1- عودة إلي خبر قديم: نشرت الصحف السودانية في يوم 17/ مارس 2020 خبر تحت عنوان (النيابة العامة تأمر بتوقيف وزير الخارجية السابق علي كرتي) مفاده، أن مكتب النائب العام أصدر الثلاثاء أمرا بإلقاء القبض على وزير الخارجية السابق علي كرتي لدوره في انقلاب 1989 الذي أتى بعمر البشير إلى السلطة. وأضاف في بيان أنه سيتم تجميد أصوله مشيرا كذلك إلى صدور أوامر اعتقال لخمسة أشخاص آخرين.-إنتهى الخبر- 2- عاد علي كرتي من تركيا ودخل مطار الخرطوم بل اطمئنان وثقة دون ان يتعرض له أحد من ضباط جهاز الأمن بالمطار الذين علي علم تام ومسبق بقرار النيابة العامة بإلقاء القبض عليه متي وطئت قدماه أرض البلاد. 3- (أ)- نشرت صحيفة «أفريكا إنتليجنس» في يوم 19/ مايو 2022 تقرير جاء فيه : " أن قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان، قام بتعيين المقدم مدثر عثمان كسكرتير لمكتبه في مقر الجيش، وهو أحد الإسلاميين المتشددين وصهر الزعيم الإسلامي الهارب علي كرتي، وشغل مدثر عثمان منصب مدير مكتب وزير الدفاع الأخير ونائب الرئيس عوض بن عوف خلال عهد البشير.". وجاء في التقرير أيضآ: يعتقد الكثيرون أن علي كرتي لا يزال في الخرطوم، وليس في اسطنبول مثل معظم القادة الإسلاميين، وانه يحظى بعلاقات جيدة مع السلطات الأمنية مما يحول دون توقيفه، خاصة أن البرهان أراد إبقاء جميع الأبواب مفتوحة. ويعتقد على نطاق واسع أن عثمان يؤوي كرتي في منزله ويحميه من الاعتقال منذ الثورة، والمرجح أن عثمان هو حلقة التنسيق الرئيسية بين قادة الانقلاب والإسلاميين".-إنتهي- 4- لم يخفي كرتي ظهوره بعد انقلاب 25/ أكتوبر، ولا تعمد ان يخفي نفسه من العيون، فتعمد أن يظهر في العلن في تحدي واضح قرار النيابة باعتقاله، وهي النيابة التي ما قربته ولا سعت لاعتقاله بتهمة انه كان ضمن الدائرة الضيقة جدا التي كانت تضم الخمس الكبار في تنظيم الإخوان والذين كانوا يقودون الخطط والعمليات التي أدت إلى تنفيذ انقلاب الإنقاذ عام 1989، وكان يعتبر مسؤول تنظيم الإخوان المعني بتجنيد الكوادر العسكرية وتنسيق الاتصال معها، وأن مجمل المتهمين بالمشاركة في العملية يبلغ نحو (112) شخصا معظمهم من المدنيين التابعين لتنظيم الإخوان (الجبهة الإسلامية القومية) آنذاك، وتصل عقوبة التهم الموجهة إلى كرتي والمتهمين الآخرين إلى الإعدام، وفقا للمواد المضمنة في صحيفة الاتهام. 5- جاء خبر في صحيفة "الراكوبة" بتاريخ يوم الاحد 19/ مارس الجاري افاد، أن ظهر الأمين العام للحركة الإسلامية المحلولة علي كرتي، في ولاية الجزيرة مشاركا فعالية سياسية أمس السبت 18/ مارس وذلك في أحدث تطور بالمشهد السياسي. ووصفت أوساط سياسية ظهور الأمين العام للحركة الإسلامية في محفل علني بالنادر والمفاجئ إشارة إلى التضييق الذي يلاحق الإسلاميين بالبلاد بعد سقوط نظام البشير. وشارك كرتي في الملتقى التنظيمي الثاني لمنظومة العمل الموحد بمنطقة "بدينة" شرق ولاية الجزيرة وسط البلاد. ويقول محللون إن ظهور كرتي العلني ينبئ بحدوث وقائع جديدة خاصة مع اقتران ذلك بظهوره السابق قبل انقلاب 25 أكتوبر.- إنتهي- 6- يبقي السؤال مطروح بشدة: هل البلاد في حاجة إلي النيابة العامة؟!!، هذا الكلام ليس كنوع من التحقير والاستفزاز، ولكن واقع الحال يؤكد بلا جدال انها نيابة لا علاقة لها بالقوانين لا من قريب او بعيد!!، هي نيابة "لا تهش لا تنش" ولا تلتزم بتنفيذ قراراتها!! ونيابة مسيسة تسير بتوجيهات عليا… وما حالة ظهور كرتي متحدي القوانين وقرار القبض عليه إلا مثال واضح علي عدم أهمية وجود النيابة العامة!! بكري الصائغ [email protected]