافي؟
يرجع ذلك الى القطاع الاقتصادي الواعي لاقتصاديات هذا النوع، مثلاً الصناعات اليدوية ومنها البرتال والمركوب الفاشري وغيرها والصناعات الجلدية في إقليم دارفور قد تكون في غاية الجمال، الا أنها لا يمكن ان تسوّق في أوربا مثلاً لرطوبة الجو التي تضر بالمنتج. والاستثمار في الثقافة لديه قوانين، ومسألة التصدير تكلّف كثيراً، وفي ظل الظروف التي نعيشها نحن لن يحدث ذلك. والفنون تستطيع أن تحقق قيمة اقتصادية لكن، ومن الخطأ أن ينظر للدولة كونها هي المنتجة للفنون، فالدولة تراقب وتتابع وتسهل الإجراءات، كما ان الإنتاج الإبداعي انتاج افراد وبه مواد تتحول الى فائدة اقتصادية وأخرى لا. وواحدة من خطط الثقافة بشكل عام تحويل المنتج الثقافي الى قيمة اقتصادية، مثلاً لدينا عشرات من الفرق الشعبية اذا حولناها من تراثية تقليدية وانتجناها انتاج ابداعي في العالم يكون العائد منها ضخماً جداً، وهذه القيمة لا تتوفر في الظروف التي فيها ارتباك سواء كان ارتباكاً مالياً او غيره.
* ماذا عن مسألة تسجيل المواقع الأثرية لدى اليونسكو؟
تم تسجيل آثار سابقاً في اليونسكو لموقعين كبيرين منهما موقع في جزيرة مروي سابقاً، وتضم المواقع الممتدة من المصورات الصفراء الى البجراوية الى جبل البركل، بجانب تسجيل في المحيط الحيوي الطبيعي في البحر الأحمر لجزيرة سنجنيب وجزيرة دنقناب.
* ما مدى أهمية هذا التسجيل؟
التسجيل يحفظ للسودان قوة الترويج والتسويق، واليونسكو هي التي تقوم بالتسويق مما يضاعف القدوم السياحي، والى عام 2018م كان القدوم السياحي قد وصل الى (800) ألف سائح، ولظروف (كورونا) والمتغيرات السياحية انخفض هذا العدد.
* تتعرض آثارنا الى السرقة والنهب.. ما دوركم في اعادة هذه الآثار؟
أخيراً وقعنا على اتفاقية دولية مهمة خاصة بالممتلكات الثقافية المسروقة أو التي خرجت بطرق غير شرعية، وقد انضممنا الى هذه الاتفاقية قبل شهر وتمت الموافقة من قبل اليونسكو، وهذا سيعطينا الحق في المطالبة بآثار خرجت منذ الاستعمار.
* كيف يتم خروج هذه الآثار؟
اي أثر خرج بعد الاستقلال كان باتفاق وفقاً لقانون الآثار بغرض الصيانة والترميم. والآن تمكنا من إعادة تسع وسبعين قطعة أثرية من الخارج.
* ألم تكن منهوبة؟
لم تكن منهوبة وخرجت باتفاقيات لكنها مكثت لفترات طويلة وفقاً لظروف متباينة. ولكن المشتبه فيه ثلاث قطع أثرية صغيرة موجودة حالياً في اسبانيا وهي قيد النظر القانوني. ولدينا أيضاً آثار موجودة في بولندا وقد مرت بإجراءات قانونية، ويفترض أن ترجع بإجراءات قانونية أيضاً، لكن ظروف الحرب الروسية الأوكرانية أعاقت ذلك باعتبار أن بولندا على الحدود.
* المتحف القومي يعاني من بعض الاشكاليات في البنية التحتية؟
حالياً نقوم بصيانة كبيرة جداً للمتحف القومي، ونحن بصدد اعادة عرض هذه المواد بعد ترميمها.
* التنقيب العشوائي عن الذهب أضر بمناطق الآثار.. ما هو دوركم للحد من هذا التخريب؟
الخلل الجوهري في التوزيع غير القانوني للتنقيب الأهلي الذي لا يخضع احياناً لوزارة المعادن نفسها، وقديماً اشترطنا عبر الآثار شهادة تؤكد خلو المناطق التي يُراد فيها التنقيب عن الذهب من الآثار.
* هل تم الالتزام بذلك؟
لا لم يكن هناك التزام، فالمناطق كبيرة.
* ثم ماذا ايضاً؟
الزراعة الممتدة وتقسيم الأراضي الزراعية دون الرجوع للهيئة القومية للآثار والمتاحف كذلك أضر بالآثار. وبجانب ذلك فالقوانين نفسها تلعب دوراً في ذلك، فالولاية لديها دستور وقانون وتخوّل لها السلطة في استخدامات الأراضي، وهذا ايضاً تعارض. ودستور 2005م ما يسمى بالإجراءات المختلطة والتداخل بالقوانين به الكثير من التعارض حتى في التفاسير، مثلاً المواقع التاريخية يقال أنها تخضع لسلطة الولاية بينما المواقع الأثرية تخضع لسلطة المركز، أين الفرق هنا، لا يوجد فرق. والغرض ان تصان هذه الآثار لتبقى للأجيال القادمة، ويفترض ان يذهب العائد الى وزارة المالية فقط وترجع الى مصلحة الآثار لكي يكون هنالك المزيد من الموارد.
* نعاني من عدم وجود المكتبات العامة؟
أكبر عدد من القراء تحولوا الى قراءة الوسائط، وهنالك جيل يحرص على قراءة الكتاب، والمكتبات العامة في الولايات تم دعمها بكتب ضخمة مثل ولاية غرب دارفور وولايات اخرى. ونحن حالياً نسعى للمكتبة الالكترونية بالتنسيق مع المنظمات الدولية، وهي تحتاج الى مؤسسة تتوفر فيها البنية التحتية والمعدات المناسبة.
* أغلقت (مروي بوك شوب) أبوابها مع عراقتها؟
نحن أكثر الناس صدمةً بإغلاق مكتبة مروي (مروي بوك شوب) وهذه حالة خاصة.
* لماذا لم توقفوا هذا الأمر؟
الوزارة لا يمكنها التدخل لانها ملك لشخص. وفكرنا في عمل رمزية ل (مروي بوك شوب) وهذا يحتاج الى موقع يكون متاحاً لكل الناس. والمكتبة الوطنية نفسها بها مشكلة موقع، فقد تم تخصيص قطعة أرض، وبدأنا بتوفير جزء من المال لبناء الأساس في بداية عام 2023م.
* هذه المكتبة (الوطنية) اخذت زمناً طويلاً أليس كذلك؟
هذه قصة طويلة، والحصول على قطعة أرض في السودان ليس بالامر السهل، وتم اختيار موقع غرب المتحف القومي وهي منطقة سنتر، وعلى ضيقها الا ان الوصول اليها سهل.
* أعلنتم عن مهرجان للأغنية الوطنية؟
بناء الوجدان الجمعي يحتاج الى جهد استثنائي، ونحن أعلنا عن مهرجان الأغنية الشبابية يشارك فيه من هم دون الأربعين عاماً، ونحن لنا سنوات عديدة لم نسمع بأغنية وطنية، وبهذا نتيح فرصاً للشباب بأن ينتجوا أغنيات تعبر عن وطنيتهم.
* ألم تصبح المهرجانات القديمة فاعلة في الوقت الراهن؟
مهرجانات الثقافة التقليدية التي كنا نقيمها لم تعد تستجيب لطموحات الناس بنفس الفكرة القديمة، والخطأ في هذه المهرجانات أن فنانين كباراً لم يأخذوا القومية بعكس فنانين آخرين أخذوا القومية مثل عمر احساس وعبد القادر سالم، فيما لم تعد الأغنية الكردفانية محلية، وإنما جمعت الثقافة هنا تحديداً الجميع.
* السياحة وما لديكم من تطلعات في هذا الجانب؟
الموسم السياحي القادم في اكتوبر سيكون موجهاً الى الشباب، وسنتدخل في التعامل مع ولاة الولايات بأن تكون الإقامة مجانية والنقل بأقل سعر، وأن نشرك قطاعات واسعة في المطاعم الى آخره، وهذا وحده يعوضنا عما يحدث من تشاكس في كثير من الأشياء.
* ما الذي يؤرقكم على الصعيد الإعلامي؟
البث الاعلامي الذي يغطي كافة أطراف السودان، ولدينا اشكالية معروفة في محطة (ريبا) وهي محطة كبيرة تمت بدعم خارجي قديماً، لكن للأسف تم تشليعها وتخريبها بايادٍ لا تعرف الوطنية.. والآن معظم الاذاعات تعمل بتقنية ال (إف. إم) وهي تغطي (90) كيلومتراً فقط من محيط المنطقة، وهذا لا يقودنا بالطبع الى وحدة وطنية، وهل نحن نحتاج الى موجة قصيرة تغطي كافة البلد وممتدة لدول مجاورة، وهل يجب أن تشتمل الاذاعات الولائية على بث مشترك لثلاث ساعات خلال اليوم ومن ثم يتم فصلها لتكون ولائية؟ وبناء الوحدة الوطنية يتطلب ان يكون لدينا بث مشترك لفترة لا تقل عن ثلاث ساعات في اليوم وبحد أدنى برامج رئيسة تهم كافة البلد.
* ماذا عن القنوات المتخصصة ومدى اهميتها؟
توجد قناة الثقافة والتراث والسياحة والقناة الإخبارية في السودان، وسيتم بثهما خلال نهاية العام الحالي. وهذا سيمكن المواطن من اكتشاف بلاده، وبدلاً من إنفاق أموال خارج السودان بغرض السياحة يمكننا ان ننفقها في الداخل. كما أن الغرض منها تفريغ التلفزيون من (الزحمة الشديدة). ويمكننا ان نلزم القنوات الأخرى بأن يكون لدينا بث مشترك، ونستطيع ان نقدم برامج تهم كافة الولايات. واذا اتحنا اكبر مساحة بث يجمع السودانيين سنكون حققنا الرؤية الوطنية في الهوية الوطنية، ونكون قد عرفنا بثقافات بعضنا وعززنا ثقافة التنمية المستدامة، وذلك يتم عبر عملية التثاقف فقط.
* ما الغرض من كثرة المراسلين في الولايات؟
كثرة المراسلين في ولايات السودان المختلفة في هذه الفترة نريد من خلالها أن يستمع كل سوداني الى صوته ويسمع عن منطقته ومنتجاتها، ويشعر بأنه جزء من وسائل الإعلام القومية. وهذا يقود الى الإحساس بالانتماء، اضافة الى أن الغرض ايضاً منهم نقل لغات الناس. وفي الحقيقة المواطن العادي يشعر بالانتماء للآخر، ولكن الصفوة هم الذين يخلقون كل هذه الحواجز.
* أخيراً لديكم شعار (الثقافة والمستقبل الأخضر) ماذا تقصدون به؟
(الثقافة والمستقبل الأخضر) هو التوجه من كل عناصر المجتمع الى بناء اخضر عبر تحويل المواد المضرة بالبيئة الى قيمة اقتصادية. وكيفية تحويل ذهنية الأسرة بأكملها بأن تحول بيئتها الى بيئة خضراء، وبالتالي سيتوفر لنا قطاع زراعي واسع، وهذا سيكون واحداً من المشروعات التي سيُركز عليها في انتاجنا الثقافي.
الانتباهة

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.