أشارت وكالة "بلومبرغ" في تقرير، الأحد، إلى مخاوف من تأثير القتال الدائر في السودان على الدول الأفريقية المجاورة التي تعاني إصلا من الصراع المستمر وانعدام الأمن الغذائي والتمرد المسلح والاضطرابات المدنية. وأشارت الوكالة إلى أن الأزمة في السودان قد تسبب تداعيات وخيمة على سبع دول أفريقية، وهي جمهورية إفريقيا الوسطى ومصر وليبيا وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا. وإلى جانب أزمة توافد اللاجئين السودانيين على هذه الدول، أوضحت الوكالة أنه يمكن للميليشيات العرقية وحركات التمرد والجماعات شبه العسكرية والمرتزقة الروس الذين يعملون على الحدود الغنية بالمعادن مثل الذهب والألماس، استخدام الأزمة لشن هجمات أو إثارة تمردات. وغرق السودان في الفوضى منذ اندلاع القتال، في منتصف أبريل، بين قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي". وذكرت الوكالة أن منطقة أفريقيا الوسطى لديها الكثير من الذهب والألماس. والجماعات المسلحة، خاصة مجموعة "فاغنر" الروسية، تمول عملياتها من خلال هذه الموارد، وتوجد مخاوف من أن يكون هذا عامل جذب لمزيد من الجماعات المسحلة. وأشارت "بلومبرغ" إلى أن العديد من الجماعات المتنافسة في دارفور "قد يكون لها أيضا صلات عبر الحدود في تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى". وكان دقلو زعيما لميليشيات "الجنجويد" التي "ارتكبت أعمالا وحشية في المنطقة"، وابن عمه هو مستشار كبير للرئيس المؤقت لتشاد محمد ديبي، الذي حاول التوسط في الأزمة الحالية، وفقا للوكالة. وبعد فترة وجيزة من اندلاع القتال في العاصمة السودانية الخرطوم، في 15 أبريل، ذكرت "بلومبرغ" أن تشاد أغلقت حدودها ونشرت قوات عند نقاط التفتيش. ونقلت بلومبرغ عن رئيس الوزراء التشادي، صالح كبزابو، قوله عبر الهاتف من العاصمة نجامينا إن "المتمردين قد يحاولون دخول تشاد. ويمكنهم الانضمام إلى الجماعات الموجودة بالفعل على حدود تشاد". ونقلت الوكالة عن محللين قولهم إن تشاد وجنوب السودان في خطر مباشر بسبب الصراع في السودان، خاصة بعد وصول ما لا يقل عن 30 ألف لاجئ إليهما حتى الآن، بجانب استقبال مصر حوالي 16 ألف سوداني. وتقدر الأممالمتحدة أن البلدين، اللذين يصنفان بين أفقر دول العالم، قد يستقبلان ما يصل إلى 270 ألف لاجئ في الأسابيع المقبلة. وأوقعت الحرب الدائرة بين الجنرالين حوالي 528 قتيلا و4599 جريحا، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة، السبت، ويرجح أن تكون الحصيلة أعلى من ذلك. وأعلن الجيش السوداني في بيان، الأحد، موافقته على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة تبدأ من منتصف ليلة الأحد بالتوقيت المحلي. وأكد البيان أن الجيش اتخذ هذا الإجراء "بناء على مساعي طلب الوساطة الأميركية السعودية"، وقال إنه ينوي تمديد الهدنة "رغم رصدنا لنوايا المتمردين بمحاولة الهجوم على بعض المواقع". وأضاف: "نأمل أن يلتزم المتمردون بمتطلبات تنفيذ الهدنة مع جاهزيتنا التامة للتعامل مع أي خروقات". وجاء البيان في أعقاب إعلان "قوات الدعم السريع"، تمديد الهدنة الإنسانية لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من منتصف ليل الأحد "استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية… رغم الخروقات المستمرة من القوات الانقلابية وكتائب الظل وفلول النظام البائد المتطرفة التي ظلت تهاجم مواقعنا ومعسكراتنا".